بعد تدوينة نوفل سعيّد : ماهي الرسائل التي أراد تمريرها؟ وماهي أهم ردود الفعل حولها؟

 مغرب نيوز-تونس

 

في تدوينة مطولة باللغة الانقليزية يعود اليوم بعد غياب عدة أشهر عن الساحة السياسية وعن أضواء الإعلام، نوفل سعيد شقيق رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي كان من أبرز الشخصيات المحيطة بالرئيس التي أثارت الجدل ليجدد من خلال تلك التدوينة  دعمه اللامشروط لأخيه خاصة بعد تسريبات مديرة الديوان الرئاسي السابقة نادية عكاشة .

 

اتهامات جزاف للنخبة السياسية

 

ووجه نوفل سعيد الاتهامات في أكثر من مرة من خلال تدوينته نحو النخبة السياسية بجميع مكوناتها والتي وصفها في أكثر من مناسبة بالفاشلة محملا إياها المسؤولية عن الوضع المقلق الذي تعيشه البلاد اليوم وقال إنها لا يمكن أن تكون جهة فاعلة وموثوقة وقادرة على تحقيق مستقبل أفضل للبلاد.

و تابع أن النخبة السياسية التي حكمت طوال العقد الماضي أصبحت مرفوضة من قبل الغالبية العظمى من التونسيين الذين يتوقون إلى تغيير حقيقي مضيفا أن الفجوة التي أوجدتها هذه النخبة لعقد من الزمن لا يمكن ردمها سريعا . 

وذهب نوفل سعيد إلى أبعد من ذلك حيث اتهم السياسييين بزعزعة استقرار البلاد عبر التسبب في نقص الغذاء ، والتلاعب بأسعار السلع الأساسية ، والوقوف وراء التسريبات التي تمس من سمعة الرئيس وأفراد أسرته بهدف تقويض مصداقية الرئيس مع الشعب مشددا على أن كل تلك المحاولات أثبتت في نهاية المطاف أنها تأتي بنتائج عكسية .

 

مسار 25 جويلية والتمسك بإجراء الاستفتاء

 

تحدث نوفل سعيد عن مسار 25 جويلية مشددا على أن الرئيس لايزال يتمتع بقدر واسع من الثقة لدى فئة كبيرة من الشعب وهو ما يظهر شهريًا من خلال سبر الآراء، مضيفا أن قيس سعيد تمكن من امتصاص استياء الشعب والتخفيف من تأثير الأزمة الاجتماعية والسياسية التي تمر بها البلاد.

وقال إنه يجب عليه قيادة البلاد وقيادة العملية الانتقالية وإصلاح المؤسسات المتدهورة مشددا على حفاظه على الحقوق والحريات على الرغم من حملات التشهير التي يقوم بها خصومه السياسيون الذين يستخدمون جميع الوسائل لتضخيم بعض انتهاكات الأمن (للدعاية الخارجية) .

كما أشار إلى أنه من الضروري إنشاء مؤسسات تمثيلية حقيقية وتحويل العبء الثقيل الملقى على كاهل الرئيس الآن إلى مؤسسات ديمقراطية حقيقية. وأوضح أن الإجراءات الاستثنائية ليست دائمة وستنتهي بمجرد انطلاق العملية الانتخابية في 17 ديسمبر المقبل وإنشاء برلمان جديد منتخب ديمقراطياً .

 

رسائل وتحذير للخصوم السياسيين

 

اعتبر نوفل سعيد أن أي موقف معاد لمسار 25 جويلية سوف يضر بمصالح البلاد والمنطقة ودعا خصوم أخيه السياسيين إلى تجنب أي نوع من التصعيد في الأيام القادمة مع اقتراب 25 جويلية 2022 موعد الاستفتاء مشيرا إلى أنه ستكون هنالك محاولات لإجهاضه بأي ثمن خوفًا من أن يكون بالنسبة للكثيرين نقطة اللاعودة.

وقال إنه من الأفضل لكثير من خصوم سعيد تسوية خلافاتهم مع الشعب التونسي من المجادلة مع الرئيس ، والأفضل لهم أن يرتبوا بيوتهم ويخوضوا فترة طويلة من مراجعة أسلوب عملهم ، وقبل كل شيء. ، الشروع في عملية النقد الذاتي ، وبالنسبة لأولئك الذين تسببوا بشكل مباشر أو غير مباشر في إلحاق الأذى بالشعب التونسي ، فإنهم مطالبون بالاعتذار منه.

وأضاف أن الحفاظ على خطاب معادٍ لسعيد في هذه الأوقات الصعبة، سيؤدي بالتأكيد إلى تكثيف المواجهة مع شرائح كبيرة من الشعب التونسي ويهدد استقرار وأمن البلاد ، وعلى نطاق أوسع، المنطقة محذرا من أن تفتح الأبواب على مصراعيها ، أمام جحافل الإرهابيين والمهاجرين غير الشرعيين الذين سيتحطمون على شواطئ البحر الأبيض المتوسط. 

 

ردود فعل أغلبها متهكّمة 

 

تقنيا شهدت تدوينة نوفل سعيد ردود فعل متهكمة حول استنجاده ب”google translate” لترجمة تدوينته من العربية إلى الانقليزية

وهو ما فضحته بعض الأخطاء اللغوية البديهية حيث اعتبرها البعض الأمر استعراض عضلات منه لكتابة تدوينة بعد غياب طويل بلغة انقليزية أقل ما يقال عنها انقليزية للمبتدئين.

واعتبر الكاتب والناشط “الصغير شامخ” أن “الأخطاء الكارثية في نص باللغة الانجليزية نشره صاحب منصب “شقيق الرئيس” نوفل سعيد.. تؤكّد أنه لم يكتب بتلك اللغة عن قناعة وإنما لأنّ النص موجه بالأساس للخارج”..

وقال إن النص برغم انجليزيته الرديئة تضمّن “كالعادة” تشويها وشيطنة لكل من ينتقد أو يعارض إجراءات سعيّد الاعتباطية.. بل أضاف على ذلك أنهم لا يمثّلون تهديدا داخليا فحسب بل وتهديدات للخارج!! (يعني مثلا: بوعجيلة يمثّل تهديد ثقافي للحضارة الغربية وشيماء عيسى تمثل تهديدا استيتيقيا للنسوية البيضاء ولمين البوعزيزي بطبيعتو ديكولونيالي وجوهر بن مبارك من النوع السلفي الذي يريد اعادة فتح الأندلس ونجيب الشابي يمثل تهديدا استراتيجيا لمخططات سايكس بيكو..!!)

 بقطع النظر عن الانجليزية الركيكة لصاحب منصب “شقيق الرئيس” فإنّ ما تضمنه النص هو عين الاستقواء بالأجنبي والاستعداد للارتماء في أحضانه مقابل سماحه بالدوس على رقاب الشعب.. وهو بالضبط ما يتهمون به المعارضة!!!

من جهته اعتبر المدون “طارق عمراني” أن تدوينة نوفل سعيد “التي كتبها باللغة الانقليزية بعد ان صام أشهرا طويلة على الكتابة تأتي في سياق الرد على تصريحات نجيب الشابي الاخيرة والتي اتهم من خلالها رئيس الدولة بالتحضير لحل الاحزاب وايقاف شخصيات سياسية”.

وأضاف: “نوفل سعيد…أراد أن يمرر رسالة للخارج بأن هذه الادعاءات يراد منها ضرب صورة الرئيس دوليا واخراجه في صورة الديكتاتور الذي ينحرف بالبلاد نحو أتون السلطوية والاستبداد وهذا مخالف للواقع حسب تعبير نوفل سعيد
كما أنه لا يمكن أن نتجاهل التزامن بين فشل المسيرة الداعمة لمسار 25 جويلية وتدوينة شقيق الرئيس الذي أكد أن كل الاستطلاعات تؤكد شعبية الرئيس والدليل أنه تمكن من احتواء الغضب الشعبي الناتج عن فقدان السلع الاساسية وغلاء الاسعار التي تقف وراءها الدولة العميقة حسب ما ورد في التدوينة ….”
وتابع : “أما بيت قصيد التدوينة فكانت خاتمتها التي دعا فيها الى اعطاء الفرصة كاملة للرئيس حتى ينهي خارطة الطريق التي أعلن عنها ثم الحكم على مدى التزامه بتعهداته….فمحاولة اجهاض هذا المسار يمكن ان ينتهي بالفوضى التي ستجعل من تونس بؤرة حمراء لتصدير الارهابيين وقوارب الموت نحو شواطئ أوروبا”.

واعتبر القيادي في حركة النهضة سامي الطريقي أن اشارة نوفل سعيد إلى أن معارضة الرئيس في المرحلة الحالية قد يضرب الاستقرار ويهدد السلم في المنطقة ويشجع الارهابيين و الهجرة غير الشرعية إلى الضفة المقابلة من البحر الأبيض المتوسط توحي إلى استنتاجات رئيس البرلمان حين ذكر ان الانقلاب قد يهدد السلم الاجتماعي ويشجع الهجرة الغير الشرعية بناء على ان من نتائج ضرب الاستقرار و تازيم المشهد السياسي لا يؤدي الا لازمة اجتماعية خانقة قد تحبط الشباب اكثر فنشهد موجات هجرة غير شرعية .

وأضاف أن الحملة التي قادتها ” النخبة الجديدة ” على رئيس البرلمان كاتهامه بتحريض الخارج والاستقواء بالأجنبي

وبمعايير تلك النخبة الجديدة فان تدوينة الأخ نوفل هي تحريض للخارج على ” النخبة القديمة ” واستقواء بالأجنبي لغض الطرف على عورات المنظومة الحالية ضمانا للاستقرار.

وتابع :  أعتبر أن موقف نوفل سعيد اعتراف بأن الاستقرار صار مهددا وأننا أمام أزمة سياسية خانقة وأن الوضع ما بعد 25 دفع بنا الى مجهول يجتهد الأخ نوفل الى التقليل من آثاره بدعوة المعارضة إلى” عدم المعارضة” ( أفضل من دعوتها الى الحوار )”.

وهناك من اعتبر التدوينة تقريرا موجها للقوى الخارجية، فيه عديد المغالطات،إذا استطاع من خلالها استبلاه الشعب التونسي فإنه لن ينطلي على الخارج ، لانهم يمتلكون كل وسائل التحليل و المتابعة على أسس علمية لا شعبوية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *