حكيم بن حمودة: هناك إحباط لدى الشعوب العربية بسبب فشل أنظمتها في تحقيق التكامل الاقتصادي

تونس- مغرب نيوز

قال الخبير الاقتصادي ووزير المالية الأسبق حكيم بن حمودة، إن “هناك حالة من الإحباط لدى الشعوب العربية بسبب “فشل” الأنظمة العربية في الارتقاء بمستوى التعاون المشترك وبقاء القرارات المتخذة من الجامعة العربية حبرا على ورق”.
كان ذلك خلال مداخلة قدمها، الأربعاء، في ندوة بعنوان “رهانات العمل العربي المشترك في ظل التحولات الاقليمية والدولية” نظمها المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية ومركز جامعة الدول العربية بتونس.
وأرجع تدهور مستوى التكامل الاقتصادي العربي إلى جملة من الأسباب أبرزها “فشل” الدول العربية بعد الاستقلال، رغم مختلف التجارب التي عاشتها، في خلق التنمية الشاملة ودفع النمو وتنويع الهياكل الاقتصادية واصلاح التوازنات المالية.
وقال بن حمودة إن معدل نسبة النمو الاقتصادي في المنطقة العربية لم يتجاوز 2,2 بالمائة سنة 2018، لافتا إلى أنها “أضعف نسبة نمو مقارنة بما تحققه بقية المجموعات الإقليمية في العالم وهي نسبة ضعيفة غير قادرة على خلق التنمية”.

كما أشار إلى “تخبط” الدول العربية، بالرغم من تفاوت ثرواتها الطبيعية ومواردها البشرية، في أزمة انخرام التوازنات المالية بسبب ارتفاع عجز موازناتها، مضيفا أن ذلك كان له انعكاس مباشر على تراجع التنمية الشاملة ودفع الاستثمار وتحقيق التكامل الاقتصادي المشترك.
وضرب حكيم بن حمودة مثال التجربة الاقتصادية التونسية، كاشفا عن وجود تدخل من قبل المؤسسات المالية الدولية على غرار البنك الدولي في صناعة القرار الوطني بسبب لجوء الحكومات المتعاقبة بعد الثورة إلى التداين، متوقعا أن تصل المديونية إلى 80 بالمائة نهاية 2019.
كما انتقد ارتهان الاقتصاديات العربية خاصة في الدول الغنية بالنفط والغاز، إلى تصدير المنتجات البترولية والغاز دون تنويع مجالاتها ومواكبة التحولات الاقتصادية الجديدة، مبينا أن تذبذب أسعار المحروقات في الأسواق العالمية يجعل موازناتها “هشة ومختلة” حسب تعبيره.
ويصل معدل المديونية في الدول العربية إلى 75 بالمائة، وفق تأكيد بن حمودة، الذي اعتبر أن اختلال التوازنات المالية بالمنطقة العربية يزيد في اللجوء إلى التداين لتقليص عجز الميزانيات بما يؤدي إلى تراجع مؤشرات التنمية وارتفاع البطالة والفقر.

وقال بن حمودة، منتقدا تردي الوضع الاقتصادي العربي، “تصل نسبة البطالة في العالم العربي إلى 30 بالمائة وهي نسبة كبيرة جدا مقارنة بمعدل البطالة في العالم الذي يبلغ 13 بالمائة بينما تنزل تلك النسب إلى أقل من 5 أو 6 بالمائة في بعض الدول الأوروبية”.
وتابع “هناك فجوة كبيرة بين الخطابات العربية الرسمية بشأن دفع التكامل الاقتصادي العربي وخلق فرص الاستثمار ودفع التجارة البينية وبين ما تحقق على أرض الواقع، وكل القرارات بقيت حبرا على ورق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *