التايمز: هكذا يتوسع بوتين في أفريقيا و المنطقة العربية

استعرضت صحيفة “التايمز” في افتتاحيتها الخميس، جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسياسته التوسعية في أفريقيا والمنطقة العربية.

وقالت الصحيفة إن “روسيا لم تكن تاريخيا دولة استعمارية في أفريقيا، ولكن اليوم تسعى لأن يكون لها نفوذ مشابه ليس في أفريقيا فحسب، بل في الشرق الأوسط أيضا”، مضيفة أن “توسع وجود روسيا العسكري والدبلوماسي أمر ينطوي على خطورة، بالنسبة لدولة تخضع لعقوبات اقتصادية دولية، والخطورة أكثر على الدول الغربية عندما تسمح للكرملين بالتوسع عالميا”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “بوتين استضاف الشهر الماضي القمة الروسية الأفريقية في منتجع سوتشي على البحر الأسود، بحضور 50 من القادة الأفارقة”، منوهة في الوقت ذاته إلى أن “مجموعات من المرتزقة المدعومين من موسكو وصلوا خلال الأسابيع الأخيرة إلى ليبيا، من أجل تغيير مجرى الحرب هناك، في اتجاه يخدم مصالح روسيا”.

ولفتت إلى أن الانسحاب الأمريكي من سوريا، دفع روسيا إلى الدخول لملء الفراغ، ولمساعدة النظام السوري في الطمأنينة، حينما يعلم أن بوتين يحمي ظهره، مؤكدة أن “روسيا كانت منذ 5 أعوام دولة معزولة على المستوى الدولي”.

وتابعت: “عندما اجتاحت القوات الروسية شبه جزيرة القرم وضمتها بالقوة انتهاكا للقانون الدولي، لم تجد الدول الغربية على الكرملين ردا إلا العقوبات الاقصادية والعزلة الدبلوماسية”، منوهة إلى أن “الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وصف حينها روسيا بأنها قوة إقليمية”.

وذكرت الصحيفة أنه “منذ ذلك الحين توسع روسيا نفوذها، واستطاعت أن تستميل دولا في أفريقيا والشرق الأوسط، وتضعها في صفها”، معتبرة أن “روسيا تسعى إلى فرض حاكم عسكري في ليبيا يخدم مصالحها الاستراتيجة، وهي تدعم خليفة حفتر الذي يشن حربا على الحكومة المعترف بها دوليا”.

وأوضحت أن “التدخل الروسي في ليبيا كان دائما خفيا، ولكن يبدو أن الثقة دفعت بوتين إلى الخروج إلى العلن في هذا النزاع، من خلال توفير أسلحة ثقيلة متطورة ودعم بشري لحلفائه”، مبينة أن “هذا ما فعلته روسيا بسوريا، مع فارق أن موسكو تدعم المتمردين على الحكومة في ليبيا، بينما تدعم نظام الحكم في دمشق ضد المتمردين”، بحسب تعبير الصحيفة.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول إن “أهداف موسكو في افريقيا استراتيجية واقتصادية”، مشيرة إلى أنها “تبحث عن الموارد الطبيعية، مثل حقول النفط الليبية وسوق الطاقة في الجزائر، إلى جانب التعاون مع مصر والمغرب في مجال الطاقة النووية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *