إلى أين تتجه حكومة نتنياهو بعد استقالة ليبرمان؟

أثارت استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، من منصبه – احتجاجا على موافقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر على وقف لإطلاق النار مع فصائل غزة – تساؤلات حول مستقبل حكومة بنيامين نتنياهو.
وقال ليبرمان في بيان استقالته “ما دفعني لإعلان استقالتي هو نقل الأموال إلى حماس ووقف إطلاق النار مع غزة، التهدئة مع حماس ووقف إطلاق النار استسلام أمام الإرهاب، ليس سراً أن هناك خلافات بيني وبين رئيس الوزراء حول الوقود القطري وغيرها من القضايا”، على حد قوله.
وقد دعا ليبرمان خلال المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه استقالته إلى انتخابات مبكرة، ولكنها دعوة لم تلق آذاناً صاغية لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إذ أصدر مكتبه بياناً مقتضباً قال فيه “سنحدد الظروف والجداول الزمنية المناسبة لإسرائيل ولأمن مواطنيها”.
سقوط ليبرمان لا يعني سقوط الحكومة
ويتكون الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الذي يقوده زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو من 67 مقعداً من أصل 120 مقعداً من مقاعد الكنيست الإسرائيلي، يحظى فيها أفيغدور ليبرمان الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع بـ6 مقاعد، وهذا يعني أن انسحاب حزبه من الحكومة، أن نتنياهو سيبقى محتفظاً بأغلبية 61 مقعداً، ما يعني أن الحكومة قادرة على الاستمرار إلى حين موعد الانتخابات الإسرائيلية عام 2019.
موضوع يهمك ? أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الأربعاء، استقالته، على خلفية التهدئة في غزة، وذلك في كلمة على الهواء.ووصف…

تهدئة غزة تطيح بليبرمان.. استقالة وزير دفاع إسرائيل العرب والعالم

منصب وزير الدفاع الذي غادره أفيغدور ليبرمان سوف يحال بشكل تلقائي إلى رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، ليحتفظ بذلك رئيس الحكومة بثلاث حقائب وزارية، وهي الخارجية والصحة والدفاع، إضافة لمنصبه كرئيس للحكومة. وقد يسعى نتنياهو لاستقدام شخصية عسكرية مقربة منه من خارج إطار الحكومة لشغل منصب وزير الدفاع في الفترة القادمة، ويمكن أن يمنح الحقيبة لرئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت.

ويبدو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مرتاحاً في موقعه الحالي، فهو يستند إلى تشكيلة وزارية من اليمين واليمين المتطرف، وقاعدة جماهيرية واسعة مؤيدة، وإن علت مؤخراً أصوات المستوطنين الذين ينتقدون نتنياهو بسبب ما وصف بـ”خضوعه للحركات” الفلسطينية في غزة، وعدم تمكنه من درء الأخطار الاستراتيجية التي تواجه إسرائيل.
وفيما إذا كان سيذهب نتنياهو لانتخابات مبكرة بعد ثلاثة أشهر أم سيبقي الانتخابات في موعدها، سيكون التوقيت هو الفيصل، بما يضمن لنتنياهو توسيع قاعدته وقاعدة حزبه الجماهيرية، لتحقيق انتصار كاسح. أما ليبرمان شخصياً فقد يكون كاسباً هو الآخر من استقالته، فبعض الاستطلاعات كانت تنذر باختفاء حزبه لكن موقفه الآن قد يتحسن بعد أن استطاع استغلال الموجة الاحتجاجية التي يقودها المستوطنون وانضم إليها.
الفصائل الفلسطينية وصفت استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان بـ”الانتصار للمقاومة”، فقد أعلنت حماس أن استقالة ليبرمان “انتصار سياسي لغزة التي نجحت بصمودها في إحداث هزة سياسية في ساحة الاحتلال”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *