في الذكرى 38 لتأسيس حركة النهضة // رفيق عبد السلام : “ليس للنهضة من خيار غير النجاح و بناء تونس الحرية و الكرامة

تمر هذه الايام الذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيس حركة النهصة (حركة الاتجاه الاسلامي سابقا)، في مسيرتها السياسية التي تبلغ زهاء نصف قرن من الولادة تقريبا، هذا اذا احتسبنا السنوات التي سبقت الإعلان الرسمي سنة ١٩٨١. وهي مسيرة طويلة ومتعرجة تراوحت بين الانخراط في معارضة جذرية لنظام شمولي وتحكي فرضت عليها، وبين المشاركة في ادارة شؤون الحكم من موقع متقدم في مرحلة ما بعد الثورة. لقد قام مشروع حركة النهضة على أساس حلم كبير في نهوض تونس ورقيها وتقدمها في اطار من التوازن بين التجذر في الهوية والانفتاح على العصر وفِي اطار من التكامل المغاربي والتضامن العربي . وكان للنهضة دور محوري في تجذير قيم الحرية والديمقراطية في الساحة العربية، هي الى جانب ذلك اضافت بعدا عمليا، وهو النضال السياسي الميداني لتحقيق هذه المطالب الكبرى.

ما يقرب من نصف قرن من تجربة النهضة مليئة بالتحديات والتقلبات السياسية تراوح فيها اداء النهصة بين الثبات والصمود في مواجهة آلة القمع والملاحقة، وبين المساهمة في إصلاح الدولة وإعادة بناء منظومة الحكم. أما اليوم فان النهضة تستشرف طورا جديدا في حياتها السياسية والفكرية يفرض عليها مزيد التعمق في خط الإصلاح والتجديد على ضوء الثوابت والاسس التي قامت عليها، ثم المساهمة الجادة في رفع التحدي الاقتصادي والتنموي باتجاه تونس حرة ومزدهرة، وباعثة لروح التطلع والامل لدى شبابها ونسائها ورجالها . وليس للنهضة وانصارها ومحبيها من خيار غير النجاح في رفع هذا التحدي وبناء تونس المستقبل، تونس الحرية والكرامة والتنمية العادلة بحول الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *