….. لماذا لا تستثمر تونس شبابها …؟ عجز ام خيار ؟

تونس – مغرب نيوز : ريم حمودة

شباب تونس : الطاقة المهدورة

يعتبر الشاب    عنصر الحيوية والعطاء في  اي مجتمع لذلك فهو  مرشح   ليكون طليعة التغيير ورائد  كل جديد،لا سيما وانه “يغلب عليه  الميل للتغيير وعدم الرضا بالقديم، والبحث عن الجديد، ومن هنا فإن وقود التغيير يعتمد أساساً على حماسة الشباب وصلابة إرادتهم “، فهم وقوداً لحركات التغيير في كل المجتمعات، لما يتمتعون به من حماسة القلب، وذكاء العقل، وحب المغامرة والتجديد، والتطلع دائماً إلى كل جديد، والثورة على التبعية والتقاليد.

انهم يمتلكون القوة بأبعادها المختلفة العقلية والجسدية والنفسية، فهم الأقدر على الإنتاج والإبداع والتغيير 

 لكن عمليا اصبحت  هذه الفئة  خاصة في تونس   تعان من مشاكل كثيرة بسبب البطالة  وهدر طاقاتها وعدم الاهتمام بهابالشكل المطلوب، إضافة إلى إرتفاع مستوى المعيشة وغلاء الكثير من المواد المهمة المستخدمة في حياتهم اليومية، وقد سبب ذلك إنطوائهم وعزوفهم عن الزواج وتهربهم من المجتمع بطرق ملتوية وإنخراطهم في تناول المخدرات..قد يصاب الشاب بالإحباط نتيجة عدم تحقيق طموحاته ورغبته في التطور ومسايرة العلم والتكنولوجيا وذلك بسبب عدم توفر الفرص والامكانيات اللازمة لذلك… فيشعر الكثير من الشباب بعدم الرضا لأن ما يحصلون عليه أقل بكثير مما يتطلعون إليه..

لماذا لم يقدم الشاب ما يجب أن يقدمه؟

  السبب الذي كان له الأثر البالغ وساهم في ركود شباب اليوم وعدم لعب دوره الحقيقي،  هو وضعه على هامش الحياة، و اتهامه بالتفاهة والسطحية وبعدم القدرة على القيادة وتحمل المسؤولية، وإبعاده عن مراكز صنع القرار وعن كل منصب وموقع حساس  وعدم فتح المجال أمامه لإثبات ذاته وعدم إعطاءه الفرصة لإبراز قدراته، ووضع القيود أمامه لتحد من حريته وحركته في الحياة،

 فالشاب في تونس لا يمكنه ان يكون صانعا للتغيير و لا محركا للحياة طالما انه يعيش البطالة و عند التطرق الى هذه المعظلة فانه يمكن ان نتخيل ما يعانيه من مشاكل اخرى نفسية و اجتماعية و صحية . لقد اصبح الشاب مسلوبا للارادة مجردا من كل عزيمة … لقد اصبح عاجزا عن تذوق الحياة بمعنى انه اصبح عاجزا عن استعاب معنى الترفيه … معنى الحياة … معنى السعادة وكل هذه المؤشرات تضعف رغبته في الحياة و تخلق لديه جانبا كبيرا من الفراغ و من الاحساس بالعبثية و من هنا يبدا الاشكال الحقيقي خاصة في ظل غياب  اي تاطير او احاطة فنجده  مسلوب الارادة و عجينة لينة في ايادي صناع التطرف و صناع الارهاب و هذا نستشفه من خلال ارتفاع عدد المتوجهين الى بؤر التوتر او عدد المدمنين و غيرها من الافات الاجتماعية الاخرى … فيكون الشاب ضحية … لكن ضحية ماذا ؟ضحية من ؟  

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *