الشعب التونسي – الجزائري .. في خطر .. بقلم كمال بن يونس

المطالبة بوحدة مصير” الشعب التونسي الجزائري” واعتباره بلدا واحدا لم تبدأ بالغارة الفرنسية على الوطنيين الجزائريين والتونسيين في ساقية سيدي يوسف يوم 8 فيفري 1958، بل صدرت منذ 1918 عن المناضل الوطني محمد باش حانبه ( 1981-1920) ، شقيق زعيم “حركة الشباب التونسي” مطلع القرن الماضي المناضل علي باش حانبه ..علما أن أغلب زعماء الحركة الوطنية في تونس في القرن الماضي، وبينهم العلامة عبد العزيزالثعالبي، كانوا من أصول جزائرية ..كما كانت الاراضي التونسي وجامعاتها ومعاهدها قبلة أغلب الوطنيين الجزائرييين وبينهم الرئيس الاسبق هواري بومدين خريج جامعة الزيتونة..

وقد تبنى الوطنيون الجزائريون والتونسيون هذا الشعار منذ ذلك التاريخ ..
كما بادرت وزارتا الدفاع في تونس والجزائر قبل أعوام بإصدار كتاب عنوانه هذا الشعار، ساهم في تأثيثه جامعيون ومؤرخون وسياسيون من البلدين .

+ واذ اقترن احياء أحداث الساقية قبل أيام بإعطاء اشارة انطلاق مشروع مشترك حدودي جديد يشمل  قطاع الطاقة ، فإن حجم التحديات الجديدة التي تواجه تونس والشقيقة الجزائر ينبغي أن تشجع صناع القرار في  البلدين على تطوير مستوى الشراكة والمشاورات فورا..وفي كل المجالات..

+ مصادر مسؤولة في عواصم عالمية تؤكد أن البلدان المغاربية ودول الساحل والصحراء المغاربية عامة والجزائر وتونس خاصة أصبحت مهددة بمخاطر كثيرة ، من بينها توريطها في اضطرابات أمنية سياسية واجتماعية كبيرة تزيد في إضعاف سلطاتها المركزية وفي معاناة مواطنيها.

و من واجب تونس وكل دول المنطقة دعم صناع القرار في الجزائر لضمان سلامة ترابها الوطني وإجهاض كل السيناريوهات القديمة – الجديدة للنيل من وحدتها الوطنية ومحاولة تقسيمها تحت يافطات عديدة ، مع استخدام ” ورقة الأقليات ” و بعض الاختلافات الثقافية والاجتماعية القديمة جدا بين العرب والبربر..

كما يجب اجهاض سيناريوهات احياء المشروع الاستعماري لعام 1930 حول تقسيم المغرب الاقصى الشقيق الى دولتين واحدة ” ايمازيغية بربرية ” في الشمال والثانية عربية ..

+ ومع اقتراب موعد الانتخابات الجزائرية والتونسية يتخوف كثير من المراقبين من افتعال أزمات أمنية جديدة في الشقيقة الجزائر وفي تونس ، خاصة في المناطق الحدودية، للتسبب في الغاء الانتخابات أو تأجيلها أو إضعاف مصداقيتها السياسية  .

وتكشف وسائل الإعلام الجزائرية منذ مدة ارتفاع منسوب الإحساس بالخطر من المتغيرات الجيو استراتيجية والمستجدات في بعض ” الدول الإفريقية المجاورة “وليبيا ، بسبب ” الزحف الإسرائيلي ” على المنطقة ؟؟.

+ وفي الوقت الذي تستعد فيه تونس والدول العربية لاستضافة مؤتمر وزراء الداخلية العرب ثم قمتين مهمتين : الاولى عربية أوربية في القاهرة والثانية عربية في تونس ، يجب أن تكون على رأس مشاريع القرارات المحافظة على الوحدة الوطنية في كل دول المنطقة وخاصة الجزائر والمغرب وتونس وليبيا.. ووقف مسلسل ابتزاز ساستها خدمة لأجندات استعمارية جديدة و” لوبيات” تحركها مصالح ضيقة  …

++ لقد ثبت خلال الاعوام الماضية أن استقرار الاوضاع الامنية والسياسية في الشقيقة الجزائر ساهم في تنقل ملايين السياح ومئات رجال الاعمال الجزائريين والتونسيين في الاتجاهين ..كما دعم فرص التنسيق بين القيادات الامنية والعسكرية في البلدين وارباك عصابات  التهريب والارهاب والجريمة المنظمة ..

كما أثبتت عشرية التسعينات من القرن الماضي ، أن مخططات ” الفوضى الخلاقة ” والعمليات الارهابية لم تستهدف الجزائر وحدها بل كل دول المنطقة ..

و ليس من مصلحة تونس والدول المغاربية والعربية والاوربية  اليوم دفع بلد كبير مثل الجزائر وجيرانها مجددا نحو مربع العنف والفوضى وعدم الاستقرار..

فعسى أن ينجح ساسة المنطقة والعالم في تحييد الدول المغاربية عامة ، وتونس والجزائر خاصة ، عن أجندات العنف والعنف المضاد ومخططات ” الاستعمار الجديد”..وعلى كل الاطراف السياسية والشخصيات الوطنية التونسية والجزائرية الدفع نحو التكريس الفعلي ل”مزيد تقاطع المصالح “..حتى يجسم حلم محمد باش حانبة ورفاقه قبل قرن ، ببناء دولة واحدة تجمع كل أبناء “الشعب التونسي الجزائري..”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *