بعد 4 أشهر من هجوم حفتر.. 7 محاور مشتعلة حول طرابلس

بعد أربعة أشهر من القتال، لم تتمكن قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، من الدخول إلى وسط العاصمة طرابلس، كما توعدت أكثر من مرة.

في حين استطاعت قوات الوفاق السيطرة على محاور القتال الممتدة من بلدات منطقة ورشفانة (جنوب شرق طرابلس) حتى مدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس)، مركز غرفة عمليات قوات حفتر، في 26 جوان الماضي، بعدما أوقفت زحف قوات حفتر، في مدينة الزاوية (45 كلم غرب طرابلس)، عند تقدمها من الجناح الغربي على الطريق الساحلي.

وتهاجم قوات حفتر، العاصمة الليبية، من 5 محاور رئيسية، بينما تحاول قوات الوفاق صد هذه الهجمات، وفتحت محورين بعيدين خلف القوات المهاجمة لقطع خطوط إمدادها.

ومازالت قوات حفتر في مدينتي صبراتة (70 كلم غرب طرابلس) و صرمان (60 كلم غرب طرابلس) غير مشتركة في القتال منذ هزيمة الزاوية، كما أنها تتمركز أيضا غربي منطقة ورشفانة، وجنوب غريان، ببلدة الأصابعة، مما يجعل إمكانية فتح محاور جديدة في هذه المناطق أمرا غير مستبعد، بعد خسارة قوات حفتر تمركزاتها السابقة في المنطقتين.

كما أنه من غير المستبعد أن تفتح قوات حفتر بمدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس) جبهة “القره بوللي” (45 كلم شرق طرابلس)، لقطع الطريق بين طرابلس ومصراتة (200 كلم)، رغم إخفاقها مؤخرا.

والمحاور المشتعلة حاليا تتمثل في:

1- محور مطار طرابلس (القديم):

يعتبر نقطة ارتكاز قوات حفتر، خاصة قوات اللواء 73 مشاة، ومنه تتفرع عدة محاور صغيرة، على غرار محور طريق المطار، الذي حاولت قوات حفتر التقدم عبره عدة مرات نحو وسط العاصمة، لكنها أخفقت في تثبيت سيطرتها على معسكر النقلية، أحد أكبر المعسكرات جنوبي العاصمة.

كما زعمت قوات حفتر أنها سيطرت على حيي الأكواخ البرية والخلاطات (شمال المطار)، لكن هذين الحيين يقعان في منطقة اشتباك، وتجري فيهما عمليات كر وفر.

من جهتها، حاولت قوات الوفاق، السيطرة على مطار طرابلس القديم (خرج من الخدمة 2014)، نظرا لأهميته الاستراتيجية، حيث يقع على تلة مرتفعة، والسيطرة عليه تسهل استعادة منطقة قصر بن غشير، جنوبي طرابلس، كما تسعى قوات الوفاق لحرمان طيران حفتر من استخدامه في قصف العاصمة.

وشنت قوات الوفاق هجمات على قوات حفتر من عدة محاور صغيرة، تتمثل في الطويشة والرملة والسواني (غرب)، وطريق المطار والكازيرما (شمال)، ورغم تمكنها عدة مرات من السيطرة على أجزاء واسعة منه، إلا أنها تجد صعوبة في تثبيت سيطرتها عليه، بسبب الكثافة النارية لقوات حفتر.

2- محور خلة الفرجان- صلاح الدين:

ويعتبر من المحاور الرئيسية، وتوجد على طوله عدة معسكرات، أكبرها وأهمها معسكر اليرموك، بحي خلة الفرجان، الذي شهد أشرس المعارك، وعلى أسواره تكسرت هجمات قوات حفتر نحو قلب العاصمة.

وتمكنت قوات الوفاق من تثبيت سيطرتها عليه في غالب الأحيان، رغم تمكن قوات حفتر من دخوله عدة مرات لفترات قصيرة.

وفشلت مؤخرا قوات حفتر في تثبيت سيطرتها على معسكر اليرموك، الذي استعادته قوات الوفاق خلال ساعات.

3- محور عين زارة:

من المحاور الرئيسية القريبة من وسط العاصمة، وتتقاسم قوات حفتر والوفاق السيطرة على منطقة عين زارة، ذات كثافة سكانية عالية نسبيا، كما أن مساحتها واسعة مقارنة بالمحورين السابقين، مما يسهل عمليات المناورة والتسلل نظرا لكثرة طرقها الفرعية.

وأغلبية قوات حفتر، في هذا المحور، قادمة من مدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس)، وبالذات من اللواء التاسع (الكانيات).

وتقع عين زارة، في منطقة تتوسط محوري خلة الفرجان- صلاح الدين (غرب) ووادي الربيع (شرق)، وجنوبا تقع منطقة قصر بن غشير، أما شمالا فيقابلها وسط العاصمة.

4- محور وادي الربيع:

من المحاور الأساسية جنوبي طرابلس، وتسعى قوات حفتر من خلاله لاقتحام العاصمة من الجهة الشرقية، عبر حي سوق الجمعة، الذي يوجد به مطار معيتيقة الدولي.

وتجري في هذا المحور اشتباكات عنيفة ومعارك كر وفر، لكنها غير حاسمة لأي طرف.

وتتمركز في هذا المحور “كتيبة رحبة الدروع” الموالية لحكومة الوفاق، أما بالنسبة لقوات حفتر فتتمركز وحدات من “اللواء التاسع” ترهونة.

5- محور الزطارنة:

فتحت قوات الوفاق محور الزطارنة بهدف تهديد مدينة ترهونة، التي ينحدر منها اللواء التاسع، أحد أقوى أذرع حفتر العسكرية بالمنطقة الغربية، ومن أجل دفع الأخير إلى الانسحاب من محاور القتال جنوبي طرابلس والتحصن بمعاقله في ترهونة.

في حين تسعى قوات حفتر للسيطرة على الزطارنة (تابعة لمنطقة تاجوراء الضاحية الشرقية لطرابلس) والتقدم شمالا لقطع الطريق بين طرابلس ومدينة القره بولي، مما يعزل العاصمة عن مدينة مصراتة، والتي تعتبر أكبر داعم عسكري لحكومة الوفاق، المعترف بها دوليا.

وزعمت قوات حفتر مؤخرا سيطرتها على منطقة الزطارنة، وهو ما نفته قوات الوفاق، وتسللت عناصر من اللواء التاسع ترهونة إلى جسر القره بوللي، لقطع الطريق الاستراتيجي بين مصراتة وطرابلس، ولكن قوات الوفاق تمكنت من القضاء على هذه الثغرة خلال ساعات فقط، وأعادت تأمين الطريق الساحلي شرق العاصمة.

6- محور السبيعة:

تبعد بلدة السبيعة نحو 40 كلم عن وسط طرابلس، وتقع على طريق الإمداد بين ترهونة ومحاور القتال جنوبي العاصمة، ولا تبعد عن المطار القديم سوى 15 كلم.

وفي إطار تكتيكها باستهداف خطوط الإمداد والقواعد الخلفية لقوات حفتر لعزل كتائبها المتقدمة شمالا، شنت قوات الوفاق عدة مرات هجمات على السبيعة، وسيطرت عليها بالكامل في فترة سابقة، وعلى المستشفى الميداني لقوات حفتر.

ورغم استعادة قوات حفتر لها، إلا أن خطوط الإمداد مازالت حاليا تحت مرمى نيران قوات الوفاق، مما يصعب وصول الإمدادات إلى القوات المهاجمة في الجبهات الأمامية.

7- المحور الجنوبي (الشويرف)

وشكلت قوات الوفاق في مصراتة، قوة متحركة باسم “المحور الجنوبي”، استهدفت خطوط الإمداد البعيدة عن ساحات القتال، وبالذات في منطقة الشويرف الصحراوية، ذات الأهمية الاستراتيجية بالنظر لوجود صمامات النهر الصناعي بها، والتي منها يتم تزويد العاصمة بالمياه.

وبسطت قوات الوفاق سيطرتها الأمنية على مساحة تمتد من مشارف الشويرف غربا وصولا إلى وادي بي جنوب شرق مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، لقطع الطريق عن قوات الوفاق، وتطهير المنطقة من قوات تنظيم “داعش” الإرهابي.

ولم تخض قوات الوفاق معارك تستحق الذكر بهذا المحور، لكنها أوقفت العديد من عناصر حفتر المنسحبين من ميادين القتال، كما حجزت أسلحة وذخائر ووقود، كان متوجها من قاعدة الجفرة الجوية (600 كلم جنوب شرق طرابلس) إلى جنوبي طرابلس.

الأناظول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *