في الذكرى الـ65 لاستشهاد الزعيم فرحات حشاد، نور الدين حشاد :فرنسا مُتورطة في قتل والدي بنسبة 100 %

قال نور الدين حشاد نجل الزعيم النقابي الراحل فرحات حشاد إن ذكرى استشهاد والده التي نحتفل بها اليوم 5 ديسمبر 2017 هي مناسبة للترحم على الشهيد فرحات حشاد وعلى كل شهداء تونس الذين مازالت تقدمهم الى اليوم..

الاتحاد بخير.. ولهذه الاسباب ابتعدت عن الساحة السياسية

تونس – الشروق:
اعتبر نور الدين حشاد أن الذكرى الـ65 لاستشهاد والده ستبقى مصدر فخر واعتزاز لكل التونسيين بلا استثناء. وهو الذي قال لهم ذات يوم « أحبك يا شعب». وأضاف حشاد الابن في تصريح لـ»الشروق» أن والده خلف ارثا عظيما داخل كل تونسي. وهو روح الكفاح والنضال والاستشهاد من اجل التوق نحو الافضل الى جانب الارث الحي الذي لا يقل اهمية. وهو اتحاد الشغل الذي مازال الى اليوم على حد قوله «صامدا وواقفا وبخير» وبصدد القيام بدوره كاملا كما أراده له فرحات حشاد.
4 آلاف صفحة من الحقائق الصادمة
تحدث نور الدين حشاد لـ»الشروق» – لأول مرة – عن المؤلف الذي شرع في كتابته منذ أكثر من سنة ويستعد لاصداره ويتضمن عديد الحقائق الصادمة والملابسات المدعومة بوثائق حصرية حول استشهاد فرحات حشاد تنشر لأول مرة وحصل عليها بوسائله الخاصة أو من ارث والده. ويتكون المؤلف من 4 كتب باللغتين الفرنسية والعربية تضم حوالي 4000 صفحة لكشف كل حقائق وملابسات عملية الاغتيال. وسيكون عنوان المؤلف (مبدئيا) «”فرحات حشاد أو الفعل الثوري التونسي .. تاريخ شعب تونس». وخصص الكتاب الاول للسنة التي سبقت استشهاد والده وعنوانه « 1951 ..الحصاد العظيم» أما الثاني فخصصه لسنة الاغتيال (1952 لماذا؟) والثالث لتاريخ الاغتيال (5 ديسمبر لماذا؟) والرابع للحديث عن تونس وشمال افريقيا ما بعد 5 ديسمبر 1952: ماذا لو لم يُقتل حشاد؟.
فرنسا متورطة.. وتونس صامتة
قال نور الدين حشاد إنه أصبح يملك اليوم كل الحقيقة حول تورط الدولة الفرنسية سنة 1952 في اغتيال والده بنسبة 100 %. وإنه أصبح يعرف أسماء من نفذوا الاغتيال وعناوينهم بفرنسا. وسيتوجه الى القضاء المحلي والدولي قريبا لرفع قضية في الغرض بعد اتمام تأليف كتاب في الغرض، معبرا عن سخريته ممن يتحدثون الى اليوم عن تورط «اليد الحمراء» في الاغتيال او عن أطراف أخرى.. كما توجه باللوم الى الدولة التونسية بسبب تقصيرها منذ 1952 والى حد الآن في المساعدة على كشف الحقيقة متسائلا عن دور الجهات الاستخباراتية الأمنية والجهات القضائية ووزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية والحكومة في هذا الملف..
ظروف وملابسات
تحدث نور الدين حشاد بايجاز عما سيتضمنه مؤلفه قائلا إن تاريخ اغتيال الدولة الفرنسية والده كان مدروسا للغاية. فقد حدث يوم 5 ديسمبر 1952 في الفترة التي كانت تُجرى فيها انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية. وقبلها سبق لفرحات حشاد ان زار أمريكا في أفريل 1952 وعرّف هناك بالقضية التونسية عبر وسائل الاعلام الامريكية وذلك في فترة الرئيس «هاري ترومان» والذي كان متعاطفا نسبيا مع القضية التونسية. وعندما عاد حشاد الى تونس بدأت متاعبه مع السلطات الفرنسية حيث حجزوا جواز سفره وكل وثائقه بتعلة انه لم يحصل على الفيزا الى أمريكا من الإقامة العامة الفرنسية بتونس بل من قنصلية امريكا ببروكسال. وقال نور الدين حشاد ان فرنسا اصبحت تتحدث منذ ذلك التاريخ عن «معضلة اسمها فرحات حشاد» خاصة بعد أن كثف تحركاته الداخلية لمساعدة المقاومة الوطنية. لذلك خططت للتخلص منه طيلة 7 أشهر ووجدت الفرصة سانحة يوم 5 ديسمبر عندما خرج ترومان من السلطة (حالة فراغ في السلطة خلال فترة الانتخابات)وكانت متأكدة ان من سيفوز بالرئاسة الامريكية آنذاك هو الجمهوري « دوايت ايزنهاور» (الذي سيتسلم الرئاسة يوم 20 جانفي 1953) المعروف بقربه من فرنسا وتحالفه معها وبالتالي سيعمل على تبرئتها من اغتيال فرحات حشاد وعلى مساعدتها في طمس الحقيقة…

ابتعدت لأفسح المجال للشباب «المُغيّب»

حول ابتعاده عن الحياة السياسية وعن ابداء رأيه في الشأن العام بعد أن ترشح للرئاسية في 2014، قال نور الدين حشاد إنه قرر ذلك اقتناعا منه بضرورة اعطاء الفرصة للأجيال الحالية وللشباب ليتحملوا مسؤولياتهم وليلعبوا الدور كاملا في النضال من أجل الافضل مثلما فعل أسلافهم. وهو ما حصل تقريبا في أغلب دول الانتقال الديمقراطي.. وأضاف أن تونس قدرها منذ مطلع القرن الماضي ان يوجهها الشباب (حركة الشباب التونسي سنة 1905 – الحزب الحر الدستوري التونسي سنة 1920 – الحزب الدستوري الجديد سنة 1934 – الاتحاد العام التونسي للشغل سنة 1946) وكل ذلك لكونه شبابا متحمسا يتوق نحو الافضل ونجح في المهمة وخاصة تحقيق الاستقلال. لكن منذ الاستقلال بدأت معاناة الشباب من خلال إبعاده باستمرار عن الساحة العامة الى ان قاد الشباب مجددا ثورة 2011 لكن تم ابعاده من جديد الى اليوم… وختم نور الدين حشاد بالقول ان معضلة تونس اليوم بدأت في الواقع مع شيخوخة بورقيبة نهاية السبعينيات، ولو ابتعد آنذاك وفسح المجال للشباب لكانت تونس اليوم شبيهة بسويسرا، داعيا الى ضرورة منح الشباب اليوم كل الفرص ليتحمل مسؤولياته كما تحملها ونجح فيها في النصف الاول من القرن الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *