من هو مرشح كبار رجال الأعمال و” الدولة العميقة”؟ ..

بقلم كمال بن يونس

بعد أن كشفت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن قائمة ال26 مشاركا في السباق الانتخابي يوم 15 سبتمبر القادم أصبح السؤال الكبير : من هو مرشح كبار رجال الأعمال و” الدولة العميقة ” في هذا السباق ؟

بعبارة أخرى من سوف يكون المستفيد الأكبر من ” المال السياسي” الداخلي والأجنبي ومن ” خدمات ” ممثلي الإدارة المركزية ومؤسسات الدولة ؟

ومن هي الشخصية التي قد تحصل على دعم إعلامي وسياسي ومالي مباشر أو غير مباشر من قبل ” اللوبيات ” المتنفذة داخل البلاد وفي بعض الدول العربية التي تزايد دورها في تونس منذ 2011 وبينها السعودية وقطر والامارات العربية المتحدة من جهة وقطر وتركيا والجزائر من جهة ثانية ؟

وماذا عن دورالعواصم الغربية التي تؤثر منذ عشرات السنين في المشهد السياسي في تونس وعلى رأسها باريس وواشنطن وروما ولندن وبرلين ؟

· حسب المؤشرات الحالية لم يحسم صناع القرار المحليين والأجانب موقفهم بعد ..خلافا لانتخابات 2011 التي شهدت انحيازا مبكرا لقيادات ” الترويكا “، وانتخابات 2014 التي كان الدعم فيها من جهة الى الباجي قائد السبسي وحزب النداء ومن الجانب المقابل للمنصف المرزوقي وحركة النهضة وحلفائهما.. فكانت الحصيلة سلسلة من حكومات ” التعايش ” و” التوافق” أو ” حكومات الوحدة الوطنية “..

لكن بعض اللوبيات المالية والادارية والسياسية تتحرك بقوة دعما لوزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي ” فرض حد أدنى من الانضباط ” و” وقف الفوضى والتسيب ” ..ويدافع آخرون عن رئيس الحكومة يوسف الشاهد او رئيس الحكومة الاسبق المهدي جمعة ..بحجة ” الدفاع عن استمرارية الدولة ” وعن ” مسار التجديد والتشبيب”..

· ولا يستبعد أن تسفر مفاوضات الكواليس قبل 31 أوت الجاري عن إعلان بعض المترشحين انسحابهم لصالح مرشح آخر ..

ويتردد خاصة أن بعض ” الأوفياء للثورة والتغيير ” قد يتنازلون للمرزوقي أو محمد عبو أو الجبالي ..بينما قد يتنازل بعض ممثلي “التيار المدني ” للزبيدي أو الشاهد أو المهدي جمعة ، في سياق ” تفاهمات ” حول تقاسم السلطة بعد الانتخابات البرلمانية القادمة ..

· واذا ما استثنيا المترشحين ” الذين وقع تصنيفهم ضمن ” الشعبويين ” مثل السادة قيس سعيد ونبيل القروي وعبير موسي ، يبدو من خلال القائمة الاولية أن التنافس سوف يكون أساسا بين رئيس الحكومة زعيم حزب تحيا تونس يوسف الشاهد ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي ورئيس الحكومة الاسبق زعيم حزب البديل المهدي جمعة والرئيس الاسبق المنصف المرزوقي ورئيس البرلمان المؤقت القيادي في حركة النهضة عبد الفتاح مورو ..

· في المقابل سوف توزع أصوات المرشحين المحسوبين على اليسار الاشتراكي والقومي و” التيار الاجتماعي الديمقراطي” بسبب عجزهم عن التوافق حول مرشح واحد : حمة الهمامي أو الياس فخفاخ أو عبيد البريكي أو محسن مرزوق أومنجي الرحوي أو الناجي جلول أوالصافي سعيد..

· في مثل هذا المناخ تجد لوبيات المال والاعلام والسياسة داخل تونس وخارجها صعوبة في اختيار الشخصية التي سوف تدعمها بقوة على غرار ما فعلت مع الباجي قائد السبسي في 2014 لاسباب عديدة من بينها أن ” أغلب المرشحين ينتمون إلى ” الفريق ب ” وليسوا من بين الشخصيات السياسية والثقافية الوطنية والدولية الاعتبارية ..الى درجة أن البعض اعتبر ان التنافس يكاد يختزل بين 4 او 5 اسماء وليس بين 26 ..

.. لكن قد تتدخل ” الغرف السوداء ” لحسم جانب من المعركة الانتخابية مبكرا عبر تجنيد مزيد المختصين في الحملات الدعائية في الفايس بوك و” تويتر” و”يوتيوب” وبقية المواقع الاجتماعية والاعلامية .. في عالم أصبح فيه تغيير سلوكيات ملايين الناخبين ممكنا ” في آخر لحظة” عبر توظيف حرب ” الاشاعات ” و” الاخبار الكاذبة ” Fake news..على غرار ما فعل دونالد ترامب مع منافسته هيلاري كيلنتون في انتخابات 2016..

في كل الحالات على لوبيات المال والاعلام المحلية والخليجية والغربية أن تحسم أمرها قبل انطلاق الحملة الانتخابية الرسمية يوم 2 سبتمبر القادم ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *