هل يصوت الجزائريون لـ’ضحايا بوتفليقة’؟

“ضحايا النظام السابق”، ورقة انتخابية أشهرها 3 مرّشحين لرئاسيات الجزائر قبيل انطلاق الحملة الانتخابية، ويتقاسم هذه الورقة كل من رئيسي الحكومة الأسبقين علي بن فليس وعبدالمجيد تبون ووزير السياحة الأسبق عبد القادر بن ڨرينة.

يتحدث كل من رئيسي الحكومة الأسبقين علي بن فليس وعبد المجيد تبون ووزير السياحة الأسبق عبد القادر بن ڨرينة عمّا يعتبرونه “ظلما” تعرضوا لها من النظام السابق، بعدما “واجهوه” وهم في الخدمة وبعدها، ويحاول كل واحد من هؤلاء استعمال هذه “المظلومية” في خطابه السياسي الموجّه للناخبين والترويج لها قبيل الرئاسيات المقررة في الـ12 ديسمبر المقبل.

المرشحون الثلاثة: هكذا واجهنا نظام بوتفليقة

فرئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس ينفي – في تصريحات صحافية – أن يكون “جزءا من العصابة”، ويقول إنه “عُوقب من طرف النظام السابق بسبب مواقفه المعارضة لسياساته”، وقال إنه واجه بوتفليقة في موعدين انتخابيين وذكر بأن مشواره “خير شاهد على أنه ليس رجل زمرة أو رجل منظومة أو رجل سلطة”.

بدوره يتحدّث نظيره عبدالمجيد تبون عن مسيرته القصيرة التي قضاها على رأس الحكومة، وقال إن شقيق الرئيس ومدير ديوان الرئاسة الأسبق أحمد أويحيى منعوا البنوك من التعامل معه، واتهمهم باتخاذ قرارات وعدم تنفيذ قراراته، وقال إنه كان وزيرا أول “بصفة رمزيّة لا أكثر”.

أما وزير السياحة الأسبق عبد القادر بن ڨرينة فيروي كيف واجه مدير إقامة الدولة، عبد الحميد ملزي (المسجون حاليا) من أجل وقف “فساد” فأصدر أمرا بتوقيف ملزي لكنّه فشل في ذلك، وكيف أفضت هذه المواجهة إلى تقليص صلاحياته وسحب تسيير إقامة الدولة منه وإلحاقها برئاسة الحكومة مباشرة، بأمر من رئيس الوزراء الأسبق أويحيى، ثم لم يلبث بن ڨرينة أن غادر الوزارة.

ولبس الرجال الثلاثة لباس “الضحية” فحاولوا تقديم أنفسهم للجزائريين كـ”ضحايا للنظام السابق”، فهل ينفع هذا الخطاب في إقناع الجزائريين بـ”مظلوميتهم” وبالتالي سيستفيدون من أصواتهم، في جوّ لا تحظى فيه الرئاسية بإجماع شعبي.

سعداني: خطاب لن يشفع للمترشحين

في هذا الصدد، قال القيادي في حزب “جيل جديد” المعارض، إسماعيل سعيداني، إن المبررات التي قدمها هؤلاء لكسب ثقة الناخبين غير مقبولة لأن “الحراك الشعبي” لن يقبل بأي وجه من وجوه النظام السابق.

وأفاد سعيداني في حديث مع “أصوات مغاربية” بأن الشارع أعطى “عيّنة” عن موقفه من الرئاسيات المقررة من خلال طرد المترشح علي بن فليس من مطعم في تيبازة (غرب) وطرد ممثل المترشح عبد المجيد تبون من عنابة (شرق)، وفق تعبيره.

وأضاف المتحدث “ما لم يفهمه هؤلاء المترشحون أن الشارع أصبح على درجة كبيرة من الوعي وهو اليوم يرفض النظام السابق وكل من معه، ويرفض الانتخابات، ولن يؤمن بما يرفعه هؤلاء من تبريرات كونهم ضحايا النظام أو غيرها”.

بوهيدل: خطأ استراتيجي

من جانبه، أفاد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر، الدكتور رضوان بوهيدل، بأن خطاب التبرير الذي يعتمده المرشحون “خطأ استراتيجي مع شعب صار يغربل الخطابات جيدا”.

وأوضح بوهيدل في حديث مع “أصوات مغاربية” بأن المرشحين المعنيّين لم يكتفوا بهذا الخطاب فحسب بل صار بعضهم “يتبرّأ من دعوته الرئيس السابق من الترشح لعهدة خامسة، فيما توجد فيديوهات تثبت هذا”.

وخلص أستاذ العلوم السياسية إلى القول بأن المترشحين يشتركون أيضا في عدة نقاط هي “التملق للحراك ولقيادة الجيش، فيقولون مثلهم إنهم شاركوا في الحوار وأنهم دعوا المواطنين إلى التحرك ذد السلطة، لكنهم لا يعلمون أن الشارع لم يعد يؤمن بهذا الخطاب الشعبوي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *