هكذا اعتقلت تركيا منفذ هجوم ملهى اسطنبول من وكره

“عبد القادر ماشاريبوف” الأوزبكستاني الذي جعل فرح أهالي اسطنبول في ليلة رأس السنة ترحا، عند اقتحامه ملهى رينا الليلي برشاش آلي ليترك لرصاصه العنان باختيار ضحاياه من رواد الملهى.

الأمر المهول في هذا الهجوم أن منفذه الإرهابي أعاد حشو رشاشه ست مرات ليتابع إطلاق النار حتى على الجرحى الراقدين على الأرض من الذين كان من الممكن أن ينجوا بأنفسهم ليرتفع عدد ضحايا إرهابه الى 39 شخصا، وكأن حقده لم يكتفي بعدّة قتلى فما كان له إلا أن لقّم سلاحه من جديد وتابع ارتكاب جريمته بكل ثقة.

وبعد هذه المجزرة الشنيعة التي لا تمت للمسلمين بصلة، فرّ منفذ الهجوم ليختار وكرا مجهزّا بكافة الإمكانات والإمدادات الغذائية بضاحية نائية في اسطنبول، إلا أن الأمن التركي وبعد بحث دؤوب استمر لحوالي أسبوعين أي منذ وقوع الهجوم في ليلة رأس السنة، تمكّن من القبض على هذا الداعشي.

و”ماشاريبوف” الأوزبكستاني الذي قد تلقى تدريبا في أفغانستان ومن ثم انتقل الى سوريا لينضم الى تنظيم داعش الارهابي، لم ينجو بفعلته فقد داهمت فرقة شرطة خاصة في وقت متأخر يوم الاثنين المنزل الذي كان يختبئ فيه لتسلّمه الى يدّ العدالة.

والملفت في الأمر أن الشرطة عندما داهمت منزل الإرهابي “ماشاريبوف” في حي إسن يورت على المشارف الغربية لاسطنبول على بعد 30 كيلومترا تقريبا من ملهى “رينا”، كان برفقته رجل عراقي وثلاث نساء من أفريقيا إحداهن من مصر، وكان مختبئا بجانب السرير ظنا منه بأن الأمن ربما لن يعثر عليه.

وأما عن محتويات المنزل فقد ضبط الأمن مسدسين وشرائح هاتف محمول وطائرتين بدون طيار ومبلغ نقدي قيمته 197 ألف دولار.

ولشدّة غضبهم وقهرهم منه لم يكتفي عناصر الشرطة التركية باعتقاله بهدوء كأي مواطن عادي، بل انهالت أيديهم على “ماشاريبوف” ليتضرّج وجهه بالدماء، فبحسب الصور التي نشرتها وسائل الاعلام التركية ظهر المهاجم فيها مصابا بكدمة في عينه وجرح فوق حاجبه ووجهه وقميصه مخضبان بالدماء. وبثّت لقطات تظهر رجال شرطة يرتدون الزي المدني يقتادون رجلا يرتدي سترة بيضاء اللون إلى سيارة.

وبينما يجري في الوقت الراهن استجواب المشتبه به في مقر شرطة اسطنبول، واصل الأمن اعتقال مشتبه بهم آخرين في مداهمات بأنحاء المدينة مستهدفا خلايا أوزبكية تابعة لتنظيم داعش. واعتقلت الشرطة نحو 50 شخصا في مداهمات شملت 152 عنوانا منذ حادث إطلاق النار، وحلل المحققون مقاطع مصورة مدتها 7200 ساعة في إطار عملية البحث فيما تلقت الشرطة أكثر من ألفي بلاغ.

واستأجر منفذ الهجوم في البداية شقة في حي باشاكشهر وهو ضاحية نائية أخرى في اسطنبول قبل تغيير عنوانه قبل يوم أو يومين من الهجوم.  

و”ماشاريبوف” الداعشي متزوج وله طفلان ويحمل جنسية أوزبكية-طاجكية مزدوجة، ويتحدث الروسية والعربية والصينية والتركية إضافة إلى الأوزبكية، علاوة على أنه تلقى تدريبا لمدة عامين في أفغانستان وباكستان.

وبحسب مانقلته صحيفة حرييت التركية عن زوجة المتهم قولها: ودعنا وغادر المنزل (ليلة الهجوم).

وقال جيران منفذ الهجوم في المبنى السكني المكوّن من خمسة طوابق، إنهم لم يلتقوا به أبدا على الرغم من أنهم شاهدوا النساء الأفريقيات المقيمات معه. فيما ذكرت امرأة تقطن أسفله مباشرة لرويترز: إن الشقة كان يقطنها سبعة أو ثمانية سوريون من قبل لكنهم تركوها نهاية الصيف الماضي.

من جهته صرّح حاكم اسطنبول: إن ماشاريبوف استأجر في البداية شقة في حي باشاكشهر وهو ضاحية نائية أخرى في اسطنبول قبل تغيير عنوانه قبل يوم أو يومين من الهجوم.  

وأشار حاكم اسطنبول الى وجود دلائل قوية على أن منفذ هجوم الملهى دخل تركيا بشكل غير قانوني عبر الحدود الشرقية في يناير كانون الثاني عام 2016 ومن الواضح أن الهجوم نُفذ نيابة عن تنظيم داعش.

ذئب منفرد في سجون تركيا

وكان قد تبنى داعش مسؤولية الهجوم على الملهى في اسطنبول بعد يوم من الهجوم وقال إنه انتقام بسبب التدخل العسكري التركي في سوريا.

في نهاية هذه الواقعة، أقرّ الأوزبكستاني منفذ هجوم اسطنبول بذنبه وتطابقت بصماته مع البصمات التي وجدت في مكان الهجوم، وبهذا سيتمكن خلال العام الحالي أهالي اسطنبول من النوم قريري الأعين مدركين بأن الذئب الداعشي المنفرد الذي قتل 39 شخصا من أبنائهم بات في سجون تركيا.

المصدر: موقع الوقت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *