بعد نعته قيس سعيد بـ”دمية ايران”..سياسيون تونسيون يهاجمون أبو يعرب المرزوقي

أثار مفكّر تونسي معروف موجة استنكار واسعة في البلاد بعدما نعت الرئيس قيس سعيد بـ”دمية إيران”، حيث اتهمه البعض بالإساءة إلى هيبة الدولة، محذرين من الحملة التي يتعرض لها سعيّد بسبب مواقفه المناهضة للتطبيع مع إسرائيل.

وتحت عنوان «دمية قرطاج»، كتب المفكّر أبو يعرب المرزوقي تدوينة طويلة على صفحته في موقع «فيسبوك»، قال فيها: «ما دام اللعب أصبح بعشائنا، فسينزل تأييد دمية قرطاج إلى صفر فاصل عند كل من صوتوا له وخاصة أصحاب الرواتب إذا توقفت شهراً واحداً (هؤلاء) أوصلوا البلاد للتسول بالتهاوش بين «العابثين بمعنى السياسة» في حربهم على من يريدون استئصالهم أو استثناءهم من المشاركة في الحياة السياسية، فكونوا 220 حزباً، واحد لكل مافية، ثم انتخبوا من تصوروه طاهراً ونظيفاً وهو أسوأ من القروي ويعلمون أنه دمية إيرانية حتى يحققوا وحدة صفي الثورة المضادة التي يمولها بعض أعراب الخليج».

وأضاف: «لكن الدمية التي انتخبوها أظهرت عجزاً في المناورة من البداية بانحيازها إلى صف الـ»ممانعين» وعبيد البراميل أصحاب فكرة حكومة الرئيس بالثرثرة والكلام على حالة الحرب مع إسرائيل وحاول ترضية فرنسا بعد أن أفشل التشكيلة الأولى فعين أحد دماها. لكن كلامه على حالة الحرب مع إسرائيل رغم أنه يعلم كما هم يعلمون أنه لا يستطيع تحريك بسكليت وليس دبابة، وهذا جعلهم يشكون في ما قد يترتب من فوضى على تخبطه».

وتسببت تدوينة المرزوقي بموجة استنكار في تونس، حيث اعتبر زهير المغزاوي، أمين عام حرك الشعب، أنها تندرج في إطار الحملة التي تستهدف الرئيس قيس سعيد داخل تونس وخارجها بمعية أطراف داخلية وخارجية وصفحات تواصل اجتماعي وهي حملة مُتوقعة بعد تصريح سعيد حول «التطبيع» وما يسمى بـ»صفقة القرن». وهذه ليس المرة الأولى التي يتحدث فيها المرزوقي عن رئيس الجمهورية، كم أنه معروف بمواقف أكثر تشدداً خاصة في موضوع التسفير والمواقف القريبة من الجماعات الإرهابية المتشددة».

ودوّن النائب السابق، الصحبي بن فرج: «ما كتبه أبو يعرب المرزوقي اليوم في حق قيس سعيد رئيس الدولة مقزز ومثير للسخط والاشمئزاز والغثيان، كيف يُوصف رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة بالعمالة ولا أحد يتحرك. والمواقع الإلكترونية تتناقل المقال بعنوان صادم وكأنه يتعلق برئيس دولة الموزمبيق! إلا يمكن أن نختلف ونتناقش وننقد إلا بالسب والشتم والإهانة وتطييح القدر؟».

وكتبت الباحثة رجاء بن سلامة: «لا توجد فلسفة في العالم تجيز البذاءة والشتيمة الهاذية. لنحافظ على اللياقة في نقدنا للجميع».

وشن المحلل السياسي، والقيادي السابق في حزب الحراك، عدنان منصر، هجوماً كبيراً على أبو يعرب المرزوقي، حيث دوّن على موقع «فيسبوك»: «اعتقدت باستمرار أن العلم يؤدب صاحبه، وأن المعرفة تهذب أخلاق أهلها، حتى قرأت «للبروفيسور»! ما حبره «البروفيسور» البارحة حول قيس سعيد لا يمكن أن يكون منبعه سوى نفس مريضة، وقلب عليل. لم يستفزني أنه ينتقد قيس سعيد، فقيس سعيد ليس نبياً، ولا منزهاً عن أكبر الانتقادات. ما استفزني هو قلة الأدب وانعدام المروءة. وقبلها كتب البروفيسور «في الدكتور منصف المرزوقي، ووزع ضده نصوصه الكريهة ذات ديسمبر 2014، وقبلها أيضاً علمنا عن الرجل ما علمنا، وكنا نقول دائماً لعل تربيةً ما تجعله يثمر، ولو بعد حين».

وأضاف: «أن تتكسب من الطائفية أيضاً يعني أن تتكسب من الدماء، التي سالت والتي يمكن أن تسيل. لم تربحك الفلسفة وغنمتك داعش يا «بروفيسور»! العقل السليم هو أيضاً في القلب السليم، وأنت مريض القلب والعقل. شدني قولك أن «رياحاً تهب ضد قيس»، وأنك سعيد بذلك، فهي تسير أيضاً في الاتجاه الذي يريده مركبك. وأن فرنسا وغيرها تتربص بقيس بعد مواقفه من إسرائيل، وسيعزلونه أو يضطرونه للانسحاب في ظرف شهرين. أي بؤس هذا الذي أنطقك أخيراً بما كنت تضمره نفسك وتجتهد بحذلقتك لإخفائه: مجرد عميل كامن، عارض خدمات ذليل، و»بروفيسور» غدار. سعدتُ بالتقائك أخيراً وبوضوح مع ما تهواه نفسك، ودلك عليه عقلك، وفضحك لنفسك فضيحة لا تغطيها كل الحذلقات. يمكنك الآن أن تبدأ في القبض، فقد التقطت كلمة السر بوضوح. تعاير قيس بأنه لا يستطيع تحريك دبابة ضد إسرائيل، ولا حتى دراجة، في حين تحرك أنت عقلك وقلبك معها». (القدس العربي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *