تونس مغرب نيوز – منية العيَادي
تستضيف العاصمة الموريتانية نواكشوط القمة العادية السابعة والعشرين لجامعة الدول العربية،اليوم الاثنين 25 جويلية 2016، وهي القمة الأولى التي تستضيفها موريتانيا منذ تأسيس الجامعة عام 1945. و لم يحضر القمَة إلاَ 7َ رؤساء فقط فيما يشارك فيها 6 من رؤساء الحكومات ونواب الرؤساء، وتمثل باقي الدول العربية بوزراء خارجيتها.
وفيما يغيب الباجي قائد السَبسي تحضر تونس بتاريخها من مطار “أم التونسي” الدولي المستقبل للوفود مرورا بشارع الزعيم الحبيب بورقيبة و خيمة العرب بالعاصمة المورياتينة نواكشوط لاستقبال القادة العرب في القمة وسط قلق موريتاني من تغيُّب بعض الزعماء العرب وعلى رأسهم السَبسي والعاهل السعودي الَّذيْن كانت موريتانا تُعوِّل على حضورهما للرفع من مستوى التمثيل ولإنجاح القمَة إضافة إلى تغيَب الرئيس المصري الذي قالت مصادر صحفيَة مصريَة إنَ سبب اعتذاره عن عدم حضور القمة العربية يعود إلى الكشف عن محاولة لاغتياله أثناء تواجده هناك.
تعزيز الأمن والسلم العربيين من أهمَ بنود القمَة
و من المنتظر أن تنظر القمَة في القضايا المصيريَة للأمة العربية، والأوضاع في فلسطين وسوريا واليمن وليبيا والعراق، بالإضافة إلى برنامج الطاقة العربية البديلة 2010-2030 وأهداف التنمية المستدامة 2015-2030 والتعاون العربي-الإفريقي.
و أكد البيان الختامي لاجتماع القادة العرب التزامَ القادةِ بانتهاج السبل العمليَة، من أجل التصدَي للتهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي.
وجاء في البيان أن القمة تؤكد على تطوير آليات مكافحة الإرهاب، و تعزيز الأمن والسلم العربيين من خلال نشر قيم السلام والوسطية والحوار، ودرء ثقافة التطرف إضافة إلى ضرورة مواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة.
كما شدد القادة العرب على مركزية القضيَة الفلسطينية، ورحبوا بالمبادرة الفرنسية، الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يمهد له بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية.
وفي الشأن الليبي، دعا القادة العرب الأطراف المتنازعة إلى السَعي لاستكمال بناء الدولة والتصدي للجماعات الإرهابية.
البيان أشار أيضا إلى دعم العراق ومساندته في مواجهة الإرهاب.كما أكد على دعم جهود الإغاثة الإنسانية وتقديم مساعدات عاجلة للمتضررين من الحروب والنزاعات
و في المجال النووي، يجدد القادة العرب الدعوة إلى إلزام إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي، وإخضاع منشآتها للرقابة الدولية.
و قال وزير الخارجية الموريتاني إسكلو ولد أحمد إنَ انعقاد القمة العربية يهدف إلى إنشاء مرحلة جديدة من المصالحة والعلاقات المشتركة الحالية في ظل الظروف الإقليمية الراهنة وهي تأتي في ظلَ أوضاع خاصة تمرَ بها المنطقة العربية، لافتا إلى أن القمة العربية تمثل انطلاقة لعمل عربي قائم مراده التصدي للأزمات وفي مقدمتها العنف وانتشار السلاح وانهيار المؤسسات.
وفي رسالة بعث بها إلى زعماء الدول العربية بمناسبة انطلاق أعمال القمة العربية أكَد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد موسكو للتعاون مع جامعة الدول العربية في تعزيز الأمن الإقليمي ومحاربة الإرهاب، وذلك على خلفية تصعيد الوضع في المنطقة بقدر كبير و دعا الدول العربية إلى محاربة الإرهاب بموازاة تضافر الجهود لتسوية الأزمات في سوريا والعراق وليبيا واليمن والنقاط الساخنة الأخرى.
استضافة للقمَة بعد اعتذار المغرب سابقا
تجدر الإشارة إلى أن جامعة الدول العربية أعلنت في فيفري الماضي، نقل اجتماعات القمة إلى موريتانيا، بعد اعتذار المغرب عن عدم استضافة الاجتماعات التي كانت مقررة في أفريل الماضي.
اعتذار المغرب برَره بأنَ ” العالم العربي يواجه تحدَيات حقيقية، ولا يمكن عقد قمَة الغاية منها عقد القمَة فقط، وأن تصبح القمَة مجرد مناسبة للاجتماع”.
وبحسب بيان الخارجية المغربية حينها فإن الأوضاع في العراق واليمن وسوريا وفلسطين تزداد تعقيدا بسبب كثرة المناورات والأجندات الإقليمية والدولية وتواصل الاستيطان الإسرائيلي، فلا يمكن عقد اجتماع جديد لقادة الدول العربية، والاكتفاء مرة أخرى بالتشخيص المرير لواقع الانقسامات والخلافات دون تقديم إجابات جماعية حازمة لمواجهة هذا الوضع.