“لوبوان” الفرنسیة: النھضة ”صانعة الملوك” … ??

نشرت صحيفة لوبوان الفرنسيّة مقالا مطوّلا الإربعاء 10 أكتوبر 2018 عن الهجمات التي وصفها كاتب المقال “بينوا ديلما ” بالقوية تتعرّض لها حركة النهضة نتيجة إنضباطها و تحكمها في الاجندات السياسية في تونس حيث وصفها “بينوا ديلما” بصانعة الملوك والرقم الصعب في الطيف السياسي.

وعاد الصحفي الفرنسي على الندوة الصحفية التي عقدتها الجبهة الشعبية يوم 2 اكتوبر الجاري و اتهمت عبرها حركة النهضة بالوقوف وراء اغتيالي الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي سنة 2013 معتبرا كل هذا تواصلا للإحتقان السياسي الذي تعرفه تونس و الذي سينعكس على انتخابات 2019 لا سيما ان كتلة النهضة هي الاولى في البرلمان ب68 نائبا علاوة على فوزها برئاسة 130 بلدية من اصل 350 بلدية بعد الانتخابات المحلية في ماي الفارط .

“جراح سنة 2013 التي لمتتم مداواتها بشكل جيّد عادت للنزيف مجدّدا سنة 2018” بهذه العبارات تحدث المقال عن التغييرات الجوهرية و الاخاديد العميقة التي حفرتها نتائج انتخابات 2014 بعد صراع سياسي بين الاسلاميين و التقدميين و التحالف الذي تلا ذلك بمقتضى مخرجات لقاء الشيخين في فندق رافاييل في باريس في اوت 2013 و هو اتفاق اغضب قواعد الحزبين و تضررت حركة نداء تونس من هذا التوافق بفقدانها ل73% من خزانه الانتخابي في محطة الانتخابات البلدية و هو ما دفع برئيس الجمهورية الى فض توافقه مع حركة النهضة منذ اسابيع.

و سلط بنوا دالما الضوء على الفرق بين إنضباط حركة النهضة و إلتزام قياداتها و رصانتهم الامر الذي جعل الكتلة النيابية للإسلاميين تتصدر الخارطة البرلمانية بعد ان كانت الكتلة الثانية خلف نداء تونس الذي دخل في فوضى هيكلية و إحتراب سياسي داخلي افقد كتلته النيابية نصف عددها بسبب الصراع بين المدير التنفيذي للحزب حافظ قايد السبسي نجل رئيس الجمهورية و حاشيته من جهة و بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد من جهة اخرى.

و اضاف المقال ان هذا الانشقاق الذي ضرب حركة نداء تونس جعلت من حركة النهضة المؤهل الابرز للفوز بالإنتخابات القادمة وسط غياب مشاريع سياسية تقدمية وازنة و هو ما تأكد من خلال نتائج الانتخابات البلدية حيث شاركت حركة النهضة في كل الدوائر الانتخابية في مرحلة اولى ثم الفوز و السيطرة على بلديات الحواضر من تونس العاصمة إلى صفاقس فالقيروان و قابس و باجة و غيرهم و هنا تمكن الاسلاميون من التغلغل في كل البلاد من شمالها الى جنوبها بعد ان كان تمددها اقاليمي في مرحلة سابقة اقتصر بدرجة كبيرة على الجنوب و خاصة الشرقي منه مع تواجد نسبي في وسط البلاد كما ساهم الاسلاميون خلال 4 سنوات من مشاركتهم في حكومتي ما بعد 2014 من التحكم في القرارات و القوانين تحت قبة البرلمان فلا حكومة قادرة على الصمود دون دعم مونبليزير و هو ما تأكد بدعم النهضة لحكومة يوسف الشاهد رغم محاولات الجميع اسقاطها.

و استدرك الصحفي الفرنسي بإعتبار ان عديد العوامل تقف ضد حركة النهضة من بينها الفشل الاقتصادي و إحمرار كل المؤشرات و إنزلاق الدينار و ارتفاع التضخم و المديونية علاوة على تربص بعض الدول الخليجية بالإسلاميين في كل الدول العربية.

و ختم بنوا دالما مقاله بالإشارة الى ان حركة النهضة تلعب دور الملوك بقاعدتها الانتخابية التي تمثل 30% من الجسم الإنتخابي لكنها غير قادرة على الحكم بمفردها كما لا يمكن لأي طرف سياسي اخر ان يحكم دونها فتونس بحاجة إلى الإستقرار السياسي و من الأفضل لحكامها العودة إلى التوافق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *