رفيق عبد السلام وزير الخارجية السابق : ننتظر من القمة العربية في تونس دعما لفلسطين وقضايا الامن القومي

أعرب وزير الخارجيّة التّونسيّ الأسبق والقياديّ بحركة “النّهضة”، رفيق عبد السّلام، عن أمله بألاّ تتورّط تونس في ما أسماه “توجّهاتٍ تطبيعيّة” مع الكيان الصّهيوني خلال القمّة العربيّة.

قبيل القمة العربية: رفيق عبد السلام يحذر من انخراط تونس في 'التطبيع'

ومن المنتظر أن تحتضن تونس، بتاريخ 31 مارس 2019، القمّة العربيّة.

وكشف رفيق عبد السّلام عن مخاوف من أن تكون القمّة العربيّة المنتظرة، قمّة تفريطٍ في الحقوق العربيّة والفلسطينيّة من خلال الدّفع باتّجاه التّطبيع مع الكيان الصّهيوني، مضيفًا، في تصريحاتٍ إعلاميّة أنّه “قد يتمّ خلال هذه القمّة تزييف الواقع العربيّ، من خلال القول بأنّ الخطر الرّئيسي، الذّي يمس الأمن العربيّ، هو الّذي يتأتى من إيران أو من تركيا أو ما يسمّى بالإسلام السّياسيّ”.

وتابع :”ننحاز للقضيّة الفلسطينية، وللقدس ومواجهة مشروع الاحتلال والاستيطان، هذه ثوابت لدى التّونسيّين ولدى الشّارع العربي والإسلامي، ونأمل أن تحافظ تونس على استقلالية موقفها”.

ولفت رفيق عبد السّلام إلى وجود دولٍ إقليميّة تتورّط في التّطبيع مع الكيان الصّهيونيّ، تحت عنوان أنّ العدو أصبح إيران وتركيا والإسلام السّياسي، مبرزًا في هذا السّياق أنّ السّياسة الخارجيّة لتونس قائمة على النّأي عن الصّراعات العربيّة الدّاخليّة.

وعن الوضع في الجزائر، صرّح رفيق عبد السّلام أنّ “الجزائر مستهدفة من جهاتٍ خارجيّة كثيرةٍ، لأنّها تمتلك إمكانيّات ضخمة، بثقلها الدّيمغرافي والجغرافي والاقتصادي وموقعها الاستراتيجي”.

ورجّح في هذا الإطار أن تتحلّى الطّبقة السّياسيّة الحاكمة بالحكمة لتجنيب الجزائر أيّة مخاطر، وأن تنأى المؤسّسة العسكريّة بنفسها عن الخوض في الحياة السّياسيّة، مضيفًا أنّه “قد يتمّ الوصول إلى صيغةٍ توافقيّة من خلال اتّفاق سياسيّ مرضٍ لمختلف المكوّنات السّياسية والشعبيّة”.

وتابع :”لست متشائمًا تجاه الحالة السّياسيّة في الجزائر، لأنّها مرّت بعشريّة مظلمة خلال التّسعينات، والرئيس بوتفليقة كان له دور مقدّر في مسيرة الجزائر نحو الّسلم والتّوافق المدني، لكن هذه مرحلة جديدة تمرّ بها البلاد.. أظن أنّها ستتعامل بحكمة وتتجاوز كلّ العقبات والصّعوبات”.

وعلى الصّعيد المحليّ، نقلت وكالة “الأناضول” عن رفيق عبد السّلام قوله إنّ حركة “النّهضة” باتت عنصرًا أساسيّا في الحياة السّياسيّة التّونسيّة ولا يمكن تصوّر المشهد السّياسيّ في تونس دونها، معتبرًا أنّها “العمود الفقريّ” للحياة السّياسيّة في البلاد خصوصا بعد بروز انشقاقاتٍ كبيرة في عدّة أحزاب.

ونوّه رفيق عبد السّلام إلى أنّ حركة ” النّهضة “خاضت معركة وجود خلال حقبة الاستبداد، واليوم تخوض معركة تطوير وتجديد.

وأردف :”ما زلنا نسير في اتّجاه الفصل الوظيفيّ بين العمل السّياسي والدعويّ، فالمرحلة الجديدة، الّتي تمر بها تونس، تقتضي مثل هذا التّخصص الوظيفيّ.. أن يكون هناك فراغ في الميدان الدّعوي، فذلك ليس من مسؤولية الأحزاب السياسيّة”.

وتابع :”الأصل في المؤسّسات الدّينيّة والدّعويّة أن تقوم بالدّور الفاعل للمجتمع التّونسي في الدعوة”، مشدّدا على أنّ كلّ طرف عليه القيام بواجبه، “فالأحزاب السّياسية تقوم بدورها والدّولة بدورها، ومنظمات المجتمع المدني تقوم بدورها”.

وعن المشهد السّياسي عقب الانتخابات المزمع إجراؤها في تونس نهاية العام الجاري، كشف رفيق عبد السّلام أنّه “لن يكون هناك حكم فرديّ، بل شراكة سياسيّة بين كلّ الكتل السّياسيّة الرّئيسيّة الّتي ستفرزها الانتخابات”.

وصرّح :”مهما كان موقع حركة “النّهضة” في الانتخابات القادمة فسنتّجه نحو حكومة ائتلافٍ وطنيّ”، مبيّنا أنّه ليس بمقدور ومصلحة أيّ حزب من الأحزاب أن يتحمّل أعباء الحكومة بمفرده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *