الاقتصاد التونسي بين انهيار قيمة العملة وانهيار قيمة العمل

 

مغرب نيوز : ريم حمودة

يعدّ الارتقاء بثقافة العمل في المجتمعات  هو الوسيلة الأولى للارتقاء   وذلك عن طريق زرع الأخلاقيات في المجتمع وبيان المصلحة الكبرى من العمل وتأثيره على المجتمع بأكمله، فالعمل هو أسمى بكثيرٍ من أن يكون وسيلةً لجمع الأموال في المجتمع، بل إنّه يرتقي ليكون أساساً لقيام المجتمع بحيث يتكامل العمّال جميعاً لسدّ الثغور في المجتمع وجعله الأفضل بحيث لا يمكن على الإطلاق الاستغناء عن أي عملٍ من الأعمال

كما أنّ ثقافة العمل لا تتوقف على التصنيف للمهن في المجتمع، بل إنّها تتعدى ذلك إلى سلوكيات المواطنين في مهنهم وأعمالهم المختلفة، فنلاحظ على سبيل المثال التزام العاملين في بعض المجتمعات بالمهن التي يقومون بها وحرصهم الشديد على إكمالها بشكلٍ تام، بينما قد نرى التسيب واللامبالاة في مجتمعاتٍ أخرى بالإضافة إلى الكذب والغش وغيرها من الأمور والتي قد تعتبر في بعض الأحيان مهارةً فريدةً من نوعها لدى من يتقنها نتيجة انحطاط الأخلاق في ذلك المجتمع وابتعادهم عن الفطرة الصحيحة والواجب اتجاه المجتمع.

و انهيار قيمة العمل يضعف الدولة و يسهم في تدهور اقتصادها فتونس بعد الثورة والى حد الان تعاني من انهيار قيمة العمل من خلال كثرة الاضربات و كثرة الغيابات و تدني المجهودات الفردية فمن كان يعمل مدة ثمان ساعات يوميا بات معدل العمل عنده لا يتجاوز الثلاث ساعات . عندما طغت ثقافة الكسل و رزق البيليك انهارت قيمة العمل لذلك لا يمكن ان نرجع الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد الى الحكومات او الاحزاب السيياسية فحسب فنحن شركاء كل من موقعه و المسؤولية مشتركة عندما جعلنا اقتصادنا يتهاوى انهارت قيمة العمل و انهارت قيمة العملة بين هذه و تلك نتسائل عن المنقذ  في حين اننا نحن الحل و نحن المنقذ فعندما تستعد القيم عافيتها سيستعيد اقتصادنا عافيته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *