البورصة السياسية لصحيفة الشروق :راشد الغنوشي في صعود (رئيس حركة النهضة)

أخذ رئيس حركة النهضة خلال الأيام الماضية صدارة الاهتمام الإعلامي والسياسي المحلي والدولي بنجاحه في فرض انتقال حركته، الشموليّة وذات المرجعية الدينية، الى حزب سياسي مدني لا يخلطُ في عمله بين الممارسة الدينيّة بما فيها من شعائر وتشريعات والسياسة. كثيرون لا يقدّرون حقيقة النقلة التي تعيشها حركة النهضة تحت قيادة الاستاذ راشد الغنوشي، والغريب أنّه وسط تقدير دولي كبير من سياسيين ومفكرين ومثقفين لما أقدمت عليه النهضة، فإنّ جزءا من نخبتنا الوطنية ما تزال مهزوزة الى معترك تصفية الحسابات والرؤى الايديولوجيّة العقيمة.

إنّ تخليص الدين، بما فيه من علوّ وقدسيّة، من “هوى السياسة” وتقلباتها يعدّ استحقاقا في حياة المسلمين العرب، ويُعطي الانطباع الفعلي بقدرة العقل الاسلامي على الإبداع والابتكار في اتجاه التعايش مع قيم العصر ومبادئ الحداثة.
الغنوشي، المتمسّك بمواصلة قيادة الخط السياسي التوافقي والذي ينظّر للتعايش بين العلمانيين المعتدلين والإسلاميين المعتدلين وتشاركهم في تحمّل أعباء الحكم والرافع لشعار “لا تعارض بين الديمقراطية والإسلام” وأن الاسلام دين منفتح على سائر التجارب الانسانية والثقافات البشرية، يبدو بذلك كلّه وقد قطع خطوات هامة في تجديد الفكر الديني وتطوير مقاربات الحركات الإسلاميّة في كامل المنطقة ووضعها في أفق جديد يتجانس مع أولويات الدولة والشعب لا أوليات التنظيمات العقائديّة السريّة والمنغلقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *