تونس من الزطلة الى الكوكايين … و ماذا بعد ؟

تونس – مغرب نيوز : ريم حمودة

 …من يريد تدمير شبابنا …

 تعتبر مادة الزطلة من أكثر المواد المخدرة استهلاكا في تونس بنسبة 92 بالمائة تليها المواد المستنشقة (23.3) بالمائة يليها الكوكايين بنسبة 16.7 بالمائة والهروين بنسبة 16 بالمائة لتأتي المواد الاخرى كالبنزين واللصق في المرتبة الأخيرة.

كما يشير الاخصائيون الى انه من اكثر المواد المخدرة انتشارا فضلا عن مادة «الزطلة» أقراص تصنع لعلاج الادمان من الهيروين تدعى «سوبيتاكس» التي تؤكد بعض المصادر انه يتم ادخالها الى البلاد بصفة غير شرعية ولا تستعمل للعلاج وإنما كمادة مخدرة.وتشير الدراسات الى ان هذه المادة انتشرت عقب الثورة.

 كما اظهرت دراسة ميدانية حديثة بتونس ان نسبة المتعاطين للمخدرات بمختلف أنواعها لدى المراهقين والشباب تبلغ 60 % بين الفئة العمرية 13 و 18 سنة بينما تقل هذه النسبة تدريجيا بين الفئات الأكبر سنا حيث تعد 36.2 % بين 18 و 25 سنة.

وترتفع هذه النسبة وفقا للدراسة ذاتها في صفوف الطالبات لتبلغ 40 % حاليا مقابل 10 % فقط قبل الثورة.

أثبتت دراسات وإحصائيات أن 50 بالمائة من تلاميذ تونس قاموا باستهلاك المواد المخدرة أي بعدد 50 تلميذا من أصل 100 تلميذ يتعاطون مادة الزطلة والكحول داخل المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية. وتنقسم نسبة المتعاطين للمخدرات داخل المؤسسات التربوية إلى 60 بالمائة من الذكور و40 بالمائة من الإناث.

و للاشارة فقد نبهت العديد من الدراسات الطبية الى خطورة الادمان على الزطلة  باعتبارها تؤدي الى حدوث ضرر للمخ ومضاعفة خطر الإصابة بانفصام الشخصية.

تراجع ترويج الزطلة … تنامي استهلاك الكوكايين

و رغم ذلك فقد بات اسهلاك الزطلة في تونس واقعا لا مفر منه مما ادى الى المطالبة بتحريرها ليصبح استعمالها امرا عاديا و الغاء القانون المجرم لاستهلاكها حتى اننا نجد رئيس الجمهورية بدا يتجه نحو العمل على مراجعة القانون .

لكن رغم ذلك فقد شهد تراجع ترويج هذه المادة في الاونة الاخيرة حسب  بعض التصريحات و خاصة تصريح  الهادي مجدوب وزير الداخلية 

 الذي أكد  خلال جلسة استماع صلب لجنة التشريع العام بالبرلمان حول مشروع قانون المخدرات ، أنه تم حجز 2306 كيلوغرام من مخدر “الزطلة” خلال سنة 2016 مقابل حجز أكثر من 7 أطنان سنة 2015.

ربما تراجع مؤشر استهلاك الزطلة  لكننا اصطدمنا باكتساح مادة الكوكايين لبلادنا و احيائنا . 

  ان الكوكايين عقار قوى و خطير له آثار ضارة خطيرة سواء على المدى البعيد أو القريب منها: ضبابية فى الرؤية ، القىء، القلق الشديد، التوتر، إتساع حدقة العين، إنقباض الأوعية الدموية، نزيف فى الأنف ، سرعة التنفس ، التعرق، آلآم فى الصدر، الهلوسة و السلوك العدوانى.

ويؤدى إلى فقدان حاسة الشم ، نزيف بالأنف، مشكلات فى البلع، بحة فى الصوت ورشح مزمنو حقن الكوكايين قد يؤدى إلى غرغرينة فى الأمعاء نتيجة إنخفاض معدل تدفق الدم و يؤدى أيضاً إلى ظهور أمراض الحساسية الشديدة و إرتفاع خطورة الإصابة بمرض الإيدز.

 

 لقد ظلت مادة الكوكايين منحصرة بين المنتمين للطبقات البورجوازية وخاصة بتونس الكبرى وولاية سوسة وبدرجة اقل ولاية صفاقس، ولكن الخطير في الامر ان دراسة انجزت اكدت ان 0،8 ./. من تلاميذ تونس الكبرى استهلكوا مادة الكوكايين او جربوها مرة واحدة وهو ما يطرح اكثر من سؤال خاصة أمام الآثار السلبية والمدمرة لاستهلاك الكوكايين.

من يهرب الكوكايين إلى تونس؟ من يروجه؟ من يستهلكه؟ وأين تروج؟ تساؤلات عديد يطرحها المواطن التونسي اليوم،

حسب بعض المادر الامنية فان نشاط ترويج واستهلاك مادة الكوكايين التي تعتبر من ضمن المهلوسات والمنشطات كان محتشما ومرتكزا اساسا بين الطبقات البورجوازية وخاصة بالضاحية الشمالية للعاصمة بملاهي ونزل قمرت، ولكن في العام 2016 بدا هذا النشاط يكتسح بخصوص الترويج ابناء الاحياء الشعبية فيما ظل المستهلكون من الأثرياء وابنائهم.

وان ظاهرة ترويج واستهلاك مادة الكوكايين انتشرت خلال الأشهر الأخيرة بصفة ملحوظة”ولكن قوات الأمن كانت بالمرصاد”وان  عصابات تقف وراء انتشار الكوكايين في بلادنا،  يعتمدون على الفتيات والنساء في عمليات التهريب.

   يبدو انه بعد الانتشار الواسع لمادة الزطلة و بعد ان اصبحت واقعا مريرا تعيشه جل العائلات التونسية هناك رغبة قوية في تدمير ما تبقى من شبابنا عن طريق الكوكايين فهل تتدخل الدولة للانتشال اولادها و السمو بهمك بعيدا عما يتربص بهم ام ستاسس لتشريع جديد .

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *