ماهي آفاق الحراك السياسي في الجزائر ؟…. جامعيون جزائريون يوضحون

 

مغرب نيوز – عزيزة بن عمر

نظم “المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات”، فرع تونس، ندوة حول “الحراك السياسي في الجزائر: التحولات الجارية، الآفاق و المألات”، حضرها باحثون ومختصون في الشأن السياسي، حيث أكدوا أن الثورة الجزائرية فاجأت الطبقة السياسية وكانت سلمية، وأن الحراك لا يزال مستمراً إلى حين تحقيق مطالب الجزائريين.
و قال رئيس المركز فرع تونس، مهدي مبروك، إن “هذه الندوة هي محاولة لفهم الحراك الجزائري، و كان لا بد من دعوة النخب الجزائرية لمحاولة فهم ما يحدث بجميع أبعاده”، مشيراً إلى أهمية توقيت انعقادها “خاصة في هذا الظرف الانتقالي الذي تعيشه الجزائر”.

وفي السياق، أكد الباحث الجزائري و الأستاذ الجامعي عبد الناصر جابي إن الجزائر في حالة حراك شعبي ، حراك انطلق منذ شهرين خرج فيه الجزائريون للمطالبة بمطالب عقلانية تقطع قطعا تاما مع النظام القديم .

و أضاف جابي أن الجماهير تريد بناء مؤسسات شرعية يريدون نخبة سياسية تحكمهم شرعية يريدون القضاء على الفساد و بناء الجمهورية الثانية أو بناء نظام سياسي جديد شرعي .

و في ما يتعلق بإجراء الانتخابات في الرابع من جويلية المقبل ، قال جابي إنه من المستحيل إجراء الانتخابات في هذا التاريخ نظرا لكون الرئيس الحالي الغير شرعي استهلك ثلث مدته زد على ذلك لم يتم بعد تركيز لجنة الانتخابات إضافة إلى عدم وجود ترشيحات مقبولة و بناء عليه لابد من التفكير في تأجيل الانتخابات حتى يتم التفاهم على لجنة الانتخابات و الإطار القانوني الجديد و على ترشيحات و برامج انتخابية واضحة كي لا تتحول الانتخابات إلى فخ .

و في سوال حول كيفية نجاح الديمقراطية في الجزائر و السلطة بيد الجيش ، قال أستاذ علم الاجتماع إن هذه بدعة جزائرية الجيوش كان لها دور سياسي كبير في كثير من تجارب التحول الديمقراطي في العالم مثل اسبانيا و البرتغال و الشيلي “كما تحولت هذه الجيوش سيتحول الجيش الجزائري الذي يمتلك المؤهلات و اتجاهات من الداخل فهو جيش وطني شعبي يرفض أن يزج به في مواجهة المواطنين” .

و في صورة إبعاد عبد القادر بن صالح عن الحكم ، قال جابي إن الحراك أفرز العديد من الوجوه القادرة على تعويض بن صالح ” الحياة السياسية و النخب السياسية و الأحزاب السياسية فيها الكثير من الوجوه يمكن أن تعوض بن صالح بسهولة” ، مضيفا أن بن صالح غير مقبول فهو غير شرعي و لابد من تغييره و لابد من اقتراح وجوه بالتوافق لتسيير هذه المرحلة الانتقالية .

في ما يتعلق بمسألة التمسك بالدستور قال جابي إن في هذه المسألة هناك أيضا اتفاق بين الجزائريين و الجيش بالإبقاء على نصية الدستور في ما ينص عليه الدستور في المادة 102 كذلك اعتراف بروح الدستور الذي يمكن استشفافها من المادة ال8 و ال7 التي تقول أن الشعب هو مصدر كل السلطات و بانه يمكن بناء مؤسسات جديدة تكون من خلال روح الدستور و تتم تجاوز عقبة المادة 102 التي بقيت تعرقل المسار الديمقراطي .

و في الختام بدا عبد الناصر جابي متفائلا بنجاح الحراك الجزائري نظرا لكونه قوي جدا لم تعرفه الجزائر منذ الاستقلال حراك بالملايين تجاوز حدود الوطن لم يحصل حتى في ثورات الربيع العربي الجزائريون لا يريدون العودة إلي ما قبل 22 فيفري مهما كلفهم الأمر يريدون القطع مع الماضي و لهم كل الامكانيات لتحقيق ذلك .

من جهته أشار الأستاذ الجزائري المختص في العلوم السياسية بوحني قوي إلى أن “تسارع الأحداث جعل استيعابها صعباً، ولكن الجيل الحالي بدا وكأنه استوعب دروس الماضي، فما حصل من عشرية سوداء وعنف سابقاً لم يتكرر في حراك 22 فيفري، وبالتالي طالب الجزائريون برحيل النظام القديم والوجوه القديمة”.

و قال قوي ” لمغرب نيوز” إن “السيناريوهات المطروحة اليوم في الجزائر تشير إلى عدم إمكانية إجراء انتخابات في جويلية المقبل، و دستورياً و إجرائياً الهيئة العليا للإشراف على الانتخابات لم تنشأ، رغم أن رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح بإمكانه أحداثها”، مضيفا أن “بن صالح قام بدعوة تشكيلات سياسية لإعادة النظر في تاريخ الانتخابات، ولكنها لم تحضر، وبعض الحاضرين اقترحوا إعادة النظر في تاريخ الانتخابات، و”تاريخ 4 جويلية يعني القفز على مطالب الحراك”.

و أشار إلى أنه “كان من المفروض أن يعقد اجتماع في البرلمان و مساءلة وزراء، ولكن تم التأجيل احتراما لضغط الحراك، والمطلوب اليوم أن يقوم رئيس الدولة المؤقت بإصدار بيان دستوري لإعادة النظر في التاريخ لامتصاص الاحتقان الحاصل في الشارع الجزائري”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *