في ندوة دولية بتونس حول القدس : اعتراض بالاجماع على قرارات ادارة ترامب حول فلسطين

منية العيادي

 

أنتظمت بمقر المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم “الألكسو” ندوة فكرية وتظاهرة ثقافية دولية عن القدس تحت عنوان “القدس فلسطينية” أشرف على افتتاحها كل من وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين ، ممثلا للرئيس الباجي قايد السبسي، و نظيره الفلسطيني إيهاب بسيسو ، ممثلا للرئيس محمود عباس، ومدير عام الالكسو الدكتور سعود هلال الحربي و ذلك في اطار الاحتفال بذكرى يوم الأرض الفلسطيني التي تحل يوم 30 مارس من كل عام، و حضر الندوة عدد من الوزراء السابقين و السفراء العرب و الشخصيات السياسية و نخبة من الاعلاميين و المثقفين التونسيين و العرب.

و أجمع كافّة المتدخّلين خلال الندوة على محورية القضية الفلسطينية و أهمّيتها لدى العرب و ضرورة التصدي لكل محاولات الاستيطان و محاولات الغرب لتهميش القضية.

 

 

د.سعود هلال الحربي : الأمة العربية لن تنهض دون تحرير القدس

مدير عام الألكسو الدكتور سعود هلال الحربي أكّد في كلمته على ضرورة تكاثف كل الجهود العربية من أجل مساندة نضال الشعب الفلسطيني و دعم صموده المستمر في كل فلسطين و خاصة بالقدس، التي تقع في مرمى المؤامرات الخارجية و الوثوف معا ضدّ حطة ترامب نقل السفارة الأميركية إليها، مما يتناقض مع كافة القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة.

و شدد الحربي على ضرورة أن تتوجه بوصلة العرب جميعا باتجاه القدس و فلسطين لأن الأمة العربية لن تنهض دون تحرير فلسطين قائلا إنّ ” القدس ستبقى عربية و سيأتي اليوم الذي تصبح فيه فلسطين دولة و عاصمتها القدس الشرقية”.

و اعتبر القدسَ، رمزًا روحيًّا متميزًا و ثابتًا في عقائدنا و حضارتنا و ثقافتنا، و تظل كل معانيها ماثلة في مشاعر و عقل العالمين العربي و الإسلامي.

كما أكّد مدير عام الألكسو أن المنطمة ستعمل كما عملت منذ قيامها، على الإهتمام بالقضية الفلسطينية و قضية القدس ضدّ عملية تهويد أسماء الأماكن و الشوارع و الجبال و الأودية، و تدليس و تحويل المسميات إلى أسماء عبرانية و كل خطط الغزو الثقافي و الفكري في فلسطين و خارجها.

و أشار الحربي إلى أنّ المنظمة تسعى إلى التعريف بالقدس و تراثها و مواصلة التنسيق العربي للتصدي للمخططات الإسرائيلية لتسجيل مواقع التراث الثقافي في فلسطين و الأراضي العربية المحتلة، مضيفا أنّ المنطمة تعاونت مع قطاع الآثار و التراث الثقافي الفلسطيني لوضع دراسات تاريخية و قانونية حول موقع الحرم الإبراهيمي و مسجد بلال بن رباح في بيت لحم و نشرها في مواقع المنظمة و مواصلة دعم المشروعات التربوية و الثقافية و العلمية في فلسطين.

كما قرر المجلس التنفيذي للمنظمة في دورته (108) ديسمبر 2018 دعوة المدير العام، إلى الإسراع في عقد المؤتمر الدولي حول رمزية القدس في الهوية العربية الإسلامية بالتعاون مع منظمة الإيسيسكو، وإلى عقد أنشطة المنظمة عن العام 2018 تحت رمزية ” القدس فلسطينية” .

 

د. محمد زين العابدين : تونس عارضت نقل السفارة الامريكية الى القدس

من جهته اعتبر وزير الثقافة محمد زين العابدين أن (يوم الأرض) يمثل رمزا للصمود البطولي للشعب الفلسطيني في مواجهة عمليات الاحتلال الاسرائيلي معربا عن دعم بلاده الكامل لنضالات الشعب الفلسطيني و التزامها بالتمسك بضرورة التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية يمتثل لقرارات الشرعية الدولية و يستجيب لتطلعات الفلسطينيين.

و شدد في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الرئيس الباجي قائد السبسي على أن “تونس لم تتوان عن تقديم كل أشكال الدعم للفلسطينيين بدءا باستقبال قيادات المقاومة الفلسطينية و وصولا إلى رفض القرار الأمريكي الأخير بنقل السفارة الأمريكية بإسرائيل إلى مدينة القدس”.

و أوضح أن تونس تتمسك بحل الدولتين للقضية الفلسطينية و أن يتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 و عاصمتها القدس الشرقية على ضوء قرارات الشرعية الدولية .

وذكربكوم تونس اعلنت معارضتها بقوة لقرار ادارة ترامب نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس المحتلة تعبيرا عن التراجع عن اعتبارها عربية و محتلة.

 

د. إيهاب بسيسو : قرارات ادارة ترامب عن القدس مرفوضة فلسطينا و عربيا و دوليا

وزير الثقافة الفلسطيني د. إيهاب بسيسو، شدد في الكلمة التي ألقاها ممثّلا للرئيس محمود عباس، على أن الاحتلال الإسرائيلي لن ينجح في عزل الشعب الفلسطيني عن عمقه العربي و الإنساني، و عزل مدينة القدس عن هذا العمق كما يعمل على أرض الواقع لعزلها عن عمقها الفلسطيني.

و قال وزير الثقافة: مشاركتي في هذه الندوة الفكرية تعكس حرص فلسطين على تعزيز ترابطها مع عمقها العربي و الإنساني، وهو ما يحاول الاحتلال الإسرائيلي أن يخلخله كجزء أساسي من سياسة الحصار التي يفرضها على الفلسطينيين، محذراً من أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى عزل الشعب الفلسطيني عن عمقه العربي و الإنساني، و عزل مدينة القدس “جوهرة المدائن العربية” عن عمقها الفلسطيني، و هو ما دفعه الى تشييد جدار عازلا يطوق المدينة المقدسة، وفرض حصار على مدينة غزة، وإطلاق يد الاستيطان على كل الأراضي الفلسطينية.

و قال “إن القدس هي مفتاح حلول كل القضايا في المنطقة و انه لا سلام و لا استقرار في المنطقة إلا بالإقرار الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة و عاصمتها القدس الشرقية”، مشددا على أن قرار ترمب بنقل السفارة اليها أمر مرفوض فلسطينيا و عربيا و دوليا، و هو بالنسبة للشعب الفلسطيني ليس إلا فصلا جديدا من النضال.

و شدد بسيسو على ضرورة زيادة و تكاتف العمق العربي بكل مؤسساته لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية لأن استمرار هذا الدعم يفشل سياسة الاحتلال الإسرائيلي.

 

هايل الفاهوم : قرار ترمب بشأن القدس مآله مزابل التاريخ

سفير فلسطين في تونس، هايل الفاهوم، اعتبر أن الاهتمام بمدينة القدس يجسد الوعي المشترك بأهمية المدينة المقدسة في طبيعة الصراع، مستعرضا كافة الممارسات الصهيونية على مختلف المراحل من تهويد و استيطان و ضرب كافة القرارات الدولية التي لا تسمح لأية سلطة احتلال تغيير الواقع الديموغرافي و التاريخي للأراضي المحتلة، داعيا إلى مضاعفة الجهد العربي لمواجهة هذه التحديات.

و قال إنّ “قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين، خروج عن الإرادة الدولية و الشعبية، ويضاعف من التحديات المطروحة على الشعب الفلسطيني و العربي”، مضيفا أن هذا القرار سيكون مآله الأرشيف و مزابل التاريخ، فالشعب الفلسطيني لن يفارق عهده في مواصلة النضال و الصمود و الثبات.

و بيّن أن اللحظة التاريخية تتطلب مراجعة عميقة لأساليب العمل وقراءة الآخر والتحسب له، من أجل وضع تصورات عملية تساند القضية الفلسطينية.

و أشار الفاهوم إلى أنّ فلسطين صامدة رغم كل الأحداث التي ساهمت فيها الدول العظمى المهيمنة على العالم، معتبرا أن هذه الاستراتيجية الهادفة إلى الاستعمار المباشر و غير المباشر للأمة العربية ستتهاوى من داخلها و سيبقى الشعب الفلسطيني على أرضه، و سوف تحيا فلسطين و تثبت جذورها في الجغرافيا و التاريخ.

 

د. حنا عيسى : مباردة ترامب مرفوضة من قبل المسيحيين و المسلمين

من جانبه قال الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس و المقدسات، ” إنه منذ حرب الـ1967 يطبق الإحتلال الإجراءات من جانب واحد، خارقا بذلك القواعد و القوانين الدولية و ضاربا بعرض الحائط جميع القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن و الجمعية العامة و مختلف المنظمات و الهيئات الدولية التابعة للامم المتحدة و التي جميعها اعتبرت مدينة القدس جزءا لا يتجزأ من الأراضي العربية المحتلة و أن ما تقوم به اسرائيل في المدينة مخالف للقواعد و القوانين الدولية”.

و أكد على دعم صمود المقدسيين المسيحيين والمسلميين في القدس المحتلة ضد مباردة ادارة ترامب وضد كل الاجراءات التعسفية التي ترتكب بحقهم جراء سياسات الإحتلال المستمرة المتمثلة بسلب أراضيهم و تهجيرهم الذي يهدف إلى الإستيطان و التهويد و السيطرة الكاملة على المدينة المقدسة و اعتبارها عاصمة أبدية لاسرائيل .

و أضاف عيسى أنّ “الإحتلال يتبع سياسة التهويد العمراني و مصادرة الأراضي – مصادرة أراضي الغائبين ومصادرة الأراضي لأغراض عسكرية وأمنية- ، والتي شملت مصادرة أراضي القدس الشرقية و منع توسيع الأحياء الفلسطينية و تحويل مساحات واسعة منها الى مناطق خضراء يحظر البناء فيها”.

و شدد أمين عام الهيئة على ضرورة إعتماد مرجعية واحدة موحدة للقدس و دعم المؤسسات المقدسية التي يتم اغلاقها حيث أن سياسة إغلاق الاحتلال للمؤسسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس تهدف إلى حرمان أهالي القدس من حقهم في الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

كما أكّد على ضرورة تنسيق العمل السياسي للقدس وفقا لخطط مرسومة ولرؤية استراتيجية سياسية، والعمل على انشاء صندوق القدس الوطني، وإدراج القدس بشكل دائم على جدول اعمال اللجنة التنفيذية مما يؤدي الى استمراية اتخاذ اللجنة التنفيذية للقرارات السياسية و الاجتماعية و اتخاذ المعالجات المستمرة لواقع القدس و متطلباتها.

و طالب الدكتور حنا عيسى بالضغط على إسرائيل لتأمين الحماية للمقدسيين، و وقف انتهاج سياسة التطهير العرقي التي تستهدف الوجود الفلسطيني في القدس، و إن عليه تحريك دعاوى أمام المحاكم الدولية لوقف اسرائيل تنفيذ قرارها المخالف للعرف و القانون الدولي و المطالبة بالغاء قانون المواطنة و الدخول إلى إسرائيل، لما ينطوي عليه من تمييز عنصري ضد الفلسطينيين، و ضمان حرية الفلسطينيين في القدوم إلى القدس و الخروج منها، و الإقامة و العيش فيها.

 

 

و تجدر الإشارة إلى أن أشغال الندوة سبقها تدشين معرض وثائقي يتضمن صورا عن القدس و معالمها التاريخية و الدينية، و افتتاح قاعة تحمل اسم القدس في مبنى الألكسو و معرض منتوجات فنية و أزياء فلسطينية تقليدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *