هل تؤدي إعادة انتخاب نتانياهو إلى إنهاء حل الدولتين؟

لا تبشر إعادة انتخاب رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتانياهو والإعلان الوشيك عن خطة السلام الأميركية، بالخير بالنسبة للفلسطينيين الذين يأملون في دولة مستقلة.

انتزع نتانياهو الثلاثاء فوزا كان صعبا بوجود منافسه الوسطي، ليبدأ المفاوضات مع الأحزاب اليمينية الصغيرة لتشكيل ائتلاف حكومي في ولايته الخامسة. ويبقى السؤال كيف ستؤثر الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة على احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بالتوازي مع حل الدولتين كحل مقترح للصراع العربي الإسرائيلي؟

كيف ستبدو الحكومة القادمة؟

من المرجح أن تكون الحكومة الجديدة مشابهة إلى حد كبير لسابقتها التي عدت الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. ولا يتوقع انضمام أحزاب تدعم وبشكل مباشر دولة فلسطينية مستقلة. وتفضل العديد من الأحزاب كما الليكود الذي يتزعمه نتانياهو ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة على الأقل، حيث يعيش حوالي 400,000 إسرائيلي في مستوطنات غير شرعية بنظر القانون الدولي إلى جانب نحو 2,7 مليون فلسطيني.

وتعهد نتانياهو قبل الانتخابات بضم جميع مستوطنات الضفة الغربية إلى إسرائيل في خطوة تجعل الدولة الفلسطينية مستحيلة، لكنه سيواجه ضغوطا لمتابعة ذلك. وفي غزة حيث خاضت إسرائيل وحماس منذ 2008 ثلاث حروب مدمرة بالنسبة للقطاع المحاصر منذ عام 2008، قد يكون هناك المزيد من الضغوط على نتانياهو للتحرك خاصة في حال عاد أفيغدور ليبرمان الذي استقال من منصبه كوزير للدفاع أواخر العام الماضي، واتهم نتانياهو بالتعامل “بنعومة” مع حماس.

ماذا ستعني لمفاوضات السلام؟

قال هيو لوفات، زميل السياسة الإسرائيلية-الفلسطينية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن كل الدلائل تشير إلى أن إعادة انتخاب نتانياهو تهدد أي آمال متبقية في حل الدولتين. وقال لوكالة فرانس برس “لقد عمل نتانياهو بجد لدفن احتمالات قيام دولة فلسطينية ذات معنى”. وأضاف “إن قرار إسرائيل ضم الكتل الاستيطانية رسمياً في الضفة الغربية سيؤدي إلى أزمة دبلوماسية حادة مع أوروبا، حتى لو لم يكن واضحًا ما هي التكاليف المترتبة على ذلك.

وتابع “ولكن حتى لو لم سلكت إسرائيل هذا المسار، فإن عملية الضم الزاحف جارية بالفعل”. فلسطينيا، قال المسؤول الفلسطيني أحمد مجدلاني “عنصرية الحكومة الجديدة ستجعل التوصل إلى السلام أمراً مستحيلاً تقريبًا”. وأضاف”هذه الحكومة سوف تدفن عملية السلام وحل الدولتين. لم يعد بإمكاننا الحديث عن عملية سلام”. وفي الوقت نفسه، يرى محللون أن دعم حل الدولتين تراجع بين الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.

وواصلت إسرائيل توسيع المستوطنات، وأطلق نشطاء حماس صواريخ من غزة، مما أضر بآمال السلام. ولكن، هناك حل بديل محتمل يمكن أن يدفع قضية محادثات السلام إلى جدول الأعمال مرة أخرى، وهذا الحل بيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

هل ستتحقق خطة ترامب السلام؟

أثبت الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ وصوله إلى السلطة، أنه ربما كان الرئيس الأكثر تأييداً لإسرائيل عبر التاريخ، منتهكا عقودا من الإجماع الدولي عبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبسيادتها على مرتفعات الجولان. وأشاد ترامب بإعادة انتخاب حليفه نتانياهو، قائلاً إنها ستمنح السلام “فرصة أفضل”. ومن المتوقع أن تنشر إدارته خطة سلام طال انتظارها، ويكتنف الغموض محتواها، لكن لدى الفلسطينيين أسبابهم للتخوف من انحيازها لصالح إسرائيل. ورفض وزير خارجية ترامب مايك بومبيو الأربعاء تأكيد دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين، كما امتنع عن إدانة إعلان نتانياهو وتعهده بضم المستوطنات.

كيف سيكون رد فعل الإسرائيليين والفلسطينيين؟

يقاطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إدارة ترامب منذ ديسمبر 2017، عندما اعترف الزعيم الأميركي بأن مدينة القدس المتنازع عليها هي عاصمة إسرائيل. وقال طارق بقعوني من مركز الدراسات الدولية للأزمات إن مقاطعة الرئيس الفلسطيني لترامب ستستمر ما لم يغير الأخير موقفه جذرياً. وأعلن السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان وصهر ترامب المستشار جاريد كوشنر دعم المستوطنات الإسرائيلية في السابق.

وقال بقعوني إن “هناك أيديولوجية واضحة يجسدها فريدمان تضفي الشرعية على المستوطنات، وتحتفظ بهيمنة إسرائيل على الضفة الغربية وتحافظ على غزة معزولة اقتصاديًا”. ويتابع “لا أعرف ما هو الحافز لدى الفلسطينيين للانخراط في الخطة التي ستصل ميتة”. وقال مجدلاني إنهم يتوقعون اقتراحا متحيزا بشكل جذري “نتوقع ضم أجزاء من الضفة الغربية، وخاصة المستوطنات وأجزاء من المنطقة المصنفة ‘ج’، وترك المجتمعات الفلسطينية دون ضم، في محاولة من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل لفرض حل أحادي الجانب”.

ويؤكد المسؤولون الأميركيون أن الخطة ستكون عادلة ويقولون إن على الطرفين تقديم تنازلات. وسيواجه نتانياهو أيضًا انتقادات إذا رأى بعض أعضاء ائتلافه أن الخطة الأميركية تسعى للتخلي عن الضفة الغربية التي يؤمن الشعب اليهودي بعلاقتهم بأرضها منذ عهد التوراة. وقال عضو تحالف أحزاب اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريش، الذي يتوقع أن ينضم إلى حكومة نتانياهو الأربعاء، إن نتانياهو “يمكنه التفكير في خطة ترامب، لكن إذا روج لها فلن يكون هناك حكومة يمينية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *