ندوة : الفتاوى بين الضّرورة الشّرعيّة والتّوظيف

 

الجمهورية التونسية المعهد العالي للحضارة الإسلامية جامعة الزيتونة وحدة البحث “تاريخ حواضر الغرب الإسلامي”

بسم الله الرحمن الرحيم

ورقة عمل ندوة

تعتزم وحدة البحث “تاريخ حواضر الغرب الإسلامي” عقد ندوة علمية دولية خامسة تحت عنوان:

الفتاوى بين الضّرورة الشّرعيّة والتّوظيف

وذلك يومي 24 و 25 أكتوبر 2018.

تحتلّ كتب الفقه قسما هامّا من التّراث الإسلامي المكتوب. ويمكن تقسيم تلك الكتب إلى صنفين أساسيين:

كتب الأصول الفقهيّة وهي ذات منحى نظري بحت؛ وكتب الفروع المتعلّقة بكيفيّة تطبيق التّشريع في مجال المعاملات والقانون الجّنائي والإدارة والعبادات… على أنّه يمكن تصنيف كتب الفروع إلى أنواع نذكر منها: كتب أحكام القضاء؛ وكتب الحسبة والسّكّة والأموال؛ وكتب المسائل الفقهيّة ذات المنحى النّظري، مثل مدوّنة الإمام سحنون (ت. 240/854)؛ وكتب النوازل أو الفتاوى، وهي الّتي تحتوي على قضايا نزلت بالنّاس فاستفتوا الفقيه فأفتاهم…

والفُتيا في الاصطلاح هي الإخبار عن حُكم شرعيّ لا على وجه الإلزام. وهي تختلف من هذا الجانب عن حُكْم القاضي الّذي يَكُون إلزاميّا. وفي علم الفتوى تُروَى الأحكام الصّادرة عن الفقهاء في الوقائع الجزئيّة ليسهل الأمر على القاصرين من بعدهم. ويكون السّائل في الغالب من المقلّدين، بينما يكون المفتي مجتهدا وفق درجات الاجتهاد، وهو مشرِّعٌ من وجه لأنّ ما يبلّغه من الشّريعة إمّا منقول عن صاحبها، وإمّا مُستنبط من المنقول، وهنا تبرز خطورة مهمّته. فَبِهِ يبرز الحكمُ الشّرعيّ الملائم لأصول الشّريعة، ومن هنا الضّرورة الشّرعيّة للفتوى. للفتوى أيضا ضرورة اجتماعيّة، بما أنّها تساهم في معالجة مشاكل المجتمع وبالتّالي حلّها.

ولئن برهن البعض من المفتين عن استقامةٍ في أداء مهمّتهم، فإنّ بعضهم الآخر سعى إلى استغلال منصبه لخدمة مآرب معيّنة، مثل تقديم الرّخص لبعض السّلاطين، أو الحصول على مال…، فَنَبَّه الإمام سحنون من ذلك قائلا: “أشقى النّاس من باع آخرته بدنياه، وأشقى منه من باع آخرته بدنيا غيره”. وهذا يعني أنّ الفتوى حادت في بعض الحالات عن وظيفتها الأصليّة وسقطت في ظاهرة التّوظيف. ولمواجهة ذلك، وضع الفقهاء جملة من الشّروط للإفتاء منها التّمكّن من العلم، والتّكليف، والإسلام، والتحلّي بجملة

من الصّفات الأخلاقيّة، مثل الاستقامة، والامتناع عن التّساهل المُخلّ، وتجنّب السّعي إلى الإضرار بالغير، أو السّعي إلى الحصول على مال، أو تقديم الحيّل المخلّة بأهداف الشّرع…

إذن عدّة تساؤلات يمكن طرحُها:

-هل أنّ ظاهرة الفتوى خاصّة بالحضارة الإسلاميّة أم أنّ مختلف الحضارات الإنسانيّة عرفتها أيضا ؟

– مدى أهمّة الفتوى لدى مختلف المذاهب الفقهيّة.

-كيف ساهمت الفتوى في مساعدة طالب الفتوى على حسن أداء واجباته الدّينيّة ؟

-كيف ساهمت الفتوى في إنارة السّبيل أمام طالب الفتوى حتّى يُوَفِّق بين متطلّبات الشّريعة ومقتضيات الحياة ؟

– هل التزم كلّ الفقهاء بما تُمليه عليهم مقتضيات وظيفة الإفتاء ؟

– هل يمكن تتبّع تاريخ مؤسّسة الإفتاء في الغرب الإسلامي؟

– كيف تطوّرت علاقة مؤسّسة الإفتاء بالسّلطان وكذلك بمؤسّسة القضاء؟

-الفضائيات المعاصرة والفتاوى.

-الفتاوى كوثائق يعتمد عليها الباحثون.

الهاتف 98645081 00216.

عن الهيئة المنظّمة للندوة،

نجم الدّين الهنتاتي، رئيس

وحدة البحث “تاريخ حواضر

الغرب الإسلامي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *