الثورة الإسلامية الإيرانية في أبهى عنفوانها من إبكاء كارتر إلى إذلال ترامب .. بقلم بحري العرفاوي

الرؤساء الأمريكيون السابقون كلهم فهموا روح الثورة الاسلامية الايرانية بعد أن اختبروها منذ بداياتها وبعد أن فشل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في تطويعها أو تخويفها رغم كل التهديدات ورغم الحصار الذي ضُرب عليها من ساعاتها الأولى عام 1979وكانت فتوى الخميني بتناول وجبة واحدة لمواجهة الحصار وقال قولته الشهيرة “إنما فُرض الصوم للتدرب على مثل هذه المناسبات”، سقوط طائرتين في الصحراء وقد حوالتا “تحرير” الرهائن المحتجزين في السفارة أضفى على الثورة روحية غيبية حتى إن رئيس الجمهورية يومها أبو الحسن بني صدر قال وهو يعاين الطائرتين المحكمتين:”ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل”.

Résultat de recherche d'images pour "‫بحري العرفاوي‬‎"
الثورة الإسلامية الإيرانية انبنت على مبدأ الكراكة الإنسانية والسيادة الوطنية وعلى عقيدة “الشهادة” وهي أعلى سقف في سقوف التضحية والعطاء والشجاعة حتى أن كارتر قال يومها: بماذا يمكن تهديد هؤلاء وهم لا يخافون الموت بل يسعون إليه ويعتبرونه شهادة.
الرئيس الأمريكي الجديد توهم أنه بإمكانه كسر همة الإيرانيين وفرض شروطه عليهم حين بادر وبصفة منفردة إلى الخروج من الإتفاق النووي وإلى فرض مزيد العقوبات وإلى تحشيد دول عدة في حلف ضد الجمهورية الإسلامية، لم يستفد من تجارب سابقية ولم يقرأ تاريخ المواجهة الإيرانية الأمريكية جيدا رغم أنه باشر آخر تفاصيلها في العراق وسوريا.
ضربة الحوثيين للعمق الاقتصادي السعودي (مواقع نفطية) بسبع طائرات مسيرة ليست بمعزل عما يحدث في المنطقة.. فمحور المقاومة يتحرك من غرفة عمليات واحدة.
الإدارة الأمريكية ورطت نفسها حين تكلم صقورها بنبرة حرب وتهديد ففوجئوا بخصومهم يتكلمون بدم بارد ويذبحون بالقطن ودون ضجيج،ضربة ميناء الفجيرة كانت اختراقا أمنيا مزعجا لا للإمارات فقط بل وأيضا للقواعد الأمريكية والفرنسية المرابطة هناك، السلطات الإماراتية اكتشفت أنه لا عاصم اليوم من أمر المقاومة ـ رغم عدم انكشاف الجهة المنفذة ـ لذلك سارع وزير الدولة للخارجية الإماراتية بالدعوة إلى ضبط النفس وتأكيد حرص بلاده على التهدئة والسلام.
لقد اكتشف الواهمون والمتهورون و الحمقى أن ليس لدى محور المقاومة أبقار للحلب وأن الضرع الإيراني مُعَبّأٌ باللبن النووي وأن أثداءه منصبة صواريخ باليستية.
محور المقاومة لم يكف عن إذلال المستكبرين منذ حادثة السفارة في طهران في 1979 واحتجاز الجواسيس الأمريكان لمدة 444 يوما ، مازال المتابعون يتذكرون كيف أبكت الثورة الإيرانية الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بعد عملية “مخلب النسر” يوم 25ر أفريل 1980 لمحاولة تحرير رهائن السفارة. وسيبكي الأحمق ترامب ويندم أنه وسع دائرة النار حين ينتهي إلى ما انتهى إليه كارتر من خسارة الانتخابات الرئاسية أمام المرشح الجمهوري ريقن الذي تسلم الرهائن دقائق بعد تسلمه الرئاسة في ما يشبه عقوبة إيرانية وإيلاما لكارتر، ها هو ترامب يتوسط السويسريين علهم يقنعون القادة الإيرانيين بالجلوس إلى طاولة حوار مع إدارته وها هو يؤكد أن لا نية له في محاربة إيران بعد أن هدد واستجلب قواته إلى المنطقة.
الموقف الإيراني يلخصه قائد الثورة الإمام خامنئي:”الحوار مع أمريكا سُمٌّ زعافٌ، لا حرب ولا حوار مع أمريكا”.
من عايش الثورة الإيرانية من أيامها الأولى ونشأ على فلسفتها الإستشهادية المقاومة ومن تابع مواقفها وردودها المكابرة الشامخة بوجه الإستكبار العالمي لا يمكن أن يكون خارج محور المقاومة ولا يمكن أن يصيبه الوهن والشك والتردد مهما كانت حملات التيئيس والتوهين والتشكيك
إنا لم نغادر خطاب النصر ولم نفقد روحيتنا الإنتصارية منذ أربعين عاما وإنا لسنا نرى النصر قريبا فحسب بل إننا نجد أنفسنا بصدد صناعته ونحن شركاء فيه ولسنا مجرد شهود عليه أو له.
في ظل اختلاط المواقع وتداخل النزاع العربي/عربي بالنزاع الصهيوني/عربي فإن كل إعطاب لعصب يستفيد منه الصهاينة هو مكسب للقضية الفلسطينية ولمسار الأمة التحرري حتى وإن كان هذا العَصَبُ في ذراع ذوي قُربى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *