بعد تصريحات وزير خارجية أمريكا في لبنان : هل تتجه المنطقة نحو حرب حاسمة ؟ .. بقلم بحري العرفاوي

زيارة وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو إلى لبنان وإعلانه في ندوة صحفية مع وزير خارجية لبنان جبران باسيل، هجوما عن حزب الله ووصمه بالإرهاب و بتحقيق أجندا إيرانية في المنطقة و ادعاء أن دخوله للحكومة إنما هو بغاية تحصيل الدعم المادي من خزينة الدولة للحزب مدعيا أن حزب الله بجناحه العسكري يمثل عبئا على الحكومة و قال إنه هو من يملك قرار السلم و الحرب، بل و وجد من “الجرأة” و قلة الذوق البروتوكولي ما جعله يحرض اللبنانيين ضد الحزب بقوله: “على اللبنانيين أن يختاروا بين منهج “الإباء” وبين الخضوع لحزب الله و إيران، و هو تحريض على الفتنة و على الاقتتال الداخلي و قد فهم بعض المراقبين بأن في قوله هذا تهديدا خفيا بكون الولايات المتحدة الأمريكية و حليفتها إسرائيل قد يُقدمان على عمل ما ضد حزب الله.

وزير خارجية لبنان كانت كلمته واضحة بخصوص حزب الله إذ قال أنه حزب وطني وليس إرهابيا وأنه جاء للحكومة بالانتخابات وأنه مدعوم بقاعدة شعبية كبيرة وأكد حرص اللبنانيين على الوحدة الوطنية وقال أن وصم حزب الله بالإرهابي يخص من وصموه بذاك الوصم ولا يعني اللبنانيين.

حين نجمع تصريحات وزير خارجية أمريكا مع تصريح ترامب بخصوص هضبة الجولان المحتلة ومطالبته الدول الاعتراف بكونها إسرائيلية، نفهم بأن الأمريكان والإسرائيليين يريدون الدفع نحو حرب جديدة في المنطقة.

يعرف الأمريكان والإسرائيليون بأن تلك الحرب لن تكون سهلة وقد تابعوا التحركات الماراتونية لأطراف محور المقاومة خاصة زيارة بشار الأسد السريعة إلى طهران ولقاؤه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية ثم لقاؤه الرئيس الإيراني حسن الروحاني بحضور قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي رافقه في عودته إلى دمشق.

بعد تلك الزيارة كان اجتماع قادة أركان كل من العراق وسوريا وإيران بما يؤكد أن الاستعداد لحرب قريبة هو في أعلى درجاته، حرب قد تكون هجومية هذه المرة وليست دفاعية، سبق أن تحدث المرشد الأعلى للثورة عن مرحلة هجومية.

تصريحات ترامب ووزير خارجيته بخصوص حزب الله وإيران هل هي تصريحات الواثق من نفسه أم إنها تصريحات الخائف يُكثر من الصراخ لتجميع الآخرين حوله حتى يشعر بالأمان ؟

بعد فشل قمة وارسو وفشل كل الجولات التحريضية في المنطقة ضد محور المقاومة وبعد فشل ناتنياهو في انتزاع وعود من بوتين بدعم علني ضد إيران وسوريا وحزب الله بات الكيان الاسرائيلي في حالة ارتعاب وهو يرى محور المقاومة يحاصره من غزة الى لبنان الى سوريا وبدعم من دولة إيران المقتدرة وذات القرار السيادي والموقف السياسي الشجاع.

الصواريخ الأربعة التي فاجأت العدو وهي تقصف تل أبيب لم يتبنها فصيل فلسطيني مقاوم مثل حماس أو الجبهة أو الجهاد وهو ما أدخل استعلامات العدو في حيرة حتى ظهر البيان رقم واحد ل”حركة المقاومة العربية لتحرير فلسطين” وهي “حركة” تظهر لأول مرة كمعطى جديد في ساحة المعركة وهو ما سيزيد في ارتعاب العدو بالنظر إلى دقة تلك الصواريخ وغياب معلومات عن هذه الحركة المقاومة الجديد التي يبدو أنها ولدت كبيرة مقتدرة وفعالة.

“حركة المقاومة العربية” يبدو أنها حركة منبثقة عن “غرفة العمليات المشتركة” التي تجمع مختلف فصائل المقاومة بالإضافة إلى قوى سورية وفيلق القدس والحشد الشعبي والمرجح أيضا أن  عملية سلفيت البطولية التي نفذها الشاب عمر يوسف أبو ليلى إنما هي من ترتيب “حركة المقاومة العربية”.

الحرب القادمة سواء سعى إليها الأمريكان والإسرائيليون أو سعى إليها محور المقاومة ستكون حربا محددة لمصير المنطقة وستعيد رسم الخارطة بناء على نتائج الحرب.

المجهود العربي الذي طفا على السطح منذ مدة لاستعادة سوريا إلى الجامعة العربية بهدف إبعادها عن إيران وحزب الله والعراق يبدو أنها باءت بالفشل وها إن بشار الأسد يظهر في طهران يحتضنه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية ولم يظهر ـ بعد زيارة عمر البشير له ـ  مع ملك من ملوك العرب ولا مع أحد زعماء الأحزاب والحركات العربية من صناع القرار.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *