أنصار قيس سعيد يفوزون بنقابة المحامين التونسيين

تونس: كمال بن يونس
تمكن أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد في قطاع المحامين من انتخاب قيادة موالية لهم ولـ«مسار 25 يوليو»، وهو ما سوف يسهل تنفيذ بقية مراحل «خريطة الطريق الرئاسية».
وحسم «مؤتمر المحامين التونسيين»، عبر صندوق الاقتراع فجر الاثنين 12 سبتمبر (أيلول) الحالي، خلافات تشق نقابة المحامين ومنظمات القضاة منذ مدة، بسبب مواقف النقيب المنتهية ولايته إبراهيم بودربالة «المنحازة» للرئيس قيس سعيد وإلى «مسار 25 يوليو» 2021؛ بما فيها بعض القرارات التي أدت إلى حل «المجلس الأعلى للقضاء» المنتخب واستبدال هيئة مؤقتة عينتها رئاسة الجمهورية به.
وقد أسفرت الدورة الثانية من الانتخابات؛ التي عقدت في أجواء سياسية متشنجة، عن فوز المحامي المستقل حاتم المزيو، ضد منافسه الحقوقي القومي أبو بكر بالثابت. وكلاهما محسوب على أنصار قيس سعيد وعلى العميد المتخلي إبراهيم بودربالة، الذي كان بدوره حقوقياً مستقلاً وصديقاً لـ«اليسار المعتدل» وللأطراف السياسية التي طالبت قيس سعيد مطلع 2021 بإسقاط البرلمان والحكومة ثم رحبت بإعلانه «إجراءات استثنائية» بسبب «تعرض البلاد إلى خطر داهم».
وسبق للعميد الجديد أن تولى منصب «كاتب عام هيئة النقابة» خلال الأعوام الخمسة الماضية، وعارض بقوة محاولات بعض المحامين عزل العميد بودربالة بسبب تأييده الرئيس سعيد، ومشاركته في لجنة صياغة الدستور الجديد. كما سبق للمرشح الثاني للعمادة أبو بكر بن ثابت أن شغل الخطة نفسها في الهيئة السابقة للنقابة. وكان بدوره من بين رموز التيار القومي الذي دعم المسار السياسي لسعيد منذ انتخابه للرئاسة في 2019.
وترجح أوساط سياسية مسؤولة أن يوظف الرئيس التونسي وأنصاره نتائج الانتخابات هذه لتسجيل نقاط ضد معارضيهم الذين يتهمونهم بـ«الانقلاب على الشرعية الانتخابية والدستورية». وسوف تشجع هذه الخطوة السلطات على المضي بوتيرة أسرع في «تحييد» كبرى النقابات والجمعيات والأحزاب المعارضة؛ بما فيها تلك التي أعلنت مقاطعتها الانتخابات البرلمانية المقررة في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ودعت إلى تحركات احتجاجية واضرابات لإسقاط الحكومة.
وسبق أن أبعد رئيس «نقابات الفلاحين» عبد المجيد الزار بعد اتهامه بـ«الانحياز إلى (حزب النهضة)» و«سوء التصرف».
في المقابل، أكد النقيب الجديد للمحامين عقب انتخابه أنه «سيدعم استقلالية هيئة نقابة المحامين عن السلطة وعن كل الأحزاب»، وتعهد بأن تكون «أولوية نقابة المحامين في المرحلة المقبلة الدفاع عن الحقوق والحريات، وعن دولة ديمقراطية مدنية يسودها العدل والقانون».
يذكر أن القضاء ينظر في شكايات عديدة تقدمت بها السلطات وشخصيات نقابية وسياسية مساندة للرئيس سعيد ضد القيادة المركزية الحالية لـ«الاتحاد العام التونسي للشغل» بزعامة نور الدين الطبوبي، وأخرى ضد بعض قيادات النقابات الأمنية التي اتهمها وزير الداخلية توفيق شرف الدين، بـ«الفساد وسوء التصرف وعدم احترام الدستور وحيادية المؤسسات السيادية للدولة وبينها المؤسسة الأمنية».
وكان الرئيس التونسي أعلن مؤخراً أنه يريد أن تتوحد النقابات الأمنية في اتحاد تكون صلاحيته الدفاع عن المطالب الاجتماعية لموظفي وزارة الداخلية دون غيرها؛ أي دون لعب دور سياسي أو شن إضرابات نص الدستور الجديد على منعها.

أخبار ذات صلة
تونس: مطالبة حزبية جديدة بالمشاركة في صياغة قانون الانتخابات
انتقاد حزبي مغربي لاستقبال سعيد زعيم «البوليساريو»
تونس: مطالبة حزبية جديدة بالمشاركة في صياغة قانون الانتخابات
تونس: اعتقالات لمتهمين بالضلوع في «شبكات التسفير إلى بؤر التوتر»

تجدد «صراع السلطة» في ليبيا هل يعيد ترتيب مبادرات الحل؟
سياسيون يدعون لانتخابات برلمانية مؤقتاً
الاثنين – 15 صفر 1444 هـ – 12 سبتمبر 2022 مـ

جلسة سابقة للمجلس الأعلى للدولة (المجلس)
القاهرة: «الشرق الأوسط»
تتزايد الدعوات المحلية والدولية الموجهة لمجلسي النواب الليبي و«الأعلى للدولة» في ليبيا بضرورة حسم الخلافات العالقة بينهما حول القاعدة الدستورية المنظمة للانتخابات، أملا في الحد من الصراعات المسلحة بالبلاد.

ورغم تأييد كثيرين لهذه الدعوات، فإن البعض يخشى من توظيف هذا المناخ الضاغط للإسراع بالاستحقاق الانتخابي لترويج القبول بإجراءات سياسية لم تكن تحظى بالأغلبية للاكتفاء بإجراء الانتخابات التشريعية فقط دون الرئاسية، وسط تساؤلات عما إذا كانت هذه الإجراءات قد تساهم في حل الأزمة السياسية في البلاد.

وفي هذا الصدد يلفت عضو مجلس النواب الليبي، حسن الزرقاء، لمسارعة عدد من أعضاء مجلس الأعلى للدولة في أعقاب أحداث العاصمة الدامية قبل نهاية الشهر الماضي، بإصدار بيان يدعو فعليا لهذا المسار، واصفا الأمر بكونه «توظيفاً سياسياً للاشتباكات ونتائجها».

ورأى الزرقاء في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن تغيير موازين القوى المسلحة على الأرض بإبعاد القوات الموالية لرئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، فتحي باشاغا، من العاصمة، ربما دفع البعض للمراهنة على إمكانية الضغط عليه للقبول بما يقدمونه من مقترحات للحل السياسي، وإحراجه أمام الرأي العام المحلي إذا رفض.

وكان 58 عضواً بالأعلى للدولة في ليبيا وجهوا بيانا للشعب الليبي، دعوا فيه للاكتفاء «بإجراء الانتخابات التشريعية في المرحلة الأولى، تفضي إلى برلمان تنبثق عنه حكومة» كحل لأزمة الانسداد السياسي التي تشهدها البلاد منذ تأجيل الانتخابات نهاية العام الماضي.

ويرجع الزرقاء تمسك البرلمان وأغلبية القوى الوطنية في البلاد بإجراء انتخابات متزامنة رئاسية وتشريعية «لعدم تمكن المجالس التشريعية التي انتخبها الليبيون بعد (ثورة 17 فبراير من علاج أزمات البلاد». ولفت إلى أن «الحل في إيجاد رئيس يحظى بالشرعية والاعتراف والمساندة الدولية ليتخذ قرارات سيادية يستطيع تدريجيا عبرها إنقاذ البلاد من الأوضاع الراهنة».

وذهب عضو مجلس النواب جبريل أوحيدة، إلى أن «أي محاولات لتسويق الاكتفاء بإجراء الانتخابات التشريعية سترفض»، وقال: «هناك تيارات وقوى تحاول أن تؤكد للمجتمع الدولي حرصها على الانتخابات والمسار السياسي، ولكنها تعمل على إقصاء فكرة وجود رئيس للبلاد».

وحذر أوحيدة من أن «التغاضي عن تعاظم نفوذ الميليشيات المسلحة بالبلاد سيعرقل فرصة إجراء أي انتخابات سواء تشريعية أو برلمانية»، داعيا للتفكير «بفك الارتباط عن العاصمة، وإقامة الدولة في المناطق المحررة وفق دستور الاستقلال الفيدرالي، إلى أن يتم تحرير العاصمة من قبضة الميليشيات».

في المقابل، اعتبر عضو الأعلى للدولة، محمد معزب، أن تكرار طرح الدعوة لإجراء الانتخابات التشريعية خلال الفترات الماضية، وقبل وقوع الاشتباكات الدامية بالعاصمة يجهض أي حديث عن توظيفها سياسيا كما يردد البعض.

وأوضح معزب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» «ربما صدور بيان أعضاء مجلس الدولة في أعقاب الاشتباكات هو ما أوحى بذلك، ولكننا كنا نعد له منذ بداية شهر أغسطس (آب) الماضي، بعدما استبعدنا إمكانية التوصل لأي توافق مع مجلس النواب بشأن الانتخابات الرئاسية». ونوه إلى أن «أغلبية الأعضاء الموقعين على البيان ليسوا من المحسوبين على التيار الإسلامي بمجلس الأعلى للدولة، كما يروج البعض».

وتساءل معزب: «ما المانع من انتخاب برلمان جديد يعالج المسألة الدستورية ثم بعد إقرار الدستور تجري الانتخابات الرئاسية»؟ ورأى أن إجراء «التشريعية سينهي النزاع الراهن على السلطة التنفيذية».

واعتبر المحلل السياسي الليبي، عبد الله الكبير، دعوة أعضاء مجلس الدولة لإجراء انتخابات برلمانية، «محاولة لإيجاد حل قابل للتطبيق بالمستقبل القريب لمعالجة الجمود السياسي، وإن لم يخل الأمر من محاولة إبراء الذمة أمام الشعب الليبي وامتصاص غضبه على مجلسهم».

وأوضح الكبير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الشارع الليبي غاضب من قيادات وأعضاء مجلسي النواب و(الأعلى) ويحملهما المسؤولية عن الاشتباكات وعن تردي الأوضاع بالدولة جراء عرقلتهما لإقرار قاعدة دستورية تنظم الانتخابات طعما بالبقاء بالسلطة للأبد». وتابع: «بعض أعضاء (الأعلى للدول) استشعروا هذا الغضب وحاولوا إبراء ذمتهم باقتراح الذهاب لحل متاح ولا ينطوي على صعوبات تذكر، مقارنة بانتخابات الرئاسة التي لا يُتوقع إجراؤها في أي مدى زمني ما دام لا تزال الشخصيات الجدلية مثل سيف الإسلام القذافي وخليفة حفتر تصر على خوضها».

وقلل الكبير مما طرحته الآراء السابقة من أن وجود رئيس بلاد يتمتع بصلاحيات قد يسهم في علاج أزمات البلاد، موضحا «الوضع في ليبيا مختلف، المشكل ليس في انتخاب رئيس، بل في اعتراف وقبول كافة القوى السياسية والمسلحة بعموم البلاد به وبصلاحياته وسلطته». وتابع «ثم من قال وقرر نيابة عن الشعب الليبي إن الأخير يريد بالأساس نظام الحكم الرئاسي، لا البرلماني»، داعيا «لتفهم تخوفات البعض من وجود نموذج رئيس يعمل على الانفراد بالسلطة ويغير الدستور ويخضع البلاد لسيطرته المطلقة».

أخبار ذات صلة
القذاذفة يشتكون «التنكيل والاستهداف» في سرت
حكومة الدبيبة «تعزز قبضتها الأمنية» على طرابلس
واشنطن تدعو الأطراف الليبية للتحاور بـ «حسن نية»
واشنطن تدعو من برلين الأطراف الليبية للانخراط في الحوار

نشرتنا الإخبارية
انقر هنا للاشتراك في نشرتنا الأخبارية المجانية

الأكثر قراءة
اعتقال ضباط سوريين بتهمة «التعاون مع إسرائيل»
«حزب الله» يصف «اليونيفيل» بـ «قوات احتلال»
اتهام أوروبي لإيران بـ«تصعيد نووي مستمر»
هل ما زال «الإرهاب» عدو أميركا الأول؟
تشارلز الثالث يبدأ عهده بمشاورات مع الساسة البريطانيين
اختيارات المحرر
الصعق الفكري وتاريخ المستقبل!
الصعق الفكري وتاريخ المستقبل!
اليونان تدعم المستهلكين بـ5.5 مليار دولار إضافية
اليونان تدعم المستهلكين بـ5.5 مليار دولار إضافية
قواعد على القمر لإدارة موارده الطبيعية
قواعد على القمر لإدارة موارده الطبيعية
عمليات «تطهير» تعصف بالإعلام الأميركي
عمليات «تطهير» تعصف بالإعلام الأميركي
إقالة توخيل الغريبة لا تكون منطقية إلا في ناد مثل تشيلسي
«من أنا؟»… سؤال وجودي يجمع 10 فنانين سعوديين
باسيل يستعد للمرحلة المقبلة بإقصاء معارضيه داخل «التيار»
بين نفي وتأكيد… الكوليرا تهدد شمال وشرق سوريا
تل أبيب تدعو واشنطن والقاهرة والدوحة للضغط على أبو مازن
السفير الأميركي يحث الأطراف السودانية على تنفيذ اتفاق السلام
علاج محتمل داخل الأنف يمنع انتقال «كورونا»
جهاز لكشف الضوء المسبب لأعراض «الذئبة»
فيديو
الملك تشارلز يتعهد السير على خطى الملكة إليزابيث
روسيا تنسحب من حصونها في أوكرانيا
رفع العلم الأوكراني في مناطق خاركيف
ضربات صاروخية تقطع المياه والكهرباء في خاركيف

رئيس التحرير شروط الانتفاع هيئة التحرير الإعلان التوزيع الاشتراكات
© جميع الحقوق محفوظة للشركة السعودية البريطانية للأبحاث والتسويق وتخضع لشروط وإتفاق الإستخدام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *