نريد حكومة قوية تحكم وتحل مشكلات البلاد ا.. بقلم د.المنصف السليطي

ساحقة في الاستحقاق الرئاسي الأخير بعنف لقوى التغيير.
صوت لعناوين كبرى ولخطوط عريضة تخترق الأوضاع الحالية الموغلة في الرداءة نحو آفاق أرحب تحتضن وتستدعي الاستقامة ونظافة اليد والنزاهة والتمسك بالقيم و بالأخلاق العامة ورفض الفساد ورموزه ورفض الاستثمار في الحقد والكراهية والاحتقان الاجتماعي والعودة للوراء .

Résultat de recherche d'images pour "د.المنصف السليطي""
صوت الشعب-في حالة فريدة من نوعها – لا على برنامج ولا على وعود انتخابية
ولا خضع لماكنات حزبية ولوبيات ،بل اوضح الشعب بكل حرية و بدون تردد وفي وعي تام أنه مازال على العهد و يدعو للتمسك بحلمه وبثورته وبكرامته وعزته.

ومع ذلك صوت بحالة وعي عميقة وقوية لتشكيل حكومة تجد مخرجا من الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد و تمتلك رؤية موحدة لحل أهم مشاكلنا ولم يصوت لا لتحالف حكومي هش- وهمه الوحيد هو البقاء في الحكم -و لا على ائتلاف عاجز على توفير ضمانات حقيقية لنقلة نوعية من حيث الأداء وحسن التنفيذ لتقديم الحلول المطلوبة التي تستجيب لمقتضيات المرحلة وتأخذ بعين الاعتبار التوازنات العامة المالية والاجتماعية والاقتصادية للدولة وبالتالي قادرة على تحمل أعباء الحكم وعلى تحمل مسؤوليتها حتى عند أخذ قرارات غير شعبية .

كيف نفهم رسائل الانتخابات ونتجاوب معها ؟ وكيف تستفيد تونس من هذا الزخم الشعبي؟ وكيف سيتفاعل معها الطبقة السياسية أم تمر هذه اللحظة التاريخية والناس في غفلة من أمرهم ؟كيف ستتفاعل معها الحكومة المنتظرة الموكل إليها إدارة الشأن العام والتي من الضروري أن تسعى بكل جدية لإستنفار كل القوى الخيرة في البلاد وتجميع كل الطاقات المحبة لمناعة تونس واستقلالها وكل الأطراف الاجتماعية الفاعلة في سبيل تحديد وإنجاز حزمة من الأولويات الضرورية كمقدمة ومدخل لمد جسور الثقة وإرجاع الأمل للمواطنين. ايماننا ببلدنا وبمستقبل أفضل له، يقتضي منا جميعا أن نتوجه أولا و قبل كل شيء للمحافظة على الوحدة الوطنية والدعوة إلى ان تتسع تونس للجميع وتكون هي البيت الجامع لكل أبنائه مهما اختلفوا،و الاستفادة من أخطاء الأمس وإدراك أن الوقت من ذهب وأنه ليس من حقنا إهدار المزيد منه وقيادة الوطن تستدعي وتتطلب وعيا جماعيا جادا يتجاوز الوعي الحزبي وأوزاره ،فحجم المسؤولية الملقاة على كل الأحزاب الوطنية كبير والحزب الفائز يتحمل دائما القسط الأكبر .
والشعب يدعو اليوم كل الذين يحبون تونس بان يلتقطوا هذه الرسائل ويعملوا على تعزيزها ودعمها بتقديم مصلحة الوطن على مصلحة الأحزاب والفئات وان الشعب الذي نفض الغبار على معالم الطريق يريد حلولا لمشكلاته وأوضاعه الصعبة ليس بالتنبير والجلوس على الربوة بل بالمشاركة والمساهمة وتحمل المسؤولية وإيجاد مخرجات حقيقية للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المعقدة و الوصول الى مساحات مشتركة حيث يلتقي الجميع على قاعدة التشارك وليس الاستئثار. وكلنا يعلم أن التحديات والرهانات الجمة والمتنوعة والشائكة التي تنظر صناع القرار السياسي لا تعد ولا تحصى وفيها الشىء الكثير من النكد والأوجاع التي أغرقت البلاد في سنوات عديدة من الغبن الإجتماعي. وتونس ليست اليوم في حاجة لنغرقها في المزيد من العبث السياسي والشعب يريد حكومة تحكم بجدية ونجاعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *