الغموض يسود المشهد السياسي : الشاهد والسبسي والمرزوقي وسعاد عبد الرحيم في سباق انتخابات 2019؟

الخميري والشهودي : ” الغنوشي يمتلك كل امكانيات الترشح “

مغرب نيوز عزيزة بن عمر

فيما لم تتحدد بعد معالم ثاني انتخابات رئاسية تشهدها تونس بعد الثورة، والمزمع إجراؤها في نوفمبر 2019، بدأت أصوات مرشحين محتملين ترتفع عبر المنابر الإعلامية، تلميحا أو تصريحا، لتعلن عن نيتها خوض هذا السباق الانتخابي باكرا.

و يرى مراقبون للمشهد السياسي أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستحمل مفاجآت على خلاف سابقتها، التي اصطبغ أغلب مرشحيها بألوان أحزابهم وبنفس ذكوري، لتفسح المجال للنساء وللمرشحين المستقلين، بعد تحقيقهم فوزا ساحقا في الانتخابات البلدية التي شهدتها البلاد، في 6 ماي 2018.

و كان رئيس الحكومة السابق، والقيادي السابق بحركة النهضة، حمادي الجبالي، أول من بادر بإعلان نيته الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، ضمن ما أسماه “مبادرة سياسية وطنية”.

و قال الجبالي، في حوار صحفي في 20 جوان 2018، “إنّ “الواجب الوطني يقتضي أن أتقدم أنا و غيري للانتخابات الرئاسية سنة 2019 لإنقاذ البلاد”.

بدورها، أعلنت الدكتورة ليلى الهمامي، المقيمة في بريطانيا، عن ترشحها كمستقلة لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، كأول امرأة تونسية تتقدم لهذا المنصب، بعد أن تم رفض ترشحها في 2014، مشددة في تدوينات لها على أنها لن تنظم لأي حزب سياسي.

و فيما لم تعلن حركة النهضة، بشكل رسمي، عن تقديم مرشح للانتخابات الرئاسية، والتي غابت عنها سابقا، وذهبت أصوات أنصارها للمرشح المنصف المرزوقي، غير أنها لم تخف عزمها التقدم بمرشح للرئاسة في 2019.

و في هذا الصدد، أكد القيادي وعضو شورى الحركة زبير الشهودي، في حديثه للقدس العربي، أن “النهضة تدرس بجدية ترشيح أسماء بعينها لخوض هذا السباق الانتخابي، وحريصة على عدم ترك فراغ شبيه بما حصل في رئاسية 2014 ، وفي الانتخابات التشريعية الجزئية بألمانيا”.

و فيما شدد الشهودي على أن شورى الحركة لم يتدارس بعد في اجتماعاته هذه المسألة، إلا أنه لم يستبعد ترشيح شخصيات تحظى بقبول بين قيادات و أنصار الحركة، على غرار الاستاذ راشد الغنوشي، والقيادي السابق حمادي الجبالي، وعبد الفتاح مورو، وشيخة مدينة تونس سعاد عبد الرحيم.

و سبق للناطق الرسمي للحركة، عماد الخميري، أن أعلن في حوار إذاعي في 27جوان 2018، أن رئيس الحركة راشد الغنوشي معني بالترشح للانتخابات الرئاسية في 2019.

و شدد الخميري في الحوار ذاته أن “رئيس الحركة راشد الغنوشي يمتلك كلّ الإمكانيات ليكون رئيسا للجمهورية”.

على الجانب الآخر، يبقى الغموض وحرب التكهنات تسيطران على حزب نداء تونس، الذي يشهد عدة تغييرات مفصلية بعد إعلان الحزب اندماجه رسميا مع الاتحاد الوطني الحر، في وقت لم يحدد فيه مؤسسه الباجي قائد السبسي موقفه من تجديد ترشحه لولاية جديدة في 2019 من عدمه.

و في السياق ذاته، سبق للرئيس السابق، المنصف المرزوقي، أن أكد في تصريحات إعلامية أنه لم يحدد بعد نيته خوض السباق الانتخابي القادم، وهو الذي لا تزال حظوظه وفيرة، بحسب آخر استطلاعات للرأي.

وكان آخر استطلاع للرأي أجري في 28 سبتمبر 2018، حول الشخصيات السياسية الأكثر قدرة على قيادة البلاد في الوقت الحاضر، أظهر تراجعا للرئيس السبسي محتلا المرتبة الثالثة، ليقفز المرزوقي للمرتبة الثانية، فيما تصدر رئيس الحكومة يوسف الشاهد نوايا التصويت.

و يرى المحلل السياسي مدير مركز جينيف للسياسة العربية، سامي جلولي أن الغموض لا يزال يسيطر على المشهد الانتخابي”، مرجعا ذلك لما أسماه “التذبذب الحاصل نتيجة غياب للرؤية و الاستراتيجية الواضحة للأحزاب”.

و لم يستبعد أن تعتمد الأحزاب على تدوير الوجوه ذاتها التي سبق أن رشحتها، لافتا إلى أن المرشحين المستقلين سيحققون المفاجأة في الانتخابات الرئاسية القادمة، على غرار ما حصل في نتائج الانتخابات البلدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *