الجبهة الشعبية تودّع البرلمان.. هل توجد قواعد انتخابية يسارية؟

أبرزت الانتخابات التشريعية وفق التقديرات الأولية قوة جديدة وهي حركة الشعب التي تحصلت على حوالي 15 مقعدا وسبقت أحزابا أخرى على غرار الجبهة الشعبية والتيار الديمقراطي والدستوري الحر.
وقد اعتبرت حركة الشعب ضمن مفاجآت التشريعية خاصة وأن فوزها غير متوقّع على اعتبار أنها تحصلت في انتخابات 2011 على 3 مقاعد.
وفي المقابل خسرت الجبهة الشعبية رصيدها من المقاعد واحتفظت في المقابل على نفس النتائج التي حققتها في الانتخابات الرئاسية الفارطة والتي لم تتجاوز الصفر فاصل، الشيء الذي دفع ببعض الملاحظين للشأن السياسي للتساؤل حول وجود قواعد يسارية من عدمه.
وقال زهير حمدي أمين عام حزب التيار الشعبي عضو ائتلاف الجبهة الشعبية في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية اليوم “كافحنا بإخلاص من أجل القيم التي آمنا بها. خسرنا المعركة. ليس العيب في مشروعنا بل العيب فينا نحن، لأننا لم نتكيف مع الواقع المتحول مراجعات في العمق بحجم النكسة وتحمل المسؤولية بكل شجاعة مقدمة ضرورية لفتح أفق جديد أمام من مازالوا على العهد”.
فبماذا يفسّر صعود حركة الشعب مقابل غياب الجبهة الشعبية؟
اعتبر الديبلوماسي السابق والمحلل السياسي عبد الله العبيدي أن الجبهة الشعبية وحركة الشعب لا ينتميان الى نفس التوجه وأن الرابط الوحيد بينهما هو المعارضة قبل الثورة، مشددا على أن القوميين العرب ليسوا اليسار العروبيين.
وفي ما يتعلق بوجود قواعد انتخابية من عدمه لليسار التونسي، اعتبر العبيدي في تصريح موقع “الشاهد” أن اليسار في الانتخابات الرئاسية الفارطة نتائجه كانت كارثية، مضيفا أن اليسار لا شعبية له منذ السابق وساهمت الصدامات والخلافات بينه في مزيد إضعافه قائلا “لم يدركوا العتبة وهم مجتمعون فما بالك بعد الخلاف”.
إلى جانب ذلك، توجد دلالة أخرى لحجم كتلة حركة الشعب الجديدة وهو حجم الكتلة نفسه للجبهة الشعبية في البرلمان الماضي، ويشير الفضاء العام المشترك الذي تتحرك فيه حركة الشعب والجبهة الشعبية إلى أنّهما يستفيدان من الخزان النقابي بدرجة أولى، ما يؤكد فرضية أنّ عدد المقاعد التي تحصلت عليها حركة الشعب اليوم هو حدود تأثير الاتحاد العام التونسي للشغل الذي مثل في كثير من المناسبات حزاما نقابيا للجبهة الشعبية في أحداث سياسية سابقة. وهذا ما يعني أنّه لا توجد تشكيلة يسارية متجذرة في المجتمع التونسي بل فضاءات يستفيد من التحرك داخلها ومن توظيفها كقوى ضغط وتأثير.

تجدر الإشارة إلى أن حركة الشعب حزب سياسي ذي توجه ناصري “التيار الناصري حركة قومية عربية، نشأت في ظل حكم جمال عبد الناصر (رئيس مصر من عام 1956 – 1970) واستمرت بعد وفاته واشتقت اسمها من اسمه وتبنت الأفكار التي كان ينادي بها وهي: الحرية والاشتراكية والوحدة وهي نفس أفكار الأحزاب القومية اليسارية العربية الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *