في يوم الأرض : الاحتلال و محاولة طمس الهوية العربية الإسلامية لمدينة القدس

مغرب نيوز-عزيزة بن عمر

نظّمت الألكسو ندوة بمناسبة الاحتفال بيوم الأرض الذي يوافق 30 مارس من كل سنة حول القدس تحت شعار ” القدس فلسطيية ” ،بمشاركة ممثلين عن الدولتين التونسية و الفلسطينية يتقدمهم رئيس المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم الدكتور سعود هلال الحربي إلى جانب حضور عدد من الوجوه السياسية الوطنية و العربية .

* القدس تاريخ و حضارة :

يعود تاريخ القدس إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، و هي بذلك تعد واحدة من أقدم مدن العالم. و تدل الأسماء الكثيرة التي أطلقت عليها على عمق هذا التاريخ. و قد أطلقت عليها الشعوب و الأمم التي استوطنتها أسماء مختلفة، فالكنعانيون الذين هاجروا إليها في الألف الثالثة قبل الميلاد أسموها “أورساليم” و تعني مدينة السلام أو مدينة الإله ساليم. و اشتقت من هذه التسمية كلمة “أورشليم” التي تنطق بالعبرية “يروشاليم” ومعناها البيت المقدس.

و أكد المتدخلون على ضرورة حماية الموروث الثقافي الفلسطيني و التصدي لكل محاولات الاستيطان بتهويد القدس و طمس الهوية العربية الإسلامية 

* الدكتور سعود هلال الحربي :فلسطين قضية أمة 

أشار مدير الألكسو الدكتور الحربي إلى أن المنظمة ستسعى جاهدة إلى حماية الموروث الثقافي الفلسطيني من خلال التعريف بالقدس و تراثها و مواصلة جهودها للتنسيق العربي للتصدي للمخططات الإسرائيلية لتسجيل مواقع التراث الثقافي في فلسطين و الأراضي العربية المحتلة، مضيفا أنّ المنطمة تعاونت مع قطاع الآثار و التراث الثقافي الفلسطيني لوضع دراسات تاريخية و قانونية حول موقع الحرم الإبراهيمي و مسجد بلال بن رباح في بيت لحم و نشرها في مواقع المنظمة و مواصلة دعم المشروعات التربوية و الثقافية و العلمية في فلسطين.

كما ثمّن الحربي خلال مداخلته  الجهود التي يبذلها الشعب الفلسطيني الرامية إلى المحافظة على الأثر الفلسطيني الإسلامي الذي دنسته قوات الإحتلال ، متعهّدا في الوقت ذاته باستكمال المسار و حماية المعالم الفلسطينية  .

* وزير الثقافة الفلسطيني  إيهاب بسيسو : الثقافة الفلسطينية لا تخضع لمفهوم الجغرافيا 

أشار بسيسو  في كلمته إلى أن الثقافة الفلسطينية وفق رؤيته و مفهومه للعمل الثقافي لا تخضع لميزان الجغرافيا بمقدار ما تمثل انعكاساً للرؤية و الحلم الفلسطيني الذي حملته النكبة منذ عام 1948 إلى مناف و أوجاع عدة، لكنه على رغم قسوة المسافة و الجدران و الأسلاك الشائكة، يصر على نحت ملامح الفلسطينيين من خلال أشكال متعددة للإبداع. الثقافة تعبير عن هذا الحلم الذي هو أشمل من حالة الجغرافيا الراهنة. لذا تسعى وزارة الثقافة من خلال هذه الرؤية إلى أن تكون راعياً و محركاً وداعماً للعمل الثقافي الفلسطيني بغض النظر عن الجغرافيا و تقسيماتها السياسية.

كما أكد بسيسو على أن مشاركته في الندوة تعد مدخلا للتعريف بالموروث الثقافي الفلسطيني و لمد جسور العمل الثقافي و فيه محاولة لخلق حالة ثقافية ذات حضور فعال، الأمر الذي نراه ضرورة وطنية وثقافية وإنسانية أيضاً لصون الثقافة الفلسطينية من محاولات عزلها عن سياقها التاريخي و الجغرافي أيضاً، أو محاولات تهميشها من قبل  الاستعمار الاستيطاني.

*الدكتور حنا عيسى: الاحتلال و محاولة طمس الهوية العربية الإسلامية 

من جانبه اعتبر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس و المقدسات خلال مداخلته أن الكيان المحتل منذ حرب 1967 يسعى إلى تهويد القدس و توطيد السيطرة عليها بالتوسع و بناء المستوطنات بهدف طمس الطابع العربي الإسلامي للمدينة باحتلاله 84% من مساحة القدس ليترك ما تبقى من القدس و هو 11%  إلى المقدسيين العرب .

كما أضاف الدكتور إلى أن مطامع دولة الاحتلال تحوم حول الجزء المتبقي محاولة ابتلاعه كي تتم السيطرة الكاملة عل القدس في سبيل تغيير الطابع العربي / الإسلامي للقدس من خلال تشويه النمط العمراني للقدس العتيقة و القرى الفلسطينية المحتلة و هدم المسجد الأقصى و مصادرة الأراضي و اتباع سياسة التوسّع و التهجير .

و حذّر الدكتور حنا عيسى من هدم  الموروث المعماري الفلسطيني و هو المشروع الاسرائيلي الذي تسعى دولة الاحتلال إلى تطبيقه ، مطالبا بضرورة حماية المعالم الفلسطينية التي تعمل  اسرائيل على ” نسفها” و ” طمسها” من خلال الحفريات التي تقوم بها و تطويق المسجد الأقصى من كل جانب و تضييق الخناق على الفلسطينيين رغم أن الكنيست أصدر في عام 1980 قانون “القدس” الذي يقضي بعدم المساس بالأماكن المقدسة ” تبقى الأماكن المقدسة محفوظة من إلحاق أي ضرر بها أو أي شيء يسيء إلى حرية وصول أبناء الديانات السماوية إلى أماكنهم المقدسة و هو ما لم تتعهد به دولة الاحتلال إلى اليوم.

كما طالبالدكتور بتوفير الدعم و الدعم القانوني للمقدسيين و التصدي لاعتداءات المستوطنين و المتطرفين، ولمواجهة سياسات  الاحتلال الإسرائيلية في مخططاتها، و بدعم تعزيز الوجود الفلسطيني  في المدينة المقدسة.

هذا و سبق انطلاق الندوة تدشين معرض وثائقي عن القدس تضمن مجموعة من الصور تحكي الموروث المعماري و الديني للمدينة بالإضافة إلى افتتاح قاعة تحمل اسم القدس في مبنى الألكسو و معرض منتوجات فنية و أزياء فلسطينية تقليدية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *