لماذا ينبغي تطوير علاقات تونس بالسعودية … بقلم عليّة العلاني

زيارة ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان إلى تونس يوم 27 نوفمبر 2018 تأتي في ظروف إقليمية ودولية دقيقة جدا.
ولا نُخفي أن للتونسيين رؤى متعددة بين مؤيد ومعارض ومتحفظ، ولكل مبرراته. هذه هي تونس بشقيها الرسمي والشعبي. وهنايمكن القول أيضا أن تونس بشقها الرسمي وجزء من شقها الشعبي ترحب بزيارة ولي العهد الرجل القوي في المملكة لأربعة أسباب:
السبب الأول: أن العلاقات مع المملكة ضاربة في القدم وأن الملك فيصل رحمه الله كان صديقا حميما للرئيس الأسبق بورقيبة، ورغم اختلاف وجهات النظر بين الزعيمين في بعض القضايا إلا أن ذلكلم يمنع من استمرار الود بينهما وتقوية التعاون في شتى المجالات.
السبب الثاني: أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان ضاعفا نسق التعاونالاقتصادي والأمني بين البلدين دون التدخل في الاختيارات السياسية والدبلوماسية لتونس في فترة ما بعد 2011.
السبب الثالث: أن المملكة تعرف جيدا أن النخب التونسية العاملة بالسعودية وعددها 28 ألف حاليا من أفضل الكفاءات في مختلف المجالات، وأن تونس مكان خصب للاستثمار خاصة بعد صدور الإجراءات الجديدة للاستثمار وتعزيز الحوكمة، لذا فإنها ستُفيد وتستفيد وربما تفتح أبوابا جديدة في ظل برنامج المملكة الطموح2030. وهنا تصبح الزيارة عامل دفع لانخراط تونس في هذه الديناميكية الاقتصادية وفي التنسيق بشكل أكبر في المجال السياسي والأمني.
السبب الرابع: هناك بعض الأحزاب والجمعيات تعمل منذ 2011 إلى اليوم على إضعاف العلاقات التونسية مع السعودية والإمارات ومصر لربطها مع أحلاف أخرى، ونقول لهؤلاء أن تونس عصيّة عن أي توظيف سياسي أو دبلوماسي وأنها ستبقى صديقة للجميع بما يحفظ المصالح العليا للبلاد.
لكل هذه الأسباب لا نرى في هذه الزيارة سوى الخير للبلدين، ومرحبا مرة أخرى بولي العهد محمد بن سلمان في بلده الثاني تونس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *