منصف المرزوقي : تونس تشكلّ خطرا على بعض القوى الإقليمية و الدوليّة… و الخميس الأسود كان ” انتصارا ” لتونس

عزيزة بن عمر -منية العيادي

قال الرئيس السابق محمّد المنصف المرزوقي  السبت إنّ أحداث ما أسماه بـ”الخميس الأسود”، التي شهدتها تونس يوم 27 جوان الماضي، كان فيها انتصار لتونس و أثبتت تماسك شعبها وهدوءه، وفق تعبيره.

و أكّد المرزوقي، خلال ندوة لمركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسيّة بعنوان “تونس إلى أين؟” وجود من اغتنم فرصة مرض رئيس الجمهورية و”ضغط على الزرّ”، وفق تعبيره، لزعزعة أمن تونس و استقرارها، وقال في هذا الخصوص ” لو توفي الرئيس لا قدّر الله لذهب المجرمون في تخطيطهم، لكن ما أرادته غرفة العمليات الخارجية من فوضى ورعب في البلاد لم ينتصر”.
واعتبر المرزوقي أنّ تماسك الشعب التونسي و ما أثبته يوم 27 جوان الماضي، في ظل ما وقع من عمليات إرهابية، “شيء مطمئن”، لكن لا بدّ من الحذر بالنظر إلى أنّ “قوى الشر” مازالت تتربص بتونس و ستواصل ذلك إلى حين موعد الانتخابات، مشيرا في هذا الصدد إلى وجود إرادة داخلية و خارجية لإفشال المشروع الديمقراطي التونسي.
و أضاف قوله إنّ “تونس تشكلّ خطرا على بعض القوى الإقليمية و الدوليّة التي لا تريد لها أن تكون دولة ديمقراطية ويريدون التدخّل في شؤونها”.
من جهة أخرى أكد المرزوقي أنّ حكومة (الترويكا) خدمت البلاد بتفان و أنّ فترتها، رغم كل “الأكاذيب” التي قيلت حولها، لم تكن ظلامية وكانت الفترة التي وضعت تونس على السكة، وفق تقديره.
و قال إنّه لم يكن نادما بخصوص بعض القرارات التي اتخذها في فترة رئاسته على غرار موقفه من سوريا، أمّا الكتاب الأسود فذكر أنّ “التوقيت لم يكن جيّدا، لكن كان من الضروري فضح “الإعلام الفاسد” الذي كان له دور في تخريب تونس”، على حد تعبيره.
وبخصوص الانتخابات القادمة شدّد المرزوقي على ضرورة أن تكون “أقل عرضة للتشكيك”، مؤكدا استعداده لهذه المرحلة في اطار تحالف “تونس أخرى” (تحالف شخصيات مستقلة وحراك تونس الإرادة وحزب حركة وفاء)، مبرزا أنّه سيعلن عن قراره بخصوص الترشّح من عدمه للاستحقاق القادم خلال ندوة صحفيّة أواخر الشهر الحالي.
أمّا بخصوص القانون الانتخابي، فقد جدّد المرزوقي تمسكه بضرورة عدم تغيير “قواعد اللعبة” عشية الانتخابات، مبيّنا أنّه ينتظر ككل التونسيين قرار رئيس الجمهورية بخصوص هذه التعديلات.
واعتبر الرئيس السابق أنّ ما جدّ سنة 2014 كان “ظاهرة فريدة في تاريخ تونس” وذلك عبر تمكين الشعب أو نخبه من تحديد مصيره.
كما أفاد المرزوقي أنّ معركة المحكمة الدستورية و الصراع حولها و حول تأسيسها هو الصراع نفسه الذي رافق بناء كافة المؤسسات التي تمّ بناؤها و ذلك لوجود قوى ضدّ المأسسة و انتقال الأقلية إلى الأغلبية .
على صعيد آخر قال المرزوقي إنّ الثورة المضادّة فشلت كما فشلت الثورة ولم يبق لها من سند إلا السند الخارجي، وفق تعبيره، مبيّنا انّ الحراك في كلّ من الجزائر والسودان يؤكّد فشل الثورة المضادة .
و حول الأولويات قال إنّ الثورة التونسيّة قامت على عدد من المطالب كالشغل و التنمية و الحريات و حقوق الإنسان لكن لم يتحقّق منها إلى جزء من البرنامج الذي دافعت عنه الطبقة المتوسّطة والمتعلّق بالحريات.
و أكّد على ضرورة جعل القضايا الإجتماعية محور السنوات المقبلة، مؤكّدا في الآن نفسه ضرورة الدفاع والحفاظ على الحريات المهدّدة، التي قال إنه بخسارتها ستعود تونس إلى مربّع ما قبل الثورة.
وبخصوص موقف الدول الغربية، قال المرزوقي إنّ الكبرى منها تراهن اليوم على الديكتاتورية ولا خيار لها إلا دعم الديكتاتورية وبالتالي لا يجب التعويل على الحكومات الغربية، وفق تعبيره.
أمّا عن الحوار الوطني الذي طرحه الأستاذ عبد الرؤوف العيادي خلال النقاش وقال إنه كان عنوان المؤامرة الكبرى لإرجاع المنظومة السابقة، اعتبر المرزوقي أنّ الحوار الوطني خلافا لما يقال بدأ داخل قوى المعارضة سنة 2003 ولم يتوقّف أبدا بينها.
ولاحظ أنّه جعل من قصر قرطاج في فترة رئاسته مكانا تلتقي فيه كل القوى الفكرية والسياسية لأنه لا بديل عن الحوار، لكنه استدرك قائلا “هناك فرق بين ضرورة الحوار والحوار المغشوش الذي وقع الاستيلاء عليه وتوجيهه وهو ما نأسف عليه كثيرا.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *