ارهابيو سوسة وتونس ونيس ومونيخ وفلوريدا: “متدينون” يتعاطون المخدرات و “الرقص الغربي”؟

·      ما هي العلاقة بين سيف الدين الرزقي و محمد بوهلال والمراهقين الافغان والايرانيين ؟

تعاقبت الهجمات الارهابية بسرعة خلال الايام القليلة الماضية ..بعد أن تأكد أن المورطين في هجمات على المدنيين في ألمانيا وفرنسا وأمريكا من ” أصل تونسي ” أو مغاربي أو عربي ” أو من ” أصول ايرانية وافغانية ” ..أي أنهم ينحدرون من عائلات مسلمة ..وإن ثبت تورطهم في جرائم حق عام وادمانهم على تعاطي المخدرات والكحول وعلى حفلات رقص ” الصالصا ” و”البريك دانس” مثلما هو الشأن بالنسبة لسيف الدين الرزقي الارهابي الرئيسي في  اعتداء سوسة العام الماضي أو محمد بوهلال المتهم الرئيسي في هدوم نيس الارهابي ..وكذلك بالنسبة لمهاجم مرقص خاص ب” المثليين ” في فلوريدا الامريكية ..

وقد قدمت شهادات مماثلة عن عدد كبير من الارهابيين ” العرب ” الذين قتلوا في هجمات باريس أو في عمليات مثيرة للجدل في ليبيا وسوريا والعراق ضمن ما عرف بعصابات ” داعش “..وكان الخيط الرابط بينهم دوما سوابقهم في السجون أو ما عرفوا به من ادمان على الملاهي الشبابية الراقصة .

فهل تطور ” انتداب الارهابيين ” الى مرحلة اخيتارهم من بين اصحاب ” السوابق” المحتاجين الى المال لتوفير حاجياتهم من ” الخشخاش” و” الزطلة ” و” الكابتاغون ” و” الكوكايين ” و” اليهرووين ” والويسكي ؟

ولماذا يتعمد ممولو هذه العمليات الارهابية ” تغطية ” عملياتهم الجديدة بالصبغة ” الحداثية ” للشباب التونسي والعربي والمسلم بعد أن كان يركز على أصحاب ” اللحي”؟

السؤال يفرض نفسه مجددا بعد عام ونصف عن هجوم باردو الذي تبين أن منفذه الرئيسي ياسين العبيدي كان “شابا عاديا” وليس من بني الملتحين ولا المتدينين وعمل في مؤسسة سياحية وكان سلوكه عاديا في عائلته التي تضم جامعيين ومثقفين بعضهم من رموز اليسار التونسي .

من متحف باردو الى سوسة ثم نيس

والسؤال يفرض نفسه بعد عام ونيف عن  الهجوم على فندق سوسة الذي استهدف خاصة السياح البريطانيين وكان منفذه الشاب سيف الدين الرزقي الذي اتضح أنه طالب عمل متعاونا مع مؤسسات سياحية وأنه من بين “أبرز المختصين في رقصة ” البريك دانس” من حي الزهور في قعفور..”حسب الفيديو الذي روج عنه وهو يرقص .

واعيد طرح السؤال بعد أن تبين أن الشاب محمد بوهلال أصيل مساكن الذي تورط في هجوم نيس يتعاطي المخدرات ( ” الزطلة ” أساسا ) وله سوابق حق عام وكان من بين رواد حفلات ” رقصة الصالصا “..بل لقد روجت له صور في مشاهد غرامية مع بعض صديقاته السابقات .

والسؤال يفرض نفسه بحدة أكبر لما يتعلق بشباب دون العشرين مثل الالماني ” اصيل ايران ” الذي هاجم بمسدسه مدنيين في مطعم ومركز تجاري في مدينة مونيخ الالمانية ..

اخفاق كامل لحكومات الاطلسي

وبعد مرحلة ” التهريج” و” ردود الفعل الوجدانية والانفعالية ” بدأت تبرز في أوربا وأمريكا وفي تونس وفي عدد من الدول العربية أصوات تدعو إلى محاولة النفاذ بعمق للاسباب الحقيقية التي تجعل مراهقين وشبان يتورطون في الانتحار أوتعريض حياتهم الى الخطر مقابل ارتكاب جرائم غبية تسيء لهم والى عائلاتهم واوطانهم الاصلية ؟

ولعل صيحة الفزع الكبرى صدرت عن الفيسلوف والمفكر دومينيك دوفيلبان رئيس الحكومة ووزير الداخلية الفرنسي سابقا  ، الذي حذر الفرنسين والغربيين وقادة الحلف الاطلسي من مزيد العمليات الارهابية بسبب ” سطحية ” تعاملهم مع ملف الارهاب .

وقد تحدى دومينيك دوفيلبان صناع القرار في فرنسا وامريكا والدول الاطلسية قائلا :” لقد فشلت كل حروبكم منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 في تحقيق نجاح واحد في الحرب على الارهاب وفي تقديم نموذج واح

 للنجاح انتشر فيه الامن بعد عملياتكم العسكرية والامنية والاستخباراتية “.

كما دعا دومينيك دوفلبان القادة الفرنسين والغربيين وحلفاءهم في دول جنوب المتوسط الى الاقرار بفشل اجهزة استخباراتهم في الكشف عن العمليات الارهابية قبل وقوعها .

تخوفات ؟

في الاثناء تستفحل التخوفات من عمليات ارهابية جديدة في دول جنوب البحر المتوسط وشماله يتورط فيها ” مراهقون ” وشباب يائس ومحبط ” من اصل تونسي أو عربي او اسلامي “؟

ولعل اسئلة كثيرة تفرض نفسها في هذا السياق من بينها : ماهو الخيط الرابط بين كل هذه الحالات التي تورط فيها شباب تونسي وعربي ومسلم في جرائم ارهابية قتل فيها مدنيون ابرياء بينهم تونسيون وعربي ومسلمون ؟

هل هي الصدفة ؟

أم يتعلق الأمر بردود فعل ” فردية ” و” معزولة ” يقوم بها شباب يشعر بالإحباط والفشل وانسداد الافاق ؟

أم أن ” العصابات الكبيرة ” التي تحرك الإرهابيين وترسم خطتها وتحدد توقيتها اختارت تغيير زبائنها لأن ” السلفيين ” و” التكفيريين ” أصبحوا معروفين لدى مصالح الأمن التونسية والمغاربية والعربية والدولية ؟

والاخطر من كل هذا : ما هي الاطراف والدول التي سوف تكون الضحية القادمة ؟

وإذا كانت العمليات الارهابية انتشرت اليوم لتشمل تركيا واوربا وامريكا ودول الخليج وجل الدول المغاربية والعربية ، فهل لم يحن الوقت بعد لاعتماد استراتيجيات وقائية أكثر نجاعة تقرن بين المخططات الامنية وفتح الافاق للشباب عبر احداث فرص لتشغيله وادماجه و اعتماد اصلاحات سريعة لنظم التكوين والتعليم والتثقيف ؟

 كمال بن يونس 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *