البيان الختامي لملتقى “المتغيرات في تونس والدول المغاربية الاوربية في 2023 : الاوضاع الاقتصادية والامنية تنذر بالانفجار والانهيار

– 35 الف تونسي هاجروا خلسة الى اوربا في 2022
– نظام اقليمي جديد و ابعاد المنطقة عن ” الحروب بالوكالة ”

انتظم بتونس ملتقي عن المتغيرات الاقتصادية والجيو استراتيجية في تونس و المنطقة المغاربية الاوربية بمشاركة نخبة من الديبلوماسيين و خبراء الاقتصاد والعلاقات الدولية والاعلام والدراسات الاستراتيجية ، بمبادرة من منظمات “تونس للكفاءات “و “منتدى ابن رشد للدراسات الاستراتيجية “و ” جمعية الديمقراطيين في العالم العربي “..
شارك في هذا الملتقى حضوريا او عبر المنصات الالكترونية محاضرون من الدول المغاربية الخمسة ومن الاردن و الاتحاد الاوربي ، حذرت مداخلاتهم من تعدد مؤشرات الانفجارات الاجتماعية والامنية بسبب الانهيار الاقتصادي والسياسي والمضاعفات الخطيرة للصراعات ولحرب اوكرانيا ولاستمرار الحروب التقليدية و ” الباردة ” في المنطقة ، خاصة في ليبيا و بين المغرب والجزائر وفي فلسطين والمشرق العربي …
و بعد تشخيص الاوضاع اسفر هذا الملتقى عن توصيات عديدة من بينها بالخصوص :

-اولا ، في المجال الاقتصادي الاجتماعي :
اوصى الملتقى باعتماد ” حلول عاجلة واخرى هيكلية ” و ” غير تقليدية ” :لاحتواء الازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتراكمة ،والتي زادت حدة وخطورة بسبب مضاعفات حرب اوكرانيا وتطورها الى صراعات خطيرة جدا بين روسيا وحلفائها ودول الحلف الاطلسي بما فيها الدول الاوربية الشريك الرئيسي لتونس والدول المغاربية والمتوسطية ..
واوصى الملتقى بالحوكمة الرشيدة والاصلاحات السياسية والادارية المطلوبة لتحسين الواقع الاقتصادي والاجتماعي واوضاع الشباب والطبقات الشعبية التي توشك ان تنفجر وتثور ضد الجميع …مع التاكيد على العلاقة بين التنمية والديمقراطية وعلى كون تعثر مسارات ” الانتقال الديمقراطي ” في تونس والدول العربية كان نتيجة تراكم غلطات السياسيين منذ 2011 ومؤامرات واجندات داخلية واقليمية ودولية ..

– ثانيا ، في المجال المغاربي :

اوصي المشاركون باحتواء الازمات الداخلية ، خاصة في ليبيا ، في كل الدول المغاربية عبر التفاوض والحلول السياسية واستبعاد كل سيناريوهات الاقتتال والصدامات العنيفة والانفجارات الامنية مجهولة العواقب .
كما دعوا الى احتواء الخلافات القديمة والجديدة بين الجزائر والمغرب و الى اعادة العلاقات بينهما وفتح الحدود المغلقة ، و تنقية المناخ بين الدول الخمسة لتفعيل الاتفاقيات الثنائية و الجماعية للشراكة الاقتصادية والتكامل في كل القطاعات ، بما سوف يساهم في تحسين نسب النمو السنوية في تونس وكل دولة مغاربية بما لا يقل عن نقطتين .
كما دعت المداخلات الى خروج القوات الاجنبية من ليبيا والمنطقة و الى استبعاد التدخلات الخارجية التي تعرقل مسارات المصالحة الوطنية و التنمية الشاملة في كامل الاقليم ..

-ثالثا ، في المجال الاوروبي المتوسطي :
سجل المشاركون من الدول العربية والاوربية ان الكلفة الاقتصادية لوباء كورونا و الحرب في اوكرانيا جعلت دول الاتحاد الاوربي تتراجع عن برامجها الخاصة بدعم التنمية والديمقراطية والاصلاحات في “دول الجوار” ، و وقع تحويل الموازنات لدعم اوكرانيا وتمويل عمليات استقبال ملايين اللاجئين الفارين من الحرب …ودعا الملتقى بروكسيل والبلدان العربية والمتوسطية الى تفعيل اتفاقيات الشراكة و تسهيل تنقل المسافرين والمستثمرين والسلع في الاتجاهين … ” وان لا يختزل دور بلدان جنوب البحر المتوسط في حماية سواحل اوربا الجنوبية من افواج المهاجرين غير القانونيين التونسيين والعرب والافارقة ”
وسجل البرلماني والقيادي السابق في حزب التيار الديمقراطي مجدي الكرباعي في مداخلته من ايطاليا والاعلامي المنصف السليمي من المانيا ان عدد المهاجرين التونسيين ” خلسة ” نحو ايطاليا في 2022 كان في حدود 18 الف من جهة البحر ،فيما بلغ المرشحون للهجرة اليها عبر تركيا وصربيا يقدر ب 15 الف … اي ان عددهم في عام واحد يحوم حول ال 35 الف ..فيما قدر عدد الذين ماتوا غرقا او سجنوا في ظروف قاسية جدا بالف تونسي …

-رابعا ، في المجال الدولي :
اوصى الملتقى صناع القرار في العالم بالاستفادة من الازمة العالمية الخانقة التي فجرتها الصراعات بين دول الحلف الاطلسي من جهة و روسيا وحلفائها من جهة ثانية من اجل التفاعل مع الدعوات لبناء نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب يضمن لشعوب بلدان الجنوب حقهم في التنمية الشاملة والمستدامة وللدول النامية موقعا افضل في مؤسسات صنع القرار الاقتصادي والسياسي الدولي .

عن الملتقى

شكري الحيدري رئيس منظمة ” كفاءات تونسية ”
كمال بن يونس رئيس منتدى ابن رشد للدراسات الاستراتيجية ومنظمة الديمقراطيين في العالم العربي تونس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *