من أرشيف مغرب نيوز: في ملتقى حواري حول “المستجدا ت الجيوستراتيجية و انعكاساتها على الاعلام و الامن القومي” ..دعوة الإعلاميين و المثقفين إلى تجنب الانخراط في لعبة المحاور الاقليمية و الدولية

نظم منتدى ابن رشد والشبكة العربية لعلوم الاعلام والاتصال ورابطة تونس للثقافة والتعدد بالتعاون مع مركز جامعة الدول العربية بتونس اليوم الجمعة ملتقى حواريا حول “المستجدا ت الجيوستراتيجية وانعكاساتها على الاعلام والامن القومي” بهدف عرض افكار ومقترحات استعدادا القمة العربية التي ستحتضنها تونس موفى شهر مارس الجاري.
وسعى المشاركون في الملتقي وهم نخبة من الاعلاميين التونسيين والعرب بالاضافة الى اساتذة جامعيين في مختلف الاختصاصات الى لفت نظر القادة العرب الى قضايا الامن .القومي التي يجب وفق قولهم ان تتصدر اهتمامات القادة والرؤساء من خلال التاكيد على السيادة القومية لكل الشعوب والدول العربية دون استثناء في ظل ماتشهده المنطقة من تطورات داخلية وتعقيدات سياسية وامنية وعسكرية جيو استراتيجية.

و قال كمال بن يونس رئيس مؤسسة ابن رشد للدراسات في كلمته انه “من بين الرسائل التي ينبغي أن يتوجه بها الإعلام الوطني والقومي النزيه والمثقفون وصناع القرار في المجتمع المدني عشية القمة العربية التاكيد على ضرورة ان تكون من اولويات قمة تونس ومؤسسات العمل العربي المشترك التمسك بثوابت الامن القومي والحق في التحرر من كل اشكال الهيمنة الاجنبية والاحتلال بكل اشكاله وتعبيراته.

كما اكد على اعتبار المثقفين والإعلاميين الوطنيين ضمير الأمة يعبرون عن ثوابتها الوطنية والقومية التحررية ، مهما كانت المواقف السياسية الظرفية التي قد يتخذها بعض السياسيين.

 و دعا وسائل الاعلام و الإعلاميين و المثقفين التونسيين و العرب إلى احترام قواعد المهنة و أخلاقيات العمل الصحفي وتجنب السقوط في الانحياز والانخراط في لعبة المحاور الاقليمية و الدولية أو تبرير الارهاب و الاقتتال الداخلي والاجندات الاجنبية عند تغطية الصراعات السياسية و النزاعات المسلحة.

كما شدد على أن تبقى قضية تحرير فلسطين وانهاء الاحتلال عن الأراضي المحتلة من قبل اسرائيل منذ عقود على رأس أولويات الساسة و الاعلاميين و المثقفين التونسيين و العرب.

من جهته اعتبر الباحث الفلسطيني المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط، فراس أبو هلال أن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطنيين فقط بل قضية كل العرب و بذلك يكون الصراع عربيا- اسرائيليا و ليس فلسطينيا-اسرائيليا لأنه يؤثر بشكل يومي و مباشر على كل عربي و على كل دولة عربية قائلا إن محاولات حل القضية الفلسطينية في إطار صفقة القرن و هو ما اعتبره الجزء غير الواضح من هذه الصفقة لأنه يهدف إلى حل دون الحد الأدنى مما يقبله الفلسطنيون و دون حتى ما ينص عليه القانون الدولي و الاتفاقات السابقة مع أن هناك الكثير من العرب و الفلسطنيين لا يوافقون أصلا على هذه الاتفاقات و مع ذلك فما هو مطروح حسب التسريبات لا يرقى إلى هذه الاتفاقات و لا يطال الحد الأدنى من المتطلبات الفلسطينية، على حد تعبيره .

و أضاف أن الجزء الآخر من الصفقة و هو التطبيع مع اسرائيل يهدف إلى إقامة علاقات طبيعية و علاقات سلام بين الدول العربية و دولة الاحتلال و باعتبار أن الصراع العربي-الاسرائيلي (و هو سبب عدم وجود علاقات) سينتهي مشيرا إلى أنه مع تمنع الفلسطنيين و صعوبة تنفيذ هذه الصفقة أو جزء منها ، يجري الانتقال إلى الجزء الثاني من الصفقة على قضية التطبيع و على إقامة علاقات من قبيل لقاءات علنية أو سرية هنا و هناك و من قبيل الحديث عن منطومة دفاعية أو بعض ما سمته وسائل الإعلام الغربية و حتى مؤسسات الدولة الأمريكية بالناتو العربي .

و اتهم فراس أبو هلال بعض العرب سواء دول أو إعلام رسمي بالترويج للتطبيع عبر التصريحات الرسمية أو التغطيات الإعلامية أو حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي الموجهة التي تسعى إلى تصوير الفلسطيني على أنه عدو و الترويج لكونه هو من باع أرضه و بات مرتزقا في هذه الدولة أو تلك كما يتم عبر هذه الوسائل الموجهة التسويق لكون القضية الفلسطينية لم تعد أولوية لدى الشعوب العربية رغم أن هذا الصراع مؤثر على كل الدول العربية و ليس على فلسطين فقط.

و وصف أبو هلال إسرائيل برأس حربة المشروع الغربي قائلا إنها وجدت لتفكيك أي محاولة لإقامة مشروع نهضوي عربي و بالتالي فإن القول بأن القضية الفلسطينية تراجعت هو محاولة لإنقاذ الجهات الرسمية التي تريد الترويج لفكرة التطبيع ضمن إطار صفقة القرن .

و شدد على أن القضية الفلسطينية أو الصراع العربي الفلسطيني أصبح يقدم كقربان في إطار التمحورات العربية التي تجري الآن حيث أصبحت القضية الفلسطينية الورقة التي تقدم بكل أسف للغرب لأجل إرضاءه أو لأجل الحصول على الشرعية أو لأجل الحصول على دعم الدول الغربية ليس في صراعاتها مع الخارج بل في الغالب في الصراعات مع الجيران العرب.

كما أشار أبو هلال إلى أن المطلوب اليوم من الإعلاميين العرب رفض كل محاولات التشريع للتطبيع و فتح العلاقات مع الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية و فضح كل محاولات جعل التطبيع حدثا عاديا لأن ما يجري الآن هو محاولة لكي الوعي العربي و تغييبه تجاه القضية الفلسطينية.

كما أشار الإعلامي و النقابي زياد الهاني إلى أن عديد التراكمات أفرزت احباطات كبيرة لدى الجماهير العربية و ما زاد الأمر احباطا وجود مشاكل تناحر و خصومات بين الفلسطينين أنفسهم مما أفرز نوعا من الهروب من مواجهة الوضع الذي يعيشه الفلسطينيون و القضية الفلسطينية.

و قال الهاني إن لغة الخطاب اليوم يجب أن تكون موجهة إلى العقل و الوعي العربيين لا أن تكون لغة خطاب تقليدي يوجه إلى العاطفة و بقدر ما نحن بحاجة إلى هذا الخطاب الجديد نحن بحاجة كذلك إلى أطر جديدة من شأنها أن تستوعب هذا الخطاب و أن تفتح طريقا جديدة ربما يمكننا من تطبيق الأهداف التي آمنا بها و مازلنا متمسكين بها تجاه القضية الفلسطينية رغم كل الإحباطات .

و أضاف أن هذا الإطار الجديد يتطلب أدوات جديدة للتواصل و يتطلب خططا اتصالية جديدة و التوجه إلى نخب جديدة قادرة على التفاعل مع هذا الخطاب .

اليوم مشكلتنا الأساسية أن كل في بلده يعاني تقريبا و نواجه مجزّئين خطة غربية_اسرائيلية معمّمة لضرب الدول العربية و وأد القضية الفلسطينية و يفترض أننا إذا أردنا أن ننجح في التصدي لها يجب أن نبحث في الأدوات التي تمكننا من مواجهتها .

و جرى خلال الملتقى تكريم المفكر التونسي هشام جعيط و هو كاتب و مؤرخ ومفكر تونسي ولد في 6 ديسمبر 1935 و شغل منصب رئيس المجمع التونسي للعلوم و الآداب و الفنون “بيت الحكمة” ،ساهم في اثراء الحياة الثقافية في تونس من خلال عدة مؤلفات منها “الشخصية العربية الاسلامية و المصير العربي” و الفتنة ..جدلية الدين والسياسة في الاسلام المبكر” و ”ازمة الثقافة الاسلامية”.

تحصل جعيط على شهادة التبريز في التاريخ ودكتوراه في التاريخ الاسلامي من جامعة السربون ودرس كاستاذ زائر بعدة جامعات عربية واروبية وامريكية مثل جامعة كاليفورنيا ومعهد فرنسا وهو عضو في الاكاديمية الاروبية للعلوم والفنون.

كما جرى تكريم فقيد الساحة السياسية والفكرية والنقابية بتونس مصطفي الفيلالي الذي نشط في الاتحاد العام التونسي للشغل و ساهم في صياغة البرنامج الاقتصادي و الاجتماعي لللاتحاد و في تونسة الاراضي الفلاحية التونسية لدى توليه منصب وزير الفلاحة كما اتخذ قرار الغاء نظام الاحباس كما انتخب عضوا في المجلس القومي التاسيسي 1956 .
من مؤلفاته “الاسلام والنظام الاقتصادي الدولي الجديد” و “المغرب العربي الكبير نداء المستقبل”.
خضر اللقاؤ ثلة من الديبلوماسيين العرب المعتمدين في تونس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *