عشية القمة العربية بتونس : رسالة مفتوحة الى ترامب و ماكرون و ناتنياهو..و البقية .. بقلم كمال بن يونس

عشية انعقاد القمة العربية بتونس و احتفال الشعب الفلسطيني والعالم العربي بيوم الارض الفلسطينية صدرت عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ” مبادرة استقزازية جديدة ” لكل أنصار السلام والحرية في العالم ..فيها انحياز الى اليمين المتطرف الاسرائيلي الذي قتل قبل 24 عاما رئيس الحكومة الاسرئيلية اسحاق رابين بسبب انخراطه في مسار السلام مع القيادة الفسلطينية بزعامة ياسر عرفات ومع القادة العرب .

·     انتهك الرئيس الامريكي ترامب مجددا ” القيم الكونية الامريكية ” ومقررات الامم المتحدة و” الشرعية الدولية ” والقانون الدولي والقيم الكونية عندما أعلن  عبر شبكة ” تويتر” عن ” قرارات” تاريخية استعمارية جديدة ، آخرها محاولة تشريع احتلال قوات اسرائيل للجولان السوري ..

+ الجولان أرض سورية مساحتها تفوق ال1860 كلم مربع ، تحتل اسرائيل ثلثيها منذ حرب جوان 1967 ،رغم القرارات الاممية التي تدين هذا الاحتلال .. وهي أرض سورية عربية ليست للبيع .. وليست مجرد ” شريط ” يمكن ” يتبرع به ” ترامب او غيره لاسرائيل مستفيدا من الدمار الذي لحق بسوريا وأغلب الدول العربية منذ مدة..

+ مهما كانت المعطيات الظرفية فان السياسات الاستعمارية الى زوال ، ولا مبرر لقرار ترامب عن الجولان السوري الذي انتهكت سيادته الوطنية منذ حرب جوان 1967 …التي أدت كذلك الى احتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء المصرية وجزءا من الاردن ولبنان..

جاء هذا الموقف الاستعماري الجديد بعد حوالي عام و3 أشهر عن اعلان ترامب نقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس المحتلة ، في مغازلة للوبيات انتخابية ومالية أمريكية ودولية ..متناسيا أن أحرار العالم أجمع لا يمكن أن يقبلوا باحتلال القدس ، مهما كانت المجمعات التجارية لدونالد ترامب وحلفائه شاهقة ومغرية ..

·     وفي بارس أدت تحركات ” السترات الصفراء” وضغوطات مافيات من أقصى اليمين وأقصى اليسار على الرئيس ماكرون إلى “تنازلات ” قدمها الرئيس الفرنسي للمتطرفين وبعض اللوبيات الاستعمارية الجديدة الصاعدة في اوربا .

فقد صدرت عن ماكرون موفى الشهر الماضي  تصريحات استفزازية مناقضة لقيم الجمهورية الفرنسية وثورتها خلال اجتماع مع ” منظمة يهود فرنسا ” الكريف” (CRIF) ، أوحى بانخراط باريس في الخلط الذي يدفع عنه أقصى اليمين الاسرائيلي بين اليهود وسلطات الاحتلال الاسرائيلية ، مع اتهام من ينتقد سياسات حكومة الاحتلال ” بالعداء للسامية ” ..

·     ولا يخفى أن موقفي ترامب وماكرون يتناقضان جوهريا مع قيم زعماء الثورات الفرنسية والامريكية والحقوقية الغربية والعالمية ..فضلا عن مواقف الزعيم الفرنسي الراحل شارل ديغول والحزب الديغولي الفرنسي ، بما في ذلك الرئيس الاسبق جاك شيراك ..وقد كانا يوصفان بصديقي العرب وفلسطين وحركات التحرر الوطني مع زعماء اليسار الاوربي المعتدل .

++   المطلوب اليوم أن توجه رسالة مفتوحة عالمية إلى ترامب وماكرون وناتنياهو وحلفائهم ترفض احتلال الجولان والقدس وفلسطين وبقية الاراضي العربية ..وترفض اقحام أنفهم في شؤون سوريا وفلسطين ومئات ملايين العرب والمسلمين في تعاملهم مع السياسات الاستعمارية الجديدة ..مهما كان لونها ..

+ على القادة الفلسطينيين بزعامة محمود عباس والزعماء العرب الذين سيجتمعون في تونس الاسبوع القادم العرب أن يوجهوا هذه الرسالة بوضوح حول عروبة الجولان والقدس وفلسطين وكل الاراضي المحتلة ..

وعلى ممثلي المجتمع المدني العربي والعالمي والحقوقيين وانصار قيم التحرر والقانون الدولي أن يبعثوا فورا مثل هذه الرسالة المفتوحة إلى ترامب وماكرون وناتنياهو وحلفائهم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *