منجي الرحوي : “ترَاجعنا إلى الوَراء.. و الجَبهة الشعبيّة تُعاني أزمَة زعَامة”

تونس- مغرب نيوز

ينتقل حمّة الهمامي, النّاطق الرّسمي بإسم الجبهة الشّعبيّة, هذه المدّة من وسيلة إعلاميّة لأخرى مُندّدا بسياسات الحكومة والإئتلاف الحاكم, وكعادته يعتمد نفس الخطاب والشّعارات ولا ينسى الإستشهاد ب”خالتي مباركة” (شخصيّة خياليّة). لكن وضع الجبهة الشّعبية أولى بالإهتمام والبحث عن الحلول, وهذا ما عمد إليه القيادي في الجبهة الشّعبيّة منجي الرّحوي في تصريحه اليوم, الإثنين 10سبتمبر, حيث أشار إلى أنّ “الجبهة ليس لها وضعا تظيميا تفتخر به”, وأضاف أنّه “في حال بقاء الجبهة على حالها فإنها قد لا تحصل على عدد النواب الذي احرزته في انتخابات 2014 خاصة إذا تغيّر القانون الانتخابي والعتبة”.

تصريحات وتصريحات مضادة, وكلام ينقل ما ظل لسنوات طوال في الكواليس إلى العلن, نقدٌ من الدّاخل وآخر من الخارج لأسلوب عمل عرفت به الجبهة الشعبية في تونس (إئتلاف أحزاب يساريّة) وطريقة إدارتها وطبيعة خطابها الذي يروجه ناطقها الرسمي حمّة الهمامي, الذي لا يجتهد بدوره لتحسين مستوى خطابه.

إعتبر الرّحوي في هذا السّياق أنّه بات ضروريّا على الجبهة “طرح تغيير الزعامة”, فالجبهة أساسًا, أسّست على الزعامتية, وهي اليوم تشكو عدة علل ونقائص جرّاء غياب الزّعامة.

في بداية تشكلها، سنة 2012, ظهرت الجبهة الشعبية كأنها طوق النّجاة لبعض الأحزاب والمجموعات اليسارية, لتحقيق مزيد من الفاعلية والتأثير في الشارع السياسي التونسي, إلا أنها عجزت طوالل السّت سنوات الماضية, منذ التأسيس عن بناء هياكل الائتلاف على مستوى الجهوي والمحلي, وعن إدارة البنية القيادية للجبهة التي سيطر عليها الزعيم الواحد.

لم تعط الجبهة الشّعبيّة إهتماما لإعادة تطوير خطابها وتجاوز إرثها الإيديولوجي اليساري, الذي أكل عليه الدّهر, وتطوير رؤيتها للمشهد السياسي في البلاد بعد أن إختزلته في الصّراع الوجودي مع حركة النهضة, حتى باتت في عزلة سياسية.

منجي الرّحوي, أكّد مرارا فشل الجبهة الشّعبيّة في تطوير خطابها وتجاوز الماضي الإيديولوجي, حيث دعا الجبهة سابقا إلى تغيير خطابها وسلوكها وإعتبر أنّ الإنطباع العام عند الشعب التونسي أصبح يربط الجبهة بالرفض الدائم لجميع المقترحات, وبالمعارضة الدائمة والجذرية للسلطات الحاكمة.

ظهور الصّراعات الدّاخلية للجبهة إلى العلن, قد يُشكّل المرحلة الأولى نحو خلافات حادة وإنشقاقات جذرية, قد يصل الأمر إلى تصدُّع الجبهة الشّعبية وإندثارها إذا لم تُسارع إلى إصلاح بنيتها الداخلية, ومراجعة نمط خطابها, وتداول المواقع داخل هياكلها.

وتكشف التصريحات والتصريحات المضادة بين قيادات الجبهة الشعبية, حالة التصدع التي تعرفها الجبهة وعجز مكوناتها عن تحويلها إلى تنظيم فاعل ومهيكل, نتيجة حالة التّصلّب الإيديولوجي والخطاب المتكلّس الذي تقدّمه للناس على لسان ناطقها الرسمي حمّة الهمامي.

فمنذ الثورة, شهدت جميع الأحزاب تطوّرا في رؤيتها وسلوكها وتكيّفها من أجل التغيير، إلا الجبهة الشعبية, لم تعرف تطورا في رؤيتها ولا سلوكها منذ تأسيسها, بل لاحظنا زيادة “ديكتاتورية” حزب العمّال على بقيّة مكونات الجبهة, وإحتكار أمينه العام حمّة الهمّامي الحديث بإسم الجبهة الشعبية, الأمر الذي أضعف الجبهة وأفقدها قدرة التأثير على التونسيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *