سي ان ان: مهاجرون يهربون من داعش ليجدون عناصره على قواربهم لأوروبا

سي ان ان: بعدما أغلقت اليونان وتركيا شواطئهما، عادت الطريق الليبية إلى أوروبا لتغص باللاجئين. في هذا المكان، تتهدم الأحلام بمستقبل أوروبي زاهر… هرب يوجين من جماعة بوكو حرام الإرهابية التابعة لداعش في نيجيريا، بعدما قتلت قنابلها والده وشقيقه. ونجا من رحلته في الصحراء إلى أن وصل إلى هنا. “اليوم.. انفجار، غداً.. تفجير، لم أكن بأمان. بعد مقتل والدي وشقيقي قلت لنفسي إنه علي الخروج من ذاك المكان. في كل مرة أتحدث عنهم أشعر بالحزن.“ غادرنا بسرعة لأن هذا هو حي المهربين، ولكن هناك خطر جديد هنا، فالشرطة والمهربون يقولون لنا إن داعش يخبئ مقاتليه بين مجموعات أخرى من المهاجرين الذين يريدون الذهاب إلى أوروبا. التجارة بأرواح الناس أمر سيء جداً، ولكن الأسوأ هو أن داعش يستخدم طريقة تهريب الحالات الإنسانية ليستطيع التسلل إلى القارة. تقول لنا الشرطة خلف الكواليس إنها ضبطت مهاجرين آخرين على ارتباط بداعش، ويحذر كبير مسؤولي المخابرات الليبية من أن الخطر حقيقي.
إنه خط ساحل ضخم يحمه المهربون.. تحدثنا مع مهرب رفض التعريف بهويته لأغراض سلامته، وقال إن تسفير داعش أصبح جزءاً من مهنته في الشهرين الماضيين. إسماعيل الشكري، قيادة شرطة مصراتة: ”قبل أسبوعين تقريباً، غادر قارب من مدينة سرت التي يسيطر عليها داعش، أربعون مقاتلا داعشيا تقريبا كانوا بين الركاب الذين حاولوا التوجه إلى أوروبا ولكن ظروف الطقس السيئة أعادتهم. بعد عشرة أيام، حاولوا مرة أخرى، لا أعرف إن وصلوا بالفعل. قبل شهر تقريباً أتاني رجلاً متشدد، كنت أعرف أنه من داعش، وأراد شراء قارب لخمسة وعشرين شخصا.. وكان مستعداً لدفع أربعين ألف دولاراً لكنني لم أقبل بعرضه.”
– هل تشعر (أنت وغيرك من المهربين) بأريحية في تهريب أشخاص قد يكونوا أفراداً من داعش إلى أوروبا؟ “المهربون مهتمون بالتهريب فقط، داعش أو غيره، هذا غير مهم. النقود هي هدفنا الوحيد.” حالة ليبيا تتدهور مع المعارك الداخلية، وحراس السواحل يكافحون لمجرد إيجاد قوارب يستعملونها. توجد ستة قوارب مثل هذه فقط تحاول مكافحة التهريب إلى أوروبا على طول الساحل الليبي من العاصمة طرابلس. وبعض هذه القوارب قد لا تكون صالحة أحياناً، فلكم أن تتخيلوا قلة الموارد هنا في مكان قريب جداً من أوروبا. هذه هي المشاهد اليائسة خلال محاولة الشرطة إنقاذ بعض المهاجرين بعدما تعطل قاربهم في أواخر العام الماضي. والمهربون يفضلون هذه القوارب التي تتأثر بأقل تغيير في الطقس. تجارة نشأت على مآسي الناس.. بعضهم هارب من داعش ليجد أفراده يقومون بذات الرحلة لنشر المزيد من الآلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *