بعد 40 عاما عن تأسيس ” الاتجاه الاسلامي “: ما الذي تغير ؟! ** مغرب نيوز تحاور قياديين في ” النهضة ” و شخصيات حقوقية و ليبرالية

مغرب نيوز – عزيزة بن عمر

ترى شخصيات في حركة النهضة التونسية، في ذكرى تأسيسها الـ38، أن الحركة تحوّلت من حالة الإسلام السياسي إلى حالة الإسلام الديمقراطي، خصوصاً بعد المؤتمر العاشر الذي عُقد في عام 2016 وفصل بين العمل الدعوي و السياسي. كما كان من بين مخرجاته وضع الأسس الأولى لحزب سياسي مدني، مختص في العمل السياسي دون غيره، منصرف إلى التفكير في حلّ المشاكل التنموية وإدارة البلاد، بعد تحوّل “النهضة” إلى مساهم دائم في كل الحكومات التي عرفتها تونس بعد الثورة في أواخر عام 2010.

ثمانية و ثلاثون عاما مرت على إعلان تأسيسها بعد سنوات من النشاط في إطار السرية، حركة النهضة أو الاتجاه الإسلامي سابقا، لم تعد ترى نفسها اليوم إلا طرفا حاكما و هي التي تعول على الانتخابات البرلمانية و الرئاسية القادمة لتثبيت نفسها رقما صعبا في المشهد السياسي التونسي.

و قال نائب رئيس حركة النهضة، علي العريض، إن “الاولوية الآن للانتخابات التشريعية أما فيما يتعلق بالاعداد للانتخابات الرئاسية فمازلنا بصدد البحث فإما أن نرشح من داخل حركة النهضة أو في حال لم نرشح من داخلها فسننظر في المترشحين الذين مازالوا لم يعلنوا عن أنفسهم و في ضوء قائمة المترشحين سنرى من هو أقرب لقيادة تونس”.

علي العريض في الذكرى 38 للإعلان عن تأسيس حركة النهضة… الحركة بصدد البحث عن مرشح من داخلها للإنتخابات الرئاسية، وان تعذر ذلك فإنها ستنظر في مسألة دعم أفضل المترشحين لهذا الإستحقاق الإنتخابي.

Posted by ‎مغرب نيوز Maghreb News‎ on Sunday, June 9, 2019

من جهته أوضح الناطق الرسمي باسم النهضة عماد الخميري ” لمغرب نيوز”  أن النهضة معنية بالانتخابات الرئاسية ” و لن نقف  موقف الحياد الذي وقفناه في 2014 ” و سيكون للنهضة مرشح سواء من داخل الحزب أو مرشح ستدعمه في إطار التوافق ، مستبعدا أن يكون يوسف الشاهد مرشح النهضة ، قائلا ” سندعم الذي فيه مصلحة للبلاد بما فيها المحافطة على مكتسبات الثورة و في إنجاح الانتقال الدمقراطي  و فيه مصلحة في التطرق إلى الملفات الحقيقية خاصة الاقتصادية و الاجتماعية سيكون ذلك مرشح النهضة.

الحركة التي لم يعترف بها كحزب سياسي في تونس إلا بعيد الثورة، ظلت طيلة السنوات الأخيرة قابعة في مربع الدفاع عن نفسها ضحية مكرهات الاستقطاب الايديولوجي.

و قال عضو المكتب التنفيذي مسؤول عن مكتب الإعلام و الإتصال للنهضة العجمي الوريمي إن الحركة مرت بعديد المنعطفات منذ انبعاثها  و في كل سنة تكون لدينا وقفة لتقييم مسار الحركة و تجربتها مع نظرة مستقبلية لتطلعاتها و توجهاتها .

كما أضاف الخميري النهضة ناضلت لأجل التونسيون و أيضا لاثبات وجودها لتتحول بعد ذلك من حركة دعوية إلى حزب سياسي قوي في البلاد ، مشيرا إلى أن الحركة مرت بعديد المنعطفات منها مشاركتها في انتخابات 1989 بقوائم مستقلة تعرضها إلى المضايقات من جهاز بن علي ، ناضلت إلى جانب القوى التقدمية في أجل الحريات و التي كانت اللبنة الأولى في تكوين ائتلاف 18 أكتوبر الذي صاغ بدوره جملة من التصورات المجتمعية الذي عجل بإنهاء سيطرة الحزب الواحد إلى مرحلة جديدة.

و في ما يتعلق بالزيارات الخارجية التي أدتها كوادر الحركة في الفترة الأخيرة إلى بعض العواصم الأوروبية ، شدد الوريمي على أن هاته الزيارات فيها خيرا على البلاد لا على النهضة و هناك اهتمام بالتجربة التونسية و مسار الانتقال الديمقراطي ،في الوقت عينه، يبدو أن أهم شركاء تونس، فرنسا و ألمانيا وإيطاليا، بدأت تتعامل مع النهضة على أساس أنها معطى ثابت في المشهد السياسي و النسيج الاجتماعي التونسي، خصوصاً بعد فوزها الأخير في الانتخابات البلدية، وفي ضوء ما تقدمه الاستطلاعات من تفوقها الممكن في الانتخابات التشريعية المقبلة.

بدوره قال الوزير  السابق، حمودة بن سلامة، يجب أن نوظف طاقاتنا و امكانياتنا بشكل أفضل و أحسن لكي نكون بوضع أفضل و أحسن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *