هل أحرق صراع المصالح و النفوذ في ليبيا خطّة غسان سلامة ؟

لم تنجح مفاتيح المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة في فك العقدة الليبية،  رغم المحاولات و المبادرات الدولية لحلّ الأزمة ورأب الصدع بين الفرقاء، ما حدا ببعض المراقبين إلى التكهّن بـ“احتراق“ خطّة سلامة في ليبيا في ظلّ تصاعد ”صراع المصالح و النفوذ“ بهذا البلد.

و مع دعوة الاتحاد الأفريقي إلى تنظيم مؤتمر دولي حول ليبيا مطلع جويلية القادم بهدف إيجاد حل للنزاع الداخلي ، يعود إلى الواجهة الحديث عن استعصاء الحل الليبي، في ظل غياب رؤية واضحة لخارطة الانتخابات في بلد يغرق في الانقسامات السياسية و هشاشة السلطة المركزية.

حسابات المصالح

و يرى المختص في الشأن الليبي، بلحسن اليحياوي، أنه بالرغم من طرح مواعيد مختلفة للانتخابات والتي حددت بدءًا من الصخيرات، ومن جانب مبعوث الأمم المتحدة الذي حدد أكثر من تاريخ لها، إلا أن هناك عجزًا عن الاتفاق حول إجراء هذه الانتخابات من عدمها، وهذا الفشل يطال الانتخابات التشريعية، وعملية الاستفتاء على الدستور لاختيار النظام الذي ستكون عليه الدولة الليبية المقبلة.

و يُرجع الباحث التونسي هذا التأجيل المتكرر، إلى الطبقة السياسية المهيمنة على الحكم في ليبيا، حيث تتقاطع مصالح أطرافها مع مطالب الشعب الليبي، فضلا عن تدخل القوى الدولية والتي تسعى إلى ضمان أجنداتها ومصالحها وديمومة نفوذها قبل إجراء هذه الانتخابات.

وشدد اليحياوي على أنّ النزاع على ليبيا أضرم نار الخلاف بين الحليفين التقليديين فرنسا وإيطاليا، ناهيك عن النفوذ القطري والباحث عن موطئ قدم هناك.

ويستبعد المختص في الشأن الليبي، إجراء انتخابات فعلية في ليبيا في هذا التوقيت، نظرًا لتعدد القوى السياسية في المشهد الليبي من مجموعات مسلحة وأطراف سياسية متناحرة من مجلس رئاسي، وتشريعي والجيش، وجميعهم يبحثون عن ضمان بعدم سحب البساط من تحت أقدامهم في حال إجراء هذه الانتخابات.

 

معركة “ الخطوة الأخيرة“

من جهته، قال الباحث الليبي عز الدين عقيل في تصريحه لـ “ إرم نيوز“، إن المشهد الليبي تغير منذ أسبوعين، وولى الليبيون مسألة الانتخابات وراء ظهورهم، بانتظار نتائج العملية العسكرية التي يقودها المشير خليفة حفتر في الجنوب الليبي.

وأكد الباحث الليبي أن ليبيا ستشهد استنساخًا لسيناريو مصر غداة سقوط نظام حسني مبارك، بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي الذي تولى قيادة المجلس العسكري أنذاك، مرجحًا قيام ما سماها بالانتفاضة في العاصمة الليبية، طرابلس، مع قرب توجه الجيش الليبي إلى العاصمة بعد انتهاء الحملة العسكرية لحفتر بالجنوب الليبي.

وعن خارطة الطريق الأممية لغسان سلامة والتي يهدف من خلالها  إلى إجراء انتخابات في البلاد، قال عقيل، إن الشعب الليبي ليس بحاجة لهذه البعثة المستغلة للانقسامات، وغياب التوافقات، وفق تقديره، داعيا سلامة إلى حزم أمتعته، بانتظار دور قريب للجيش الليبي بقيادة المشير في المشهد السياسي الجديد بليبيا.

ورقة سلامة الأخيرة

و على إيقاع هذه التكهّنات تتحدّث مصادر عن تأجيل محتمل لمؤتمر الإعداد لانتخابات ليبيا هذا العام لحين الحصول على مزيد من الدعم من الأطراف المتناحرة.

و كان مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، يسعى إلى عقد المؤتمر في الأسابيع الأولى من 2019، مع ترجيح إجراء الانتخابات في جوان  المقبل.

و منذ عام 2017، يعمل المبعوث الأممي الخاص غسان سلامة على خطة إجراء الانتخابات لكنها تأجلت في ظل الانقسام الذي يهيمن على المشهد العام بليبيا، وبحسب مصادر إعلامية فإن سلامة لن يعلن عن مكان و موعد حتى يشعر بوجود دعم كاف من جميع الأطراف المتنازعة في ليبيا.

و بموجب خطة فرنسية كان يتعين إجراء انتخابات في ليبيا يوم العاشر من ديسمبر غير أن المسعى باء بالفشل بسبب انقسامات بين زعماء متصارعين بالإضافة إلى تصاعد العنف في العاصمة طرابلس.

 

 

إرم نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *