ما وراء استقالة سليم العزابي؟ .. بقلم ابراهيم الوسلاتي

استقالة سليم العزابي من منصب مدير الديوان الرئاسي( ليس رئيس الديوان) لم تكن مفاجئة بالرغم من توقيتها في هذه الأيام بالذات التي تشهد تصعيدا حادا بين مختلف الفرقاء السياسيين و انهيارا في حركة نداء تونس التي فقدت أكثر من نصف نوابها في البرلمان.

 

L’image contient peut-être : une personne ou plus, personnes debout et costume

العزابي(40 سنة) الذي عينه رئيس الجمهورية مديرا لديوانه على إثر استقالة أو اقالة رضا بلحاج معروف بقربه من رئيس الحكومة يوسف الشاهد(43 سنة)اللذان ينتميان الى نفس الجيل…بدأ الاثنان مسارهما السياسي في الحزب الجمهوري قبل أن يلتحقا بنداء تونس سنة 2013 فقرّبهما رئيس الجمهورية اليه وكان وراء بروزهما فألحق العزابي بديوانه وعيّن الشاهد كاتب دولة في حكومة الحبيب الصيد الأولى ومن ثمّ كان صعوده كوزير ثم كرئيس حكومة…
حرص سليم العزابي على احكام التواصل مع صديقه الشاهد بالرغم من فتور العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وصولا الى القطيعة حيث كان لمدير الديوان الرئاسي موقفا مغايرا لموقف رئيسه فيما يتعلّق بتغيير الحكومة وكذلك في العلاقة مع نداء تونس ودعم الرئيس لنجله…
وشهدت العلاقة بين رئيس الجمهورية ومدير ديوانه فتورا على إثر عودة الود بين الباجي قائد السبسي ومدير الديوان السابق رضا بلحاج الذي عاد الى حضيرة النداء وتعيين الحبيب الصيد وزيرا مستشارا خاصا لدى رئيس الجمهورية والذي تسربت أخبار حول تعيينه مديرا للديوان الرئاسي…
ولكن القطرة التي أفاضت الكأس هي البلاغ الصادر عن حركة نداء تونس ليلة أمس والممضى من طرف الناطق الرسمي أنس حطّاب حول لقاء رئيس الجمهورية برئيس حركة النهضة والتسمك بالقطيعة دون علم مدير الديوان الرئاسي الذي اعتبره تجاوزا خطيرا وتعديا على صلاحيات رئاسة الجمهورية التي يوجد بها ناطق رسمي برتبة مستشار أوّل في شخص سعيدة قراش ومديرا للاتصال برتبة مستشار أوّل أيضا في شخص فراس قفراش ومسؤولة عن العلاقة مع وسائل الاعلام في شخص المستشارة عائدة القليبي وثلاثتهم يمارسون مهامهم تحت اشراف مدير الديوان…وهذه ليست المرة الأولى التي يجد سليم العزابي نفسه في موقف مثل هذا حيث سبق أن حدث ذلك خلال الحوار الذي أدلى به رئيس الجمهورية لقناة نسمة والذي وقع اعداده من خارج قصر قرطاج…
بقي الان أي مصير لسليم العزابي؟ فهل يلتحق بصديقه ورفيق دربه يوسف الشاهد ولكن في أي موقع؟ في الحكومة أم في الديوان أم في….الحركة الجديدة التي يعتزم الشاهد تكوينها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *