قمة باليرمو حول ليبيا.. و المتغيبون الكبار

فيما تحوم الشكوك حول مشاركة المشير خليفة حفتر في مؤتمر باليرمو الدولي بشأن الأزمة الليبية الذي ينطلق اليوم، لا تبدو حظوظ النجاح أمامه قوية، خاصة مع تغيب قادة روسيا و ألمانيا و فرنسا.

و كان رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتى يأمل في أن يشارك في هذه القمة التي تجري يومي 12 و 13 نوفمبر “قادة من أمثال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون”.

و أفاد موقع “دويتشه فيله” بأن باريس سيمثلها في هذا المؤتمر الدولي وزير الخارجية إيف لو دريان، فيما سترسل واشنطن وبرلين “مسؤولين على مستوى أدنى. وقد يكون ذلك بمثابة عدم إبداء كثير من التقدير لـ(كونتى) شخصيا، الذي أكد قبل ثلاثة أسابيع علانية على حضور ميركل على تويتر، فيما من المقرر أن يمثل الحكومة الألمانية وزير دولة مغمور بوزارة الخارجية، هو نيلز أنين”، أما روسيا فسيمثلها رئيس وزرائها دميتري مدفيديف.

و تسعى محادثات باليرمو على أقل تقدير إلى إعادة توحيد الأطراف السياسية الفاعلة الأساسية وهذه الأطراف هي: رئيس حكومة الوفاق الوطني، المدعومة من الأمم المتحدة فايز السراج، والمشير خليفة حفتر الرجل القوي الذي يسيطر على شرق ليبيا، ورئيس المجلس الأعلى للدولة في غرب ليبيا خالد المشري، وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب المتمركز في شرق البلاد.

و اجتمعت هذه الشخصيات الأربع في باريس في مايو الماضي برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي اقترح يوم العاشر من ديسمبر موعدا لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ليبيا، وهو ما ثبت أنه أمر غير واقعي إلى حد بعيد.

و رأت في هذا السياق كلوديا جاتسيني وهي خبيرة في الشؤون الليبية في المجموعة الدولية للأزمات، أنه “بسبب عدم وجود الكثير مما يمكن أن يفرزه مؤتمر باليرمو، فليس من المستغرب أن العديد من الزعماء لا يعيرونه اهتماما، مضيفة في تصريح  لوكالة الأنباء الألمانية  “لقد ولد المؤتمر بشكل رئيسي من رغبة إيطاليا في إظهار قيادتها وموازنة نفوذ فرنسا المنافس بشأن ليبيا،  وليس بسبب وجود تطورات على الأرض بررت ذلك”.

و رسم غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي صورة تعكس مأزقا سياسيا دائما، وقال “إن عددا لا حصر له من الليبيين ضاقوا ذرعا بالمغامرات العسكرية والمناورات السياسية التافهة” من قبل الأطراف الفاعلة على الأرض.

يذكر أن ليبيا الغنية بالنفط والغاز، قد تحوّلت إلى مركز للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا وملاذ للإرهابيين، منذ الإطاحة بمساعدة الناتو بنظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *