زياد العذاري ينشر نص استقالته

كشف الامين العام لحركة النهضة المستقيل زياد العذاري مساء الخميس  ظروف تقديم استقالته واسبابها.

وضمّن العذاري في تدوينة نشرها بصفحته بموقع”فايسبوك” نص الرسالة التى وجهها الى رئيس الحركة راشد الغنوشي مؤكدا أنّه “طلب الغنوشي منذ بداية الاسبوع الماضي قبول طلب إستقالته من جميع هياكل الحزب ومن الأمانة العامة ومن المكتب التنفيذي”.

وذكر العذاري في رسالته أنّه أعلم رئيس الحركة بأنّه ”غير معني مستقبلا بأية خطة اخرى في قيادة الحزب أو في الكتلة او أية مسؤولية في الحكومة القادمة.”

وأشار إلى أنّ لقاء ثانيا جمعه اليوم بالغنوشي والى انه “جدّد خلاله تمسكه بالاستقالة بعد رفضها”.

وأضاف في رسالته أنّه” اتخذ قراره بعد تفكير عميق”، وأنّه” وجد نفسه مضطرا للتخلي عن كل مسؤولية حزبية أو حكومية” معتبرا انه “غير مرتاح البتة للمسار الذي أخذته البلاد منذ مدة وخاصة عدد من القرارات الكبرى للحزب في الفترة الاخيرة.”

وتابع العذاري في رسالته : “ بما انني لم انجح للاسف في اقناع مؤسسات الحزب في قضايا أراها مصيرية وفي لحظة مفصلية بتفادي خيارات لا أراها  (باجتهادي البسيط) جيدة للبلاد، كما لم اقتنع من جهتي بخيارات اخذتها مؤسسات الحزب (اخرها كان ملف تشكيل الحكومة القادمة) ارى انها لا ترتقي الى انتظارات التونسيين و لا الى مستوى الرسالة التي عبروا عنها في الانتخابات الاخيرة.
بل انني احس و كاننا بصدد استعادة نفس اخطاء الماضي. كنت ولا ازال اعتقد ان الحكومة القادمة ربما تكون الفرصة الاخيرة للبلاد، لم يعد لدينا هامش خطا  الغلطة بفلقة كما يقول المثل.
وكنت ايضا و لا ازال اعتقد ان الحكومة القادمة يجب ان تكون حكومة اصلاح و انجاز نتعظ فيها من اخطاء الماضي  لا مكان فيها لا للمحاصصة و لا للهواية ولها معرفة دقيقة بالملفات وبتحديات البلاد وأولوياتها لتنكب مباشرة على العمل لتحقيق نتائج ملموسة بأسرع نسق ممكن.
عبرت عن موقفي بكل وضوح لرئيس الحركة وفي الاجتماعات الاخيرة للمكتب التنفيذي ومجلس الشورى : كنت ارى ان حصول النهضة على رئاسة البرلمان يقتضي الذهاب في الحكومة الى شخصية انفتاح مستقلة مشهود لها بأعلى درجات الكفاءة والنزاهة والجرأة تطمئن وتجمع اوسع طيف ممكن من التونسيين وتكون قادرة على استعادة الثقة في الداخل وتعزيز إشعاع تونس في الخارج.

ذهب مجلس الشورى في ما قدره اصلح. احترمنا القرار و انضبطنا له احتراما للمؤسسات ولتقاليد العمل الجماعي ولكن اجدني شخصيا في النهاية عاجزا على المواصلة في ظل مسار ( أرى شخصيا) انه يضعنا اليوم ويضع البلاد على سكة محفوفة بالمخاطر لا نعرف تداعياتها وكلفتها على البلاد .
كنت دائما ملتزما ومنضبطا لخيارات الحزب، مهما اختلفت معها (و قد حصل هذا في مرات عديدة وعبرت عن رايي داخل مؤسسات الحزب بكل حرية ) وذلك لإيماني بأن العمل الجماعي يبنى على التضامن والانضباط ،ولست في وارد ان ازايد على ابناء الحزب أو على غيرهم في الوطنية أو حس المسؤولية أو حسن التقدير و التدبير.
ولكن اجدني شخصيا في النهاية عاجزا حقيقة على ان أواصل المشوار و تحمل اية خطة حزبية أو حكومية في مثل هذه الظروف.

مع هذا املي ان ننجح كتونسيين في تدارك الامر وان نغلب جميعا روح المسؤولية بعيدا عن الحسابات الصغيرة والمصالح الضيقة وخاصة بالنظر الى دقة المرحلة و حجم التحديات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *