انطلقت أمس الإثنين بالجزائر العاصمة، أشغال الدورة الـ73 للجنة الربط للطريق العابر للصحراء على مستوى الوزراء، حسبما أفاد به بيان لوزارة الأشغال العمومية الجزائرية.
وكشف المصدر ذاته أن الاجتماع “سيعرف مشاركة وزراء الدول المعنية بهذه الطريق الاستراتيجية، والمتمثلة في تونس ومالي والنيجر ونيجيريا والتشاد وكذا المؤسسات المالية الوطنية والدولية، بحضور سفراء الدول الأعضاء” وفق تقرير لموقع أصوات مغاربية.
وتمت برمجة هذا المشروع، المعروف أيضا باسم “طريق الوحدة الأفريقية”، منذ عقود، لكن أشغاله شهدت تأخرا كبيرا بسبب الأوضاع الأمنية التي شهدتها الدول المشاركة فيه، قبل أن يتم بعث الأشغال من جديد.
ويغطي المشروع 6 دول أفريقية هي الجزائر، تونس، النيجر، مالي، تشاد، ونيجيريا.
وتبلغ المسافة الإجمالية للطريق، والذي يربط بين الجزائر العاصمة ونظيرتها النيجيرية لاغوس، 4500 كيلومتر، مع العلم أن 2315 كيلومترا منها توجد على الأراضي الجزائرية.
وفي شهر فيفري الماضي، أعلنت السلطات الجزائرية أنها شرعت في إنهاء آخر شطر من مقطع الطريق الموجود على أراضيها، والمقدر بحوالي 7 كيلومترات، حيث تربط بين المركز الحدودي بولاية عين قزام، أقصى الجنوب الجزائري، وحدود دولة النيجر.
وتراهن الحكومة الجزائرية على تحويل هذا الطريق إلى رواق اقتصادي للتبادل التجاري مع الدول الأفريقية المشاركة فيه.
وأشار رئيس لجنة التنسيق في مشروع الطريق العابر للصحراء، محمد عياد، في تصريحات سابقة لـ”الإذاعة الجزائرية”، إلى وجود نية للمشتركين في المشروع في وضع مجموعة من التسهيلات الإدارية والجمركية لتسهيل مهمة العبر والتبادل التجاري بين هذه الدول”.
مشروع عمره 60 عاما
صُمّم مشروع الطريق العابر للصحراء (RTS) في الستينيات بمبادرة من الجزائر ومفوضية الأمم المتحدة لإفريقيا (ECA) بقيادة لجنة تنسيق مكونة من ممثلين عن 6 بلدان (الجزائر ، تونس ، النيجر ، مالي ، تشاد، ونيجيريا) ، وأُطلق على الأرض في أوائل السّبعينيات.
ويربط الطريق العابر للصحراء الجزائر وتونس بـ 3 عواصم جنوب الصحراء هي باماكو ونيامي ونجامينا ومدينة لاغوس كبرى مدن نيجيريا.
أهداف مشتركة
تعوّل تونس والجزائر على هذا المشروع لاقتحام السّوق الأفريقية التي تضمّ أكثر من 700 مليون نسمة من الدول التي سترتبط بالطريق، والبلدان المجاورة لها، موزّعين على أكثر من 6 ملايين كيلومتر مربع تتكوّن في أجزاء كبيرة من مناطق الصحراء الشاسعة بين المغرب العربي ودول الساحل الإفريقي.
وبسبب صعوبات اقتصادية ومالية تعاني منها دول الساحل فقد شهد المشروع تأخّرا كبيرا في الإنجاز في العديد من محطاته الإفريقية.
مناطق يعبرها الطّريق
شبكة الطريق السريع تتكون من محور رئيسي بين الجزائر ولاغوس وثلاثة فروع متصلة باتجاه قابس (تونس) وباماكو (مالي) ونجامينا (التشاد).
يعبر المحور الرئيسي الجزائر والنيجر ونيجيريا ، ويمر بشكل أساسي عبر غرداية وتمنراست ، ثم أغاديز وزيندر ، ثم كانو وكادونا ، بطول إجمالي يقارب 4500 كيلومتر.
يربط الفرع التونسي ميناء قابس في تونس بالمحور الرئيسي للطريق العابر للصحراء في غرداية ، مرورا بقفصة وتوزر (جنوب غرب تونس) ، ثم الوادي وورقلة في الجزائر. بطول 866 كلم.
فرع مالي يربط العاصمة باماكو إلى تمنراست بطول إجمالي يبلغ 2461 كم.
كما يربط الفرع التشادي العاصمة نجامينا بالمحور الرئيسي للطريق السريع العابر للصحراء في زيندر في النيجر بطول إجمالي يبلغ 1197 كم، يتجاوز بحيرة تشاد من الشّمال ويمرّ عبر بول للانضمام إلى طريق معبّدة في النيجر من نغويجمي.
