موفد ماكرون ينتقد في تونس سياسات واشنطن..لماذا ؟

قال جيل كيبال، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي والباحث المختص في الشأن العربي والإسلامي والشرق الأوسط إن الإتحاد الأوروبي لم يعد يثق في الولايات المتحدة الأمريكية للدفاع عنه، مشيرا إلى أن “استقلاليته أضحت مطروحة اليوم بشدة”.
وأضاف كيبال خلال محاضرة ألقاها اليوم الثلاثاء، بمقر المدرسة الوطنية للإدارة، بتونس، أن الحرب الروسية الأوكرانية “حملت في طياتها تحولات مفصلية للمشهد العالمي الراهن، بما استتبعها من مواقف حذرة وتحالفات جديدة وتموضع على غاية من التعقيد إزاء تداخل المصالح مع الجانبين الروسي والأوكراني، على حد السواء”
وفي قراءة جغراسياسية لما يدور في العالم، أكد الباحث الفرنسي أن مُجريات الأحداث قد خلقت مشهدا معقدا في مستوى العلاقات والتوازنات بين أوروبا والبلدان الأخرى، بما فيها البلاد العربية ومنطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا، في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وخاصة في علاقة بالنفط والغاز.
واستعرض التوازنات الجديدة الموجودة والممكنة والتي خلقتها الحرب الدائرة في أوكرانيا وأهم التغيرات التي طبعت المشهد العالمي، عقب اجتياح روسيا لهذا البلد وتداعياته الإقليمية والأوروبية، وكذلك في ضفتي المتوسط والمنطقة العربية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وحاول المحاضر أن يربط تاريخيا، وفي نهج خطي وتسلسل زمني، عديد التمظهرات والتحولات التي حركتها عدة أحداث عالمية، انطلاقا من نهاية الحرب الكونية الثانية (سنة 1945)، وما صاحبها من تقسيم العالم إلى شرق وغرب، بالاضافة إلى وجود الكيان الاسرائيلي، “بما جعل المنطقة مجالا لاضطرابات مستمرة”.
كما سلّط الضوء على “سقوط حائط برلين” في نوفمير 1989 وما أفرزه من مستجدات على النظام العالمي، بالإضافة إلى تغلغل ما يسمى ب”الحركات الجهادية الإسلامية” وأحداث 11 سبتمبر 2001، وصولا إلى “الربيع العربي” وما اختزله من “تحولات جذرية في المنطقة”.
وفي جانب آخر من محاضرته تحدّث جيل كيبال عن انسحاب الجانب الأمريكي من أفغانستان وما أفرزه من سياقات راهنة “تراجعت معها الهيمنة الأمريكية التي تواجه في جانب آخر الهيمنة الصينية، لتعلن بذلك صعود قوى عظمى جديدة من شأنها قلب الموازين وبالتالي تحويل المشهد العالمي برمته”.

ولدى تطرّقه إلى الإنتخابات الرئاسية الفرنسية ومدى تأثير الجاليات العربية في توجيهها، قال جيل كيبال إنها جالية ذات قاعدة واسعة وترجع أصولها إلى عديد البلدان، مذكرا في هذا الصدد بأن 10 بالمئة من التونسيين يقيمون بالخارج وأن 80 بالمائة منهم يعيشون بفرنسا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *