سفير تونس بليبيا : هذا موعد فتح الحدود بين بلدينا

تونس ـ  من كمال بن يونس


عين الرئيس التونسي قيس سعيد مؤخرا سفيرا في العاصمة الليبية طرابلس بعد سنوات من الغياب بسبب الحرب المدمرة التي شهدتها ليبيا منذ معركة المطار في 2014.

وقد كلف برئاسة البعثة التونسية السفير الأسعد العجيلي مندوب تونس سابقا في القاهرة والمشرف على الإدارة المكلفة بالملف الليبي في وزارة الخارجية العام الماضي.

واستبقت هذه الخطوة انطلاق مؤتمر الحوار السياسي الليبي الذي تنظمه الأمم المتحدة في تونس، منذ يوم العاشر من الشهر الجاري، بمشاركة 75 شخصية من المقرر أن تتفق على آليات إيقاف الحرب نهائيا وعلى المؤسسات والشخصيات التي سوف تشرف على “المرحلة الانتقالية الجديدة”.

الإعلامي التونسي كمال بن يونس التقى السفير الأسعد العجيلي في لقاء حصري لـ “عربي 21” وأجرى معه الحوار التالي:

س ـ سعادة السفير.. باشرت مهامك في طرابلس عشية استضافة تونس لمؤتمر الحوار السياسي الليبي الذي تنظمه الأمم المتحدة في تونس تتويجا لمسارات الصخيرات وبوزنيقة في الشقيقة المغرب ومؤتمرات غدامس والقاهرة وسويسرا وألمانيا.. ماذا تنتظرون من هذا المؤتمر بعد حوالي أسبوع من أشغاله؟

ـ هذا المؤتمر “فرصة تاريخية بالنسبة للأشقاء الليبيين لتحقيق التسوية السياسية الشاملة والدائمة تكريسا لإرادتهم الوطنية”، مثلما سبق أن أورد رئيس الجمهورية قيس سعيد ووزير الخارجية عثمان الجارندي.

ووفقا للأجواء السائدة إلى حد الآن في هذا المؤتمر، وبناء على روح المسؤولية الوطنية العالية التي أبداها المشاركون فيه فإن الأمور تسير في اتجاه تحقيق توافق حول إدارة “المرحلة التمهيدية”، أي مرحلة التمهيد للانتخابات وتركيز المؤسسات الدائمة.

ونعتقد أن مؤتمر الحوار السياسي الليبي في تونس يمثل فرصة مهمة لإنهاء معاناة الشعب الليبي وتحقيق الأمن والاستقرار في الشقيقة ليبيا وفي كامل المنطقة.

وقد حرصت تونس من خلال استضافة الملتقى على توفير كافة أسباب النجاح وحمايته من التدخلات والتأثيرات الخارجية بما ساهم في إرساء أجواء إيجابية داخله ومهد لتفاهمات وتوافقات ليبية ـ ليبية مثلما أكدت السيدة ستيفاني وليامز رئيسة بعثة الأمم المتحدة بالنيابة في ليبيا.

ونعتبر انعقاد هذا المؤتمر حدثا سياسيا وطنيا ليبيا ودوليا في حد ذاته، لأنه مكن عشرات الشخصيات الليبية رفيعة المستوى من الجلوس على نفس مائدة التفاوض والحوار المباشر، دون حضور شخصيات أجنبية، حول القضايا المصيرية للبلاد والمقترحات العملية الخاصة بالمؤسسات والشخصيات السياسية التي ستشرف على المسار السياسي الجديد وتكريس طموحات الشعب الليبي في الأمن والتنمية والإصلاح والاستقرار.

الحركة بين تونس وليبيا

س ـ بعد عودتك إلى طرابلس انطلقت محادثات ليبية ـ تونسية أمنية واقتصادية وسياسية ما جديد ملف إعادة فتح المعبرين البريين الحدوديين في رأس الجدير والذهيبة ـ وازن؟

ـ من المقرر أن يفتح المعبران الحدوديان بين تونس وليبيا في مستوى رأس الجدير والذهيبة السبت 14 تشرين الثاني (نوفمبر) لاستئناف نقل المسافرين والسلع في الاتجاهين بين بلدين عربين كانا ولا يزالان من أقرب العرب إلى بعضهما..

وقد أجرت سلطات البلدين خلال الأسابيع والأيام الماضية جلسات عمل تمهيدا لهذا الحدث الإيجابي الذي سيساهم في تفعيل الشراكة بين شعبي البلدين وتسهيل التنقلات في الاتجاهين..

كما اتخذت السلطات قرارات خاصة فيما يتعلق بالضمانات الصحية مواكبة لجهود منع انتشار وباء كورونا، من بينها ما يهم الاختبار الطبي الصالح لمدة لا تقل عن 3 أيام..

س ـ وماذا عن الرحلات الجوية بين مطارات البلدين؟

ـ اتفقنا على استئناف الرحلات الجوية في الاتجاهين في أقرب وقت لنقل المسافرين والسلع.. مع ترتيبات لضمان احترام إجراءات الوقاية الصحية وبعض الشروط الأخرى..

إعادة فتح السفارة

س ـ كيف تفسر إعادة تعيين سفير تونسي في ليبيا بعد سنوات من غلق السفارة ثم إعادة فتحها؟

ـ قرر سيادة رئيس الجمهورية قيس سعيد إعادة تعيين سفير تونسي في ليبيا وشرفني بأن كلفني بهذه المسؤولية، وفي ذلك رسائل سياسية عديدة للأشقاء الليبيين ولعموم المواطنين ورجال الأعمال في البلدين. تونس وليبيا كانا دوما من أكثر البلدان حرصا على التعاون والشراكة.

وقد غادر ليبيا في الأعوام الماضية أغلب السفراء والديبلوماسيين بسبب الأوضاع الأمنية الاستثنائية التي مرت بها.

لكن تونس عينت منذ مدة قنصلا عاما في ليبيا تولى الإشراف على مصالح تونس وتعاون مع المسؤولين الليبيين ومع رجال الأعمال والمواطنين التونسيين على خدمة مصالح تونس وعلى فرص الشراكة والتعاون حاضرا ومستقبلا.

ولا شك أن من بين الرسائل وراء إعادة تعيين سفير في طرابلس توجيه تطمينات للأشقاء في ليبيا وللمواطنين ورجال الأعمال والسياسيين التونسيين والليبيين حول الصبغة الاستراتيجية للعلاقات الثنائية وحول وجود إرادة سياسية عليا في مستوى رئاسة الجمهورية والحكومة ووزارة الخارجية ومنظمات رجال الأعمال حول إعادة تفعيل مشاريع الشراكة والمبادلات في الاتجاهين خدمة لمصالح الشعبين.

من أولويات السفير ومساعديه التعاون مع كبار المسؤولين في تونس ومع السلطات الليبية لتذليل الصعاب التي قد تعترض رجال الأعمال والمواطنين واستثماراتهم ومبادلاتهم وتنقلاتهم.

ونراهن على أن يساعد انتشار الأمن والاستقرار في ليبيا الشقيقة، وخاصة في العاصمة طرابلس وفي المطارات والمعابر البرية والبحرية، على ترفيع سريع في حجم المبادلات وفرص التعاون والتوظيف وتشجيع الحركة السياحية والتجارية في الاتجاهين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *