التوظيف السياسي و المالي للرياضة ..أزمات سياسية بالجملة .. و منظمات و اتحادات قارية و دولية تحت الطلب.. بقلم منية العيادي

منية العيادي

تصاعدت في السنوات الأخيرة ظاهرة التوظيف السياسي و المالي للرياضة و كرة القدم خاصة و مدى تأثيرها على القرارات السياسية العربية و الدولية و الأمثلة و الوقائع التي تداخلت فيها السياسة مع الرياضة كثيرة حتى بات على المتابع الرياضي أن يكون محللا سياسيا ليتمكن من فهم و متابعة ما يجري في الملاعب و ما تقرره اللجان التحكيمية.

فضائح رياضية كبرى غزت الميدان الرياضي دوليا و عربيا و كانت لها نتائجها الوخيمة و أضرارها على العلاقات بين الدول و الشعوب فيما بينها و آخرها و نتحدث “محليا” الفضيحة الكروية التي حدثت في مباراة الترجي الرياضي التونسي و الوداد البيضاوي المغربي في نطاق إياب الدّور النهائي لرابطة الأبطال الإفريقية و تداعياتها على العلاقات بين الشعبين و جماهير الفريقين.

أزمة نهائي رابطة الأبطال الإفريقية بين الترجي و الوداد .. المهزلة تنتقل من رادس إلى باريس .. فمن يربح المعركة ؟؟

كان للأحداث المثيرة التي شهدها لقاء إياب نهائي رابطة الأبطال الإفريقية، بين الترجي الرياضي التونسي و الوداد البيضاوي المغربي يوم 31 ماي الماضي في الملعب الأولمبي برادس تداعيات سلبية كبيرة على الرياضة الافريقية حيث لم تعرف المباراة نهاية طبيعية و أوقفها الحكم الغامبي بكاري غاساما في الدقيقة 61 و أعلن بعد جدال كبير تتويج الترجي باللقب و بينما رفض رئيس الكاف أحمد أحمد تسليم الكأس للترجي كما تقضي بذلك أعراف المسابقة، كان رئيس الحكومة يوسف الشاهد هو من سلمها للاعبين.

و أثارت المباراة اعتراضات من قبل الفريق المغربي، لا سيما بشأن العطل في تقنية المساعدة بالفيديو “الفار” و انسحب لاعبو الوداد من أرض الملعب إثر توقف اللعب بعد نحو ساعة على انطلاق المباراة، عقب قرار الحكم إلغاء هدف التعادل (1-1) الذي سجلوه قبل ذلك بدقائق، و مطالبتهم بالعودة إلى تقنية الفيديو لتبيان ما إذا كان قرار الحكم صائبا.

رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الملغاشي أحمد أحمد، اتهم في تصريحات لصحيفة “فرانس فوتبول” الشهيرة رئيس الترجي حمدي المدب بتهديده بقوله (هل تريد قيام ثورة هنا ؟) مستغربا أن يشتغل الفار بالمسابقات التي يرعاها الكاف في كل البلدان عدا تونس” و مشككا بأن يكون الأمر مجرد صدفة.إدارة الوداد، احتجت على قرار الكاف الذي قرر في اجتماع لاحق، بالعاصمة الفرنسية باريس، إعادة اللقاء خارج تونس و هو ما رفضته إدارة الترجي و قررت اللجوء إلى المحكمة الرياضية الدولية “تاس”.

و كان سعيد الناصيري رئيس الوداد قد راسل الكاف لعرض حمدي المدب و باقي المسؤولين الكرويين بتونس يتقدمهم وديع الجريء رئيس جامعة كرة القدم التونسية و طارق بوشماوي عضو تنفيذية الكاف ، على لجنة الأخلاقيات لتقول كلمتها في الموضوع بعد اتهامه لهم بتهديده و تعرضه لمساومات و يتوفر على أدلة تثبتها.

ما حدث على ملعب رادس و الذي وصفه عديد المحللين الرياضيين و القانونيين بالفضيحة و المهزلة الكبرى التي لازالت تلقي بضلالها إلى اليوم بنتائجها الوخيمة اليوم على كل الأطراف ، الترجي و جمهورها و الوداد و جمهوره و كرة القدم عموما و الكاف و الجامعة التونسية و تونس و المغرب و العلاقات بينهما و ما حدث على شبكات التواصل الاجتماعي و على بعض الفضائيات من تجاذبات و شتائم و تهديدات بين جماهير البلدين خير دليل.

و يرى الباحث في القانون العام شكري بن عيسى أن كرة القدم تسيطر عليها اعتبارات خارجة عن الرياضة، و أن تونس بعد ما حصل تضررت بما حدث فوق أرضها و بما لصق بها بعد قرار “الكاف”، في الوقت الذي حصل في رادس كان بتداخل بين كل الأطراف، و لكن تونس هي التي كانت الأكثر سلبية فتحملت كل التبعات الوخيمة.

و قال بن عيسى إن أوّل المسؤولين عما حدث في رادس هو الكنفدرالية الافريقية و رئيسها أحمد أحمد، فـ”الكاف” هي من يقع على عاتقها مسؤولية التنظيم و الاشراف العام، والفوضى التي حدثت كان سببها الرئيس تخلف جلب تجهيزات “الفار”، و حكمها هو من دخل في ارتباك و لم يعلن نهاية المقابلة و القرار اللازم في الوقت الضروري، كما لم يفرض عدم دخول الغرباء للملعب و محيطة مثلما يخوله له القانون، و كان من المفروض احضار تجهيزات “الفار” قبل اسبوع كامل و ليس انتظار اللحظات الاخيرة ليحدث ما حدث، و تدخل المباراة في المجهول.

أما الطرفين التاليين فهما على حد السواء جامعة كرة القدم و رئيسها و جمعية الترجي و رئيسها، فهما من تلعب في بلدهم و على ملعبهم المقابلة و عليهما مسؤوليات نظامية دقيقة اضافة للمعنوية، وكان عليهما مراقبة و متابعة قضية تجهيزات “الفار” قبل حصول المكروه، و لو تابعا الامر بعناية لما تخلف وصول التجهيزات “المتبخرة”، وأيضا في خصوص النواحي الأمنية التنظيمية المتعلقة بسلامة اللعبة، وما كان أصلا لرئيس الترجي ورئيس الجامعة ان يدخلا المستطيل الأخضر من أساسه.

كما حمل بن عيسى المسؤولية لرئيس الحكومة يوسف الشاهد قائلا إنه انساق كعادته في التوظيف السياسي من أجل حصد مصالح شخصية ضيقة، و ذلك بالحضور و الشحن و الضغط للحصول على اللقب بكل الطرق، و هو ما خلق ذلك المناخ المتشنج الحاد الذي أفضى للتقارير السلبية على الأمن و التنظيم داخل رادس، اضافة الى ذلك الطاقم الأمني المكثف لحراسته ما أثار حالة الرعب باستعراض أسلحة “ثقيلة”، بعد حالة التشنج التي حصلت نتيجة الغاء هدف الوداد.

و تابع بن عيسى : “و في الوقت الذي كان فيه المغاربة في الكواليس يحشدون الدعم لفريقهم و يتوعدون و يهددون، و حققوا في النهاية مبتغاهم بكل الطرق القانونية و الاثباتات الواقعية و عبر اللوبيات و شبكات الضغط و ربما حتى بالرشوة ، كان الشاهد كما الترجي في ادارتها تحتفي و تدعي فوزا و نصرا صار سرابا في أيام،  و زاد في تعقيد الأمور باتهام “الكاف” و اعتبار قرارها “مهزلة” في تعليق شعبوي، مثل دليلا جديدا على تدخل السياسي في الرياضي.

في المقابل قال المحامي و المحلل الرياضي فتحي المولدي إن التداخل بين السياسي و الرياضي  ليس وليد اليوم و لا يوجد في تونس فقط بل نجده في أعرق الديمقراطيات العالمية معتبرا ما قام به الشاهد طبيعي جدا ( رغم رفضه للتدخل السياسي في المناسبات و المسابقات الرياضية )، لأن فريق الترجي يقوم باللعب في إطار مسابقة قارية و بالتالي فهو يمثل تونس و صورة تونس .

و أضاف فتحي المولدي أن المغرب هو من بدأ بالحشد الشعبي و السياسي ضد تونس و فريق الترجي و جماهيره مشيرا إلى أن رئيس الكاف أحمد أحمد دافع عن المغرب لاعتبارات شخصية و هي أن زوجته مغربية و بالتالي فإن السلطة السياسية في تونس لا يمكن أن تبقى مكتوفة الأيدي أمام قضية كهذه كسب الرهان فيها يكون لمن لديه وزنا سياسيا أكبر.

التوظيف السياسي للرياضة في المنطقة العربية

على عكس تجارب سابقة في كل أنحاء العالم، تبدو الرياضة مصطبغة بالخلافات السياسية في المنطقة العربية، و بدلًا من أن تؤدي دورها في التقريب بين الشعوب فهي على العكس تستخدم كأداة في خلافات بين الأنظمة بالمنطقة ، و آخر انعكاسات ذلك ظهرت خلال أزمة كأس آسيا الأخير الذي فازت به قطر، و تنظيم الدوحة أيضًا لكأس العالم 2022.

** محاولات إفشال بطولتي كأس العالم قطر 2022 و المغرب 2026

تنظيم بطولتي كأس العالم عامي 2022 و 2026، شهد منافسة سياسية شرسة بين الدول للفوز بهما، كانت محصلتها صراعًا عربيًا-عربيًا، بعدما شكلت الرياضة و “كرة القدم” هدفًا أكبر في اهتمام السياسيين العرب، و أداة و وسيلة سياسية لتلميع الأنظمة، ثم أداة للكيد السياسي، وفق خبراء و محللين.

كانت أبرز حالتين لهذا الكيد السياسي في المجال الرياضي، هي سعي دول الحصار لإفشال تنظيم قطر استضافتها لكأس 2022 عبر تدخلات مختلفة، و التصويت ضد طلب المغرب الدعم العربي لتنظيم بطولة 2026.

البطولتان تحولتا لسلاح تتقاتل به الحكومات العربية على العشب الأخضر بدلًا من تحولهما إلى مناسبة لتوحيد العرب، وخروج المونديال في قطر أو المغرب بشكل مشرف لكل العرب.

صحيفة “الغارديان” البريطانية كشفت أن دول الحصار الأربع ، خاصة الرياض و أبو ظبي سعتا لمنع والتشكيك في فوز قطر بتنظيم بطولة كأس العالم 2022، بمطالبة قطر بالتخلي عن استضافة البطولة مقابل رفع العقوبات، أو بأعمال غير مشروعة.

الكاتب البريطاني “جيم ووترسن” كشف عن تمويل سعودي-إماراتي لمؤتمر عُقد بلندن، هدف إلى التشكيك في منح تنظيم بطولة كأس العالم 2022 بقطر، ضمن محاولات استغلال الإعلام الغربي في تشويه استضافة قطر للبطولة، قبل أن تفشل كل هذه المحاولات.

إلا أن القرار الأخير للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يوم 22 ماي المنقضي ،جاء بالانتصار للموقف القطري بشأن تنظيم كأس العالم 2022، بمشاركة 32 منتخبًا و عدم توسيعها إلى 48.

و كان هذا القرار بمثابة انتصار سياسي للدوحة على دول الحصار بعد إقحام السياسة في الرياضة، وسعيها لإفشال تنظيم قطر للمونديال، بدلًا من التعاون لإنجاح العرب سويًا في بطولة دولية تقام لأول مرة في دولة عربية.

نفس الكيد السياسي تكرر للمغرب لمنع دعمها لاستضافة كأس العالم 2026، برفض تركي آل الشيخ مسئول الرياضة السابق في السعودية علنا -في تغريدة- دعم المغرب لأنها تدعم قطر ضد الحصار في محاولة لاستغلال هذه المناسبة الرياضية في تحقيق انتقام سياسي.

مغردون فسروا تصريحات “آل الشيخ” بأنها رسالة سياسية لتذكير المغرب بحاجتها إلى الدعم السعودي وأن عليها الاختيار بين الرياض والدوحة، و هو ما أغضب إعلاميين و رياضيين مغاربة حينئذ و انتقدوا “آل الشيخ” بعنف لخلطه الرياضة بالسياسية.

مراقبون سياسيون و رياضيون تحدثوا عن أن قوة التحالف السياسي بين أمريكا و السعودية، و الصراع الخليجي مع قطر، حالت دون تصويت السعودية و الإمارات و 5 دول عربية أخري، لصالح المغرب لاستضافة مونديال 2026، ما أضاع تنظيم البطولة من المغرب و أثار حربًا إعلامية بين الرباط و الرياض.
مع هذا لم يخلو هذا الصراع من مكاسب، كان أبرزها تضامن الجزائر مع المغرب، رغم الحدود المغلقة والتوتر السياسي بين البلدين.

** مباراة قطر و الإمارات في نصف نهائي بطولة كأس الأمم الآسيوية .. ساحة لتصفية الخلافات السياسية

كانت لمباراة منتخبي قطر و الإمارات لكرة القدم في نصف نهائي بطولة كأس الأمم الآسيوية جانفي الماضي تداعيات واسعة بعد فوز قطر على الإمارات بأربعة أهداف للاشئ و ترشحها للدور النهائي لأمام اليابان.

و قد جاءت المباراة بنتيجتها، في غمرة الخلاف السياسي المحتدم، بين أبو ظبي و الدوحة، ضمن الأزمة القائمة بفعل مقاطعة تفرضها الإمارات مع عدة دول عربية، بينها السعودية و مصر و البحرين على الدوحة .

و كان هذا اللقاء الرياضي ،  تعرض لإسقاط كل تداعيات الخلاف السياسي بين البلدين عليه ، بحيث بدا لكثيرين أنها تحولت إلى ما يشبه الموقعة العسكرية في ظل حشد الجانبين لها أظهرت مدى طغيان ما هو سياسي، على ما هو رياضي حيث تحدثت تقارير عن منع السلطات الإماراتية، لسعود المهندي نائب رئيسي الاتحادي الآسيوي و القطري و رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة القارية، من دخول الإمارات قبل أن يسمح له لاحقا بالدخول.

كما رفضت السلطات الإماراتية، دخول وفد إعلامي قطري، كان يفترض أن يشارك في تغطية فعاليات البطولة، وأعادته على الطائرة نفسها إلى الدوحة، فضلا عن وضع عراقيل أمام دخول مشجعين قطريين إلى الإمارات لتشجيع فريق بلادهم، وقد طال الخلاف السياسي أيضا الجماهير العمانية، المشاركة في البطولة، والتي قيل إن معظمها يشجع المنتخب القطري، إذ شنت شخصيات إماراتية هجوما على الجماهير العمانية، مستهجنة تشجيعها للمنتخب القطري.

**  أحداث عربية أخرى استغلت فيها الرياضة سياسيًا

يحفل تاريخ اللقاءات الرياضية العربية بمناسبات استخدمت فيها اللعبة، لإذكاء الخلاف بين الشعوب العربية، بمحاولات “تسييس الرياضة “.

–    فخلال نهائي البطولة العربية التي استضافتها القاهرة و الاسكندرية و برج العرب في مصر، تعرض الحكم الدولي المصري، إبراهيم نور الدين، إلى الضرب المبرح على يد فريق الفيصلي الأردني، عقب المباراة التي جمعته مع الترجي التونسي، لتلقي بظلالها لفترة طويلة على العلاقات بين الشعبين المصري و الأردني.

–   و يتذكر الجميع أيضا المثال الواضح للتوتر بين الشعبين المصري و الجزائري، في أعقاب مباريات منتخبي البلدين في تصفيات كأس العالم لكرة القدم عام 2010، و ما لعبه الإعلام المصري، من تأجيج للخلاف ونقله من منافسة رياضية، إلى شقاق بين شعبين وصلت حد تدخل الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي  خصص آنذاك غالبية خطاب وجهه يوم 21 نوفمبر 2009، في مجلس الشعب ، للحديث عن الاعتداءات التي تعرض لها عدد من المصريين، في أعقاب المباراة قائلاً إن “مصر لن تتهاون مع من يسيء إلى أبنائها”  .
و وجهت اتهامات لنجليه علاء و جمال ، بأنهما حاولا استغلال الرياضة لاشتعال حرب مع الجزائر و السعي “لتوظيف الرياضة لخدمة التوريث”، أي خلافة جمال مبارك لوالده قبل قيام ثورة 2011.

كما تولى عدد من الصحافيين الرياضيين و المذيعين و مقدمي البرامج الرياضية آنذاك عملية شحن هائلة متبادلة، في ظل سيطرة عناصر غير مؤهلة بشكل كاف على الإعلام الرياضي في البلدين، و بالتالي تحولت الفضائيات المصرية، إلى أبواق للتعصب في اطار عملية شحن غير مسبوقة.

–    كما تحول كأس العالم روسيا 2018 مسرحا آخر لصراع مصري سعودي قطري سياسيّ  و ساحة لتصفية الخلاف السعودي القطري من خلال سلاح القرصنة و ظهور قناة بي أوت كيو BeoutQ التي كسرت الإحتكار القطري عبر قناة بي إن سبورت beIN SPORTS لنقل مباريات كرة القدم خلال هذه التظاهرة الدوليّة كما رُفعت دعاوي قضائية بالقاهرة و الرياض ضد “احتكار” القناة القطرية، و تم منع رياضيين من الظهور فيها، و تغريم القناة في محاكم مصرية، و السطو على مبارياتها .

صراع سعودي-قطري تجاوز القطيعة السياسية و الحصار الإقتصادي، ليَتمظهر في شكل جديد مجاله ملاعب كرة القدم و التكنولوجيا المعقّدة للتشفير و القرصنة .

قضية المنشطات و عقاب روسيا المستمر  .. هل يكشف السعي الأمريكي للهيمنة على  منظمات رياضية دولية و توظيفها في معاركها السياسية و الاقتصادية مع أوربا و روسيا و الصين  ؟؟..

أبقى الاتحاد الدولي لألعاب القوى خلال اجتماع مجلسه في موناكو على إيقاف روسيا المستبعدة من منافساته منذ نوفمبر 2015 بعد فضيحة المنشطات و الفساد المنظمة.

و هي المرة الـ 11 التي يخيب فيها مجلس الاتحاد الدولي آمال الروس الذين يعود آخر ظهور لهم في المحافل الدولية لألعاب القوى الى بطولة العالم 2015 في بكين.

و الاتحاد الدولي لألعاب القوى هو المنظمة الرياضية العالمية الوحيدة التي لم ترفع عقوبة الإيقاف عن روسيا علما بأن اللجنة الأولمبية الدولية أعادتها إلى كنفها، و كذلك الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات.

و لاحظ تقرير لجنة العمل التقدم الحاصل من جانب الروس في مجال مكافحة المنشطات و وصف ذلك بـ”تطورات إيجابية” حسب المصدر القريب من الملف كدفع تكاليف معالجة الفضيحة (2,8 مليون يورو) والدخول إلى بيانات مختبر موسكو لمكافحة المنشطات.

و إيقاف روسيا سيمتد أقله حتى اجتماع مجلس الاتحاد المقبل على هامش بطولة العالم في الدوحة (27 سبتمبر الى 6 اكتوبر)، ما يجعل مشاركة وفد روسي مستبعدة في المنافسات حتى في حال رفع الإيقاف في ذلك التاريخ، لكن في المقابل سيشارك الرياضيون النظيفون تحت علم حيادي.

و يرى مراقبون أنه من الممكن أن تكون واشنطن، التي تسعى إلى السيطرة على منظمات رياضية و تطويعها لخدمة مصالحها و التحكم في العالم، وراء تمديد حرمان روسيا من المشاركة في بطولة ألعاب القوى .

و الرئيس الأمريكي ترمب الذي أساسا منذ وصوله الى سدة الحكم, انقلب على عدد كبير من المنظمات الدولية و الاقليمية حيث انسحب من بعضها و راح يهدد البعض الآخر يحاول اليوم السيطرة على بعض المنظمات الرياضية الدولية و توظيفها في معاركه السياسية و الاقتصادية مع أوربا و روسيا و الصين ..و يرى محدثنا المحلل الرياضي فتحي المولدي، أنه لا يخفى على أحد أن أمريكا التي قامت بالانقلاب على جوزيف بلاتر الذي تم توقيفه و إجباره على ترك منصبه في جوان 2015 ، “ بعد أن كشف أن منح قطر تنظيم مونديال 2022 تم بعد تدخل من جانب ساركوزي لدى بلاتيني “الذي طلب منه بأن يصوت مع المقربين منه لصالح قطر” .

و قال إن أميركا سعت بكل الوسائل للحصول على تنظيم كأس العالم 2026 على حساب المغرب و لم يعجبها تنظيم روسيا لمونديال 2018 الذي شهد نجاحا باهرا و استضافة قطر لمونديال 2022 و أدى هذا الموقف إلى هجوم من جانب “الخاسرين” على الفيفا .. إنقلترا الخاسرة أمام روسيا لتنظيم مونديال 2018، و الولايات المتحدة أمام قطر”.

و أضاف فتحي المولدي أن الولايات المتحدة الأمريكية و في إطار الامبريالية المتواصلة على نطاق اقتصاد العالم اليوم تحاول بكل الوسائل السيطرة على الساحة الرياضية العالمية و ليس كرة القدم فقط و إنما الألعاب الأولمبية لأنها تعتقد كما الكثير أنها بواسطة الرياضة تستطيع السيطرة على العالم لأن أكبر مجال رياضي يمس أكبر عدد ممكن من الناس حول العالم هو الألعاب الأولمبية ثم كأس العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *