تواصل مسلسل هروب رياضيين مصريين و تجنسهم بجنسيات أجنبية

فَجّر رحيل لاعب منتخب الملاكمة المصري، حسام بكر، إلى الولايات المتحدة، وسعيه للحصول على الجنسية الأمريكية، قضية هروب الرياضيين المصريين إلى الخارج، والتخلي عن جنسيتهم لتمثيل دول أخرى في البطولات الدولية.

وبينما يتهم المسؤولون ومؤيدو النظام الرياضيين المصريين الهاربين بالخيانة والبحث عن الشهرة والأموال، يقول خبراء ومراقبون إن هؤلاء الرياضيين يفضلون الدفاع عن ألوان دول أخرى؛ فرارا من ضعف الإمكانيات والإهمال والتعقيدات الإدارية.

ويعاني اللاعبون في غالبية الرياضات في مصر، الجماعية والفردية، باستثناء كرة القدم، من ضعف الاهتمام الرسمي والشعبي، وقلة الموارد المتاحة لهم للتدريب والمشاركة في البطولات الدولية، حيث يشكون من قلة المشاركة في البطولات الدولية ومعسكرات الإعداد الخارجية، سواء بسبب ضعف الإمكانيات، أو إجبارهم على تحمل تكاليف السفر بأنفسهم إذا أرادوا تحقيق حلمهم الشخصي في الفوز ببطولة دولية.

الهروب من التجاهل

وفي هذا السياق، أعلن لاعب الملاكمة حسام بكر أنه سافر إلى واشنطن بسبب تجاهل المسؤولين عن الرياضة له، مؤكدا في تصريحات صحفية أنه بدأ في إجراءات الحصول على الجنسية الأمريكية؛ سعيا لتمثيل الولايات المتحدة في الدورة الأولمبية المقبلة في طوكيو 2020.

وأضاف أنه يخوض حاليا تدريبات بصحبة زميله السابق في المنتخب المصري أحمد سمير؛ تمهيدا لتمثيل المنتخب الأمريكي عن طريق اللعب لأحد الأندية الأمريكية.

وكتب بكر عبر “فيسبوك: “بعد صراع عميق نفسيا وتجاهل كل من مسؤولي الملاكمة المصرية لي وتغير كل ما وُعدت به، قررت أن أبتعد عن الملاكمة المصرية، حامدا الله عز وجل على ما قدمته لي ولاتحادي ولبلدي من بطولات وإنجازات، استطعت بفضل الله أن أحفرها في سجلات الرياضة المصرية”.

“سافر على نفقتك الخاصة”

وسبق حسام بكر على هذا الطريق الكثير من الرياضيين المصريين، منهم كريم طارق لاعب منتخب الجودو، الذي هرب إلى الولايات المتحدة، وأصبح لاعبا في المنتخب الأمريكي، بعد معاناة من سلسلة أزمات في مصر، وشارك بالبطولة الدولية المفتوحة للجودو التي نظمتها الولايات المتحدة الشهر الماضي، ونجح في الحصول على المركز الأول والميدالية الذهبية.

وفي تموز/ يوليو 2017، أعلن لاعب منتخب المصارعة والبطل العالمي محمود فوزي اعتزال اللعبة باسم مصر؛ بسبب تعنت مسؤولي الاتحاد ضده، ومنعه من المشاركة في بطولة العالم بفرنسا؛ بحجة عدم وجود ميزانية مالية تسمح بذلك، ومطالبة اللاعب بتحمل نفقات السفر على حسابه الخاص.

وأضاف فوزي أن مسؤولي الاتحاد قرروا أيضا استبعاده من المنتخب الوطني، كعقاب له على التصريح لوسائل الإعلام عن الواقعة، مؤكدا أنه سبق له الاشتراك في البطولة العربية بالمغرب على نفقته الخاصة. وبعد أن أحرز المركز الأول وعاد إلى مصر، لم يشكره أحد على هذا الإنجاز.

كما أصبح طارق عبد السلام، لاعب منتخب المصارعة السابق، أحد أعضاء منتخب بلغاريا، بعد أن رفض الاتحاد المصري للمصارعة تحمل تكاليف علاجه من الإصابة التي تعرض لها في إحدى البطولات الدولية، فانتقل للعمل في بلغاريا في وظيفة متواضعة، وعمل بائعا للشاورما، ثم انتظم مجددا في التدريبات، وحصل على الجنسية البلغارية، وتمكن من الفوز بالميدالية الذهبية لوزن تحت 75 كجم في بطولة أوروبا التي أقيمت نهاية العام الماضي في صربيا.

وعقب حصوله على هذه البطولة، أكد في تصريحات صحفية أنه كان يتمنى رفع علم مصر بدلا من العلم البلغاري، مشيرا إلى أن تعنت مسؤولي الاتحاد معه هو ما دفعه إلى هذا الاختيار.

كما قام اللاعب محمد عبد الفتاح، الشهير باسم (بوجي)، بالحصول على الجنسية البحرينية، وتمثيل منتخب البحرين عام 2016، بعد موافقة رئيس اتحاد المصارعة السابق على هذه الخطوة، وبعد ذلك هاجر إلى الولايات المتحدة، ليتولى تدريب أحد المنتخبات الأمريكية.

“لست خائنا”

وفي مجال كرة اليد، حصل حسن عواض ومحمود حسب الله وأحمد عبد الحق وعبد الرحمن عبده وأحمد مجدي وأحمد مرجان على الجنسية القطرية، ولعبوا باسم المنتخب القطري في بطولة العالم الأخيرة، بل وخاضوا مباراة ضد منتخب مصر الذي سبق أن مثلوه من قبل.

وفي تصريحات صحفية سابقة، دافع حسن عواض عن نفسه قائلا: أنا لست خائنا، وقراري بالتجنس لبلد غير مصر راجع إلى أني رياضي محترف، ويجب أن أبحث عن تأمين مستقبلي ومستقبل أولادي.

كما رحل لاعب منتخب مصر لرمي القرص، معاذ محمد، إلى دولة قطر، لحمل جنسيتها واللعب باسمها، حيث خاض عدة بطولات دولية ضمن صفوف المنتخب القطري، وتمكن من تحقيق الميدالية الذهبية لمسابقة رمي القرص في بطولة العالم للشباب لألعاب القوى التي أقيمت في بولندا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

كذلك مثل المصري فارس حسونة قطر في بطولة العالم للشباب لرفع الأثقال، وفاز بالميدالية البرونزية، بالإضافة إلى أحمد وأمجد الصيفي لاعبي منتخب مصر في رمي المطرقة، اللذين خاضا أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 باسم قطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *