المحلل السياسي عبد الله العبيدي : مستقبل الإسلام السياسي تحدده التفاعلات الاجتماعية في البلدان العربية.. وليس زيارة ترامب

اقال المحلل السياسي والديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي ، أنه لا يمكن حصر تراجع الإسلام السياسي في المنطقة العربية بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة للعاصمة السعودية الرياض اين عقد 3 قمم إقليمية.

وأشار العبيدي أن ترامب منبوذ حتى في بلاده وأن الاستراتيجية السياسية الأمريكية الخارجية لا يمكن أن تتغير بين ليلة وضحاها.

وقال العبيدي أن ترامب ابرم في 24 ساعة فقط 3 لقاءات تمكن خلالها من ابرام صفقة سلاح كبيرة، مضيفا أن ترامب مثلما يقول عديد المراقبين “رجل اعمال لا يعرف الا لغة الأرقام”.

وأضاف أن هذا يعتبر مؤشرا على هشاشة بلدان المنطقة بمختلف مكوناتها، مؤكدا في هذا السياق أن الجامعة العربية لم يعد لها وجود يذكر.

واكد العبيدي انه من مستوى الهشاشة التي تعاني منها البلدان العربية فإنه أصبح ما يغير الأوضاع فيها الا عنصر خارجي.

وأشار العبيدي أن القمم التي قام بها ترامب تعتبر إعادة انتاج لمعاهدة بغداد سنة 1955 والذي كان يخضع بلدان المنطقة لقوى اجنبية وذلك لمواجهة المد السوفياتي في ذلك الوقت.

وأشار العبيدي أن أمريكا لها مبدأ في السياسة الخارجية ان حلفاءها لا تسمح لهم بالتحالف فيما بينهم، وهو ما يمكن فهمه من طريقة التعامل الأمريكية في المنطقة والكيفية التي أصبحت تحكم علاقة البلدان الخليجية.

وأضاف العبيدي أن 5 او 6 بلدان مجهرية في الخليج أصبح كل منها يبحث عن القيادة في المنطقة. وأكد العبيدي أن المحور الأساسي​للحلف المعلن كان محاربة الإرهاب المتكون من داعش والقاعدة وهم في الأصل سنة وفي نفس الوقت محاربة الشيعة وكل التنظيمات التي تدعمها إيران في المنطقة.

وأشار أن هذا يشير الى مدى هشاشة الوضع العربي بمختلف مكوناته، وأن كل مرة هناك حلف يتكون على حساب اطرف عربية أخرى.

واستنتج العبيدي أن هناك شرذمة متواصلة ومعمقة للمجموعة العربية في المنطقة.

وأشار أن البلدان العربية أضحت تبحث عن قوة خارج الدائرة العربية، مشيرا ان السعوديين والخليجيين يعتقدون ان المال تشتري النفوذ والقيادة في المنطقة وهو ما ثبت عدم صحته.

وأشار إلى أنه لا توجد للقادة العرب عقلانية سياسة، بل هناك انفعالية أدت الى عدة حروب في اليمن في العراق وغيرها من البلدان.

وحول مستقبل الاسلام السياسي في المنطقة، قال العبيدي أنه لا يعتقد ان تقلص دوره يأتي من الخارج، مشيرا أنه أصبح لهم وزن ذاتي وسياسي في بلدان المنطقة.

وأضاف​العبيدي أن السؤال اليوم يبقى كيف سيتطور المجتمع وهل سيفرض بعدا آخر في علاقة بالإسلام السياسي وهو ما يمكن ان تجيب عليه الأيام.

مضيفا أن التفاعل داخل المجتمعات هي التي يمكن أن تحدد مصير حركات الإسلام السياسي في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *