خامنئي متخوَف من حرب غربية ناعمة

دعا المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي إلى الحذر من “حرب ناعمة” يشنها الغرب بهدف إضعاف المؤسسة الدينية في البلاد. ويخشى حلفاء خامنئي المحافظون من فقد سيطرتهم على السلطة، واتهموا الرئيس حسن روحاني بخيانة القيم المناهضة للغرب التي أرستها الثورة الإيرانية وأطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة. وقال خامنئي “على مسؤولينا وجميع قطاعات المؤسسة توخي الحذر من الحرب الناعمة المستمرة التي يشنها الغرب على إيران… يريد الأعداء إضعاف النظام من الداخل”. وخلال اجتماع مع أعضاء مجلس الخبراء الذي يتمتع بسلطة تعيين وإقالة الزعيم الأعلى قال خامنئي “سيكون من السهل الإضرار بالمؤسسة من الداخل من خلال إضعاف مراكز القوى في إيران”.

واستطاع المتشددون الحفاظ على سيطرتهم على مجلس خبراء القيادة المكلف بتعيين المرشد الأعلى في إيران ومراقبة عمله، مع انتخاب آية الله أحمد جنتي (89 عاما) الثلاثاء رئيسا له، خلفا لمحافظ متشدد آخر هو آية الله محمد يزدي الذي خسر في الانتخابات الأخيرة. ويبعث انتخاب جنتي رسالة مهمة إلى الغرب، الذي يراهن على وجود تغيير في إيران، مفادها أن الاعتدال مجرد يافطة لتضليل بعض الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة، وأن إيران يتحكم فيها المتشددون. ويشكل صعود جنتي على رأس مجلس الخبراء هزيمة للأحزاب المعتدلة والإصلاحية التي أطلقت حملة ضده، خصوصا وأن نائبي الرئيس اللذين انتخبا الثلاثاء آية الله محمد علي موحدي كرماني ومحمود هاشمي شاهرودي محافظان أيضا.

ومن المتوقع أن يختار مجلس الخبراء المكون من 88 عضوا معظمهم من رجال الدين خليفة لخامنئي الذي له القول الفصل في كل شؤون الدولة. وقال خامنئي “السبيل الوحيد لتحقيق أهداف الثورة هو الوحدة الوطنية وعدم الانصياع للعدو”. وقال خامنئي إن “أعداء إيران يحاولون التلاعب بالسياسة الرسمية”. وأضاف “يحاول أعداء إيران التأثير على مراكز اتخاذ القرار وتغيير مواقف المسؤولين الإيرانيين وتغيير قناعات الناس… يجب أن نكون أقوياء وأن نملك زمام السلطة”. ويسيطر المحافظون على القضاء وقوات الأمن ومجلس صيانة الدستور الذي يدرس القوانين ويفحص أوراق المرشحين للانتخابات، إلى جانب قنوات الإذاعة والتلفزيون الرسمية والمؤسسات التي تهيمن على الجانب الأكبر من الاقتصاد.

ودعم روحاني إنهاء المواجهة النووية التي استمرت نحو عشر سنوات مع الولايات المتحدة وخمس قوى كبرى أخرى عبر التوصل إلى اتفاق نووي تاريخي في 2015. وبموجب الاتفاق، رفعت العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران في يناير مقابل الحد من أنشطتها النووية. ودعمت جهود روحاني لتعزيز اقتصاد إيران الذي تضرر بسبب العقوبات وإنهاء العزلة الدولية للبلاد، موقفه داخل هيكل السلطة المعقد في إيران. ورغم سعي الإيرانيين إلى دعم صعود المعتدلين، إلا أن المتشددين الذين يمسكون بأهم المؤسسات لن يسمحوا سوى بهامش صغير من الإصلاحات التي لا تمس من ثوابت ثورة آية الله الخميني وشعاراتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *